أخبار متفرقة

ما الذي يفعله ملاكنا الحارس بعد مماتنا؟

يتحدث تعليم الكنيسة الكاثوليكية عن الملائكة القديسين الذين يحيطون بالحياة البشرية منذ البداية حتى الموت ويتشفعون لها. ويعني ما تقدم ان الانسان يتمتع بحماية وحراسة ملاكه الحارس الى حين لحظة موته. ولا يقدم الملاك الحارس مرافقته لنا في الحياة الأرضية وحسب إذ ان عمله يمتد الى الحياة الأخرى. ولفهم العلاقة التي تربط الملائكة بالبشر بعد…

Published

on

يتحدث تعليم الكنيسة الكاثوليكية عن الملائكة القديسين الذين يحيطون بالحياة البشرية منذ البداية حتى الموت ويتشفعون لها.

ويعني ما تقدم ان الانسان يتمتع بحماية وحراسة ملاكه الحارس الى حين لحظة موته. ولا يقدم الملاك الحارس مرافقته لنا في الحياة الأرضية وحسب إذ ان عمله يمتد الى الحياة الأخرى.

ولفهم العلاقة التي تربط الملائكة بالبشر بعد انتقالهم من هذه الحياة من الواجب معرفة ان الملائكة “أُرسلت لجميع من سيرث الخلاص”. ويُعلّم القديس باسيليو مانيو أيضاً ان “ما من أحد يستطيع نكران ان لكل مؤمن ملاك الى جانبه يحميه ويرعاه لتسيير شؤون حياته.”

يعني ذلك أن مهمة الملاك الحارس الأساسية هي خلاص البشر والتأكد من اتحاد المرء باللّه ومن هنا تكمن مهمته في مساعدة النفس في اللحظة التي تلتقي بها بربها.
ويقول آباء الكنيسة ان الملائكة الحراس يساعدون النفس لحظة الموت ويحموها من آخر هجمات الشيطان.
ويعلم القديس لويس غوزاغا (1568 – 1591) انه في اللحظة التي تغادر فيها النفس الجسد، يرافق الملاك الحارس النفس ويعزيها لتكون واثقة عندما تصل الى محكمة الله. ويقول القديس ان هذه الملائكة تحمل علامات المسيح ولذلك هي قادرة على مساعدة النفوس في لحظة الدين واللحظة التي يصدر فيها الإله العادل حكمه. إن أُرسلت النفس الى المطهر، تحظى بزيارة الملاك الدائمة فيمدها بالقوة والتعزية ويصلي من أجلها لضمان تحريرها قريباً.
ويتبين لنا بذلك ان مهمة الملاك الحارس لا تنتهي عند الموت بل تستمر الى حين تتوحد النفس التي يحميها باللّه.
لكن، من الواجب الأخذ بعين الاعتبار ان حكماً محدداً ينتظرنا بعد الموت، تختار النفس فيه أمام اللّه إما الانفتاح الى محبته أو رفضها تماماً ورفض مغفرته فتتخلى بصورة تامة في هذه الحالة عن حمايته.

أما إن اختارت النفس الاتحاد باللّه، تتحد النفس بملاكها لتعيش الى دهر الدهور الى جانب اللّه الواحد والثالوث.
ومع ذلك، فقد تكون النفس في حالة انفتاح على اللّه لكن بصورة غير كاملة ويتطلب بالتالي طريقها نحو النعمة تنقيةً وهو ما يعبر عنه ايمان الكنيسة من خلال عقيدة “المطهر”. (يوحنا بولس الثاني، اللقاء العام، 4 أغسطس 1999).
وفي هذه الحالة، يستطيع الملاك وهو كائن قديس وطاهر المشاركة في تنقية نفس من يحميه وذلك من خلال التشفع له أمام عرش اللّه والبحث عن مساعدة بين البشر على الأرض لرفع الصلاة الى النفس التي يحميها فيُخرجها بهذه الحالة من المطهر.
تتخلى النفوس التي ترفض تماماً محبة اللّه وغفرانه عن الاتحاد به الى الأبد وتتخلى بالتالي أيضاً عن صداقة الملاك الحارس. يستنجد الملاك في هذه الحالة الرهيبة بعدالة السماء وقديسيها غير قادر على فعل شيء.
يستسلم الملاك الحارس في الحالات الثلاث (السماء، المطهر أو الجحيم) لحكم اللّه ويتحد بصورة تامة بمشيئة اللّه.

Exit mobile version