أخبار متفرقة
ما هي الرسالة التي وجّهها البابا فرنسيس للبطريرك برتلماوس حول ذخائر القديس بطرس؟
المسيرة نحو الشركة الكاملة كانت محور الرسالة التي بعثها قداسة البابا فرنسيس إلى بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول، والتي تمحورت حول ذخائر القديس بطرس التي أهداها الأب الأقدس للبطريرك والبطريركية في حزيران يونيو المنصرم. كان قداسة البابا فرنسيس قد أهدى بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول في حزيران يونيو المنصرم أجزاء من ذخائر القديس بطرس، وذلك…
المسيرة نحو الشركة الكاملة كانت محور الرسالة التي بعثها قداسة البابا فرنسيس إلى بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول، والتي تمحورت حول ذخائر القديس بطرس التي أهداها الأب الأقدس للبطريرك والبطريركية في حزيران يونيو المنصرم.
كان قداسة البابا فرنسيس قد أهدى بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول في حزيران يونيو المنصرم أجزاء من ذخائر القديس بطرس، وذلك خلال لقاء قداسته وفدا من البطريركية المسكونية شارك في الاحتفال بعيد القديسَين بطرس وبولس. وحول هذه الهدية كتب البابا فرنسيس رسالة إلى البطريرك المسكوني بدأها مؤكدا مشاعره العميقة وقربه الروحي، راجيا للبطريرك المسكوني النعمة والسلام في محبة الرب القائم. ثم تابع متحدثا عن قبر بطرس الرسول حيثما دُفن عقب استشهاده، والذي تم فوقه بناء الكاتدرائية الفاتيكانية المكرسة لهذا القديس في عهد الامبراطور قسطنطينوس. ثم انتقل الأب الأقدس إلى سنة 1939 حيث بدأ البابا بيوس الثاني عشر فور انتخابه بإطلاق عمليات حفر أسفل البازيليك قادت أولا إلى اكتشاف المكان الذي دُفن فيه بطرس الرسول بالضبط، ومن ثم وفي سنة 1952 إلى اكتشاف محراب أسفل المذبح الكبير بالقرب من جدار أحمر يعود إلى عام 150 تغطيه أعمال جدارية. وتابع البابا أن هذا المحراب كان يحتوي عظاما يرجَّح أنها للقديس بطرس، وقد أراد البابا القديس بولس السادس الاحتفاظ بتسعة أجزاء من هذه الذخائر في كابلة بيت البابا في القصر الرسولي. وأضاف الأب الأقدس: هذه هي الذخائر التي أردتُ إهداءها إلى قداستكم وإلى كنيسة القسطنطينية الحبيبة.
ثم تابع البابا فرنسيس أنه وخلال تأمله في ما وصفه بالعزم المتبادل على السير نحو الشركة الكاملة، وشكره الله على ما تم تحقيقه حتى الآن منذ لقاء البطريرك أثيناغوراس والبابا بولس السادس 50 سنة مضت، قد تذكَّر الهدية التي قدمها حينها البطريرك إلى البابا، وهي أيقونة تصوِّر الأخوين بطرس وأندراوس يتعانقان يوحدها الإيمان والمحبة للرب. وأضاف البابا فرنسيس أن هذه الأيقونة، والتي هي اليوم وبرغبة من القديس بولس السادس في مقر المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين، قد أصبحت بالنسبة لنا علامة نبوية للشركة المرئية بين كنيستينا التي نتطلع إليها ونصلي ونعمل من أجلها. أوضح قداسة البابا بعد ذلك أنه شعر هكذا، وفي السلام الناتج عن الصلاة، بأنه سيكون ذا معنى هام أن توضع أجزاء من ذخائر بطرس الرسول إلى جانب ذخائر أندراوس الرسول. وتحدث البابا فرنسيس هنا عن شعوره بأن مَن أوحي إليه بهذه الفكرة هو الروح القدس الذي يحث المسيحيين بأشكال مختلفة على أن يجدوا تلك الشركة الكاملة التي أرادها ربنا يسوع المسيح.
هذا وواصل البابا فرنسيس مشيرا إلى أن إهداء بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول هذه الذخائر يريد أن يكون تأكيدا للمسيرة التي قامت بها الكنيستان من أجل التقارب، ووصف هذه المسيرة بالصعبة في بعض الأحيان لكنها مرافَقة بعلامات واضحة لنعمة الله حسب ما أضاف. وللاستمرار في هذه المسيرة، قال الأب الأقدس هناك حاجة في المقام الأول إلى ارتداد روحي وأمانة متجددة للرب الذي يريد منا التزاما أكبر وخطوات جديدة وشجاعة. وتابع قداسته مشددا على أن المصاعب أو عدم الاتفاق يجب ألا تُبعدنا عن واجبنا ومسؤوليتنا كمسيحيين، وبشكل خاص كرعاة الكنيسة، أمام الله وأمام التاريخ. وعاد الأب الأقدس إلى الذخائر مشيرا إلى أن الجمع بين ذخائر الأخوين الرسولين يمكن أن يكون أيضا دعوة متواصلة وتشجيعا كي لا تكون الاختلافات في هذه المسيرة المتواصلة عائقا أمام شهادتنا المشتركة ورسالتنا، رسالة الكرازة، وذلك في خدمة العائلة البشرية والتي تميل اليوم إلى بناء مستقبل دنيوي صرف، مستقبل بدون الله.
وفي ختام رسالته إلى بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول للحديث عن ذخائر القديس بطرس التي أهداها إياه في حزيران يونيو الماضي، أعرب البابا فرنسيس عن راحة كبيرة لتقاسم هذه الأفكار مع البطريرك المسكوني الذي وصفه الحبر الأعظم بالأخ الحبيب، وذلك على أمل لقائه في أقرب وقت ممكن. ثم طلب الحبر الأعظم من البطريرك برتلماوس الأول أن يصلي من أجله ويباركه، متبادلا معه عناق سلام أخويا.
13 سبتمبر 2019, 14:39
الرجاء الحفاظ على مصدر المقال في حال نقله