أخبار متفرقة
ما هي رسالة عذراء فاطيما لأيامنا هذه؟
إنها الخامسة فجراً في المزار المكرس لقلب مريم. أُحضِرت صورة العذراء من فاتيما الى هنا. وجاء اليوم دور رعيتي لتستقبلها. عُرض القربان المقدس لكي يسجد له المؤمنون طوال الليل. ورافق كثيرون يسوع في هذا السجود فصلوا له وطلبوا منه نِعماً وعبّروا له عن حبهم. ومنذ الليلة الفائتة، لا تنتهي صفوف الراغبين في الاعتراف، ما يدلّ…
عُرض القربان المقدس لكي يسجد له المؤمنون طوال الليل. ورافق كثيرون يسوع في هذا السجود فصلوا له وطلبوا منه نِعماً وعبّروا له عن حبهم.
ومنذ الليلة الفائتة، لا تنتهي صفوف الراغبين في الاعتراف، ما يدلّ على أن دعوة العذراء إلى الاهتداء لاقت آذاناً مصغية.
“إنني أوصي دوماً باعتراف جيد. فالتقرب من يسوع بنفس طاهرة مختلف عن فعل ذلك بنفس مليئة بالخطايا. على الرغم من أنه سيستقبلك وسيُحبّك في جميع الأحوال، إلا أنني أدركتُ الفرق الكبير. بعد الاعتراف، تكون نفسُكَ مستعدّة للنِعم التي يريد أن يمنحك إياها”.
يتجسد أحد الأدلة الجيدة على ذلك في ما يلي: تصل إلى ينبوع ماء متلألئ وتحمل معك كوباً ملوثاً. تملأه ماءً. ولكن، هل ستشربه؟
ينبغي على النفس أن تكون مستعدة للنعمة. إنها لحظات لا تتكرر.
تأثرت. توجهتُ نحو المذبح، وجثوتُ على ركبتيّ أمام يسوع في سر القربان. تذكرتُ جميع تلك التحيات التي يطلبها مني الأصدقاء. فغالباً ما يقولون لي: عندما تزور القربان، لا تنسَ أن تنقل للرب تحياتي. في الواقع، نقلتُ له تحياتكم. وصليتُ له من أجل احتياجاتكم ورفاهية عائلاتكم.
الصلاة من أجل الآخرين رائعة، بخاصة عندما تصلي بغيرة عن نية الأشخاص الذين سببوا لك الأذى. هكذا، تكون مسامحتهم أسهل… المسامحة والنسيان.
بعدها، انتقلتُ إلى صورة سيدة فاتيما الحاجّة فجثوتُ قليلاً أمام صورة العذراء الرائعة طالباً شفاعتها.
هل تتذكّر أنني أخبرتك في إحدى المرات أنني كنت أحلم بالذهاب إلى فاتيما؟ ها هي فاتيما قد أتت بطريقة ما إلي، الأمر الذي يصعب عليّ تصديقه.
ماذا ترى عندما تكون أمام هذه الصورة التي تمثّل أمنا السماوية؟
تخيلتُ أنني سأرى ابتسامة، لكنني نظرتُ في عينيها فوجدتُ ألماً وحزناً واضطراب الأمّ التي يتيه أولادها.
كلماتها تردّدت في أعماق نفسي:
“لا تسيئوا أكثر إلى الله ربنا لأن الإساءات كثيرة بحقه!”
نظرتُ إليها مجدداً وكانت نظراتها لا تزال حزينة. سمعتُ في قلبي هذه الكلمة:
“التوبة”
رسالة فاتيما واضحة وراهنة.
في ظهورها الرابع، أخبرت العذراء الرعاة الصغار عن أكثر ما يؤثر فينا ويؤلمنا. تذكّرنا بأننا مسؤولون بطريقة ما عن بعضنا البعض.
“صلوا، صلوا كثيراً وقدّموا تضحيات من أجل الخطأة. يجب أن تتذكروا أن أنفساً كثيرة تُدان لأن لا أحد يصلي ويقدم تضحيات من أجلها”.
صليتُ السلام المريمي مرة واحدة ونهضتُ مستعداً لفعل ما تطلبه منا الأمّ: الصلاة (تلاوة المسبحة يومياً) والتكفير من أجل نفوس الخطأة الكبار.
بعدها، حان وقت الزياح. يا لفرحنا العظيم لأن مريم أمنا!
السلام عليكِ يا مريم، يا ممتلئةً نعمة…
الرجاء الحفاظ على مصدر المقال في حال نقله