أخبار متفرقة
ماذا نعني بعيد “السيدة”؟
تعلّم الكنيسة الكاثوليكيّة أن القدّيسة الدائمة البتوليّة مريم العذراء، وفي نهاية مسيرتها على أرضنا، قد انتقلت بالنفس والجسد الى السماء. الطاهرة التي لم تعرف فساد الخطيئة، لم تعرف فساد الجسد والموت. تلك التي حفظها الرّب من وصمة الخطيئة الأصليّة، حفظت أيضاً من فساد مثوى الأموت. إن انتقال العذراء مريم الى السماء بالنفس والجسد هو نتيجة…
تعلّم الكنيسة الكاثوليكيّة أن القدّيسة الدائمة البتوليّة مريم العذراء، وفي نهاية مسيرتها على أرضنا، قد انتقلت بالنفس والجسد الى السماء. الطاهرة التي لم تعرف فساد الخطيئة، لم تعرف فساد الجسد والموت. تلك التي حفظها الرّب من وصمة الخطيئة الأصليّة، حفظت أيضاً من فساد مثوى الأموت.
إن انتقال العذراء مريم الى السماء بالنفس والجسد هو نتيجة حتميّة وطبيعيّة لبراءة مريم من وصمة خطيئة حوّاء: إن الموت كان نتيجة معصية آدم وحوّاء، فنتيجة الخطيئة الأصليّة نجد الله يقول: “أزيدُ تعَبَكِ حينَ تَحبَلينَ”، أي إن المشاركة في الخلق صار مصدر ألم لا بركة،”وبالأوجاعِ تَلِدينَ البَنينَ و إلى زَوجِكِ يكونُ اشتياقُكِ وهوَ علَيكِ يسودُ”،أي أن فعل إعطاء الحياة قد تحوّل من لحظة فرح الى ساعة ألم، وأن شوق الإنسان صار يتّجة نحو المخلوق بدل الخالق، والعلاقة الإنسانيّة صار حالة واستعباد الإنسان للإنسان، والشريك صار مصدر لذّة وشهوة بعد أن كان مدعو لأن يحب”. “و تكونُ الأرضُ مَلعونَةً بِسبَبِكَ حتّى تَعودَ إلى الأرضِ لأنَّكَ مِنها أُخِذْتَ. فأنتَ تُرابٌ، وإلى التُّرابِ تعُودُ”: واقع الأرض تحوّل إيضاً بسبب الخطيئة، من الأرض كمصدر حياة الى الأرض كنهاية للوجود الإنسانيّ. قبل الخطيئة كانت الأرض أُمّاً تعطي الحياة للبشر، وبسبب الخطيئة صارت كقبر ينتظر عودة الإنسان اليه .
مريم تبرّرت مسبقاً من الخطيئة الأصليّة بنعمة من المسيح ابنها: لقد افتداها بدمه مسبقاً، وحرّرها من وصمة الخطيئة منذ اللّحظة الأولى لتكوّنها، وبما إن الفساد هو نتيجة الخطيئة، وبما أن مريم قد حُفظت مصانة من هذه الخطيئة ومن آثارها، فإن الإنتقال يصبح نتيجة طبيعيّة لحياة مريم: ختام مسيرة مريم على الأرض كان انتقالٌ من حياة جسديّة الى الحياة الحقيقيّة، ومعها لم يعد للموت معنى العدم والفساد، بل صار انتقالٌ وتحوّلٌ من حقيقةٍ ماديّةٍ الى حقيقةٍ روحيّةٍ لا تلغي شخص مريم بل تعطي وجودها معنى أعمق .
انتقال مريم علامة انتصارنا
إن مريم العذراء هي مثال لنا وقدوة، ولكنّها أيضاً صورة عن انسانيّتنا ومثال للكنيسة السائرة نحو “إنتقالها” الشخصيّ من واقعها الأرضيّ الزمنيّ الى حالة الإتّحاد بالمسيح رأسها ومخلّصها:
إنتقال مريم هو الضمانة لنا بأن إنسانيّتنا قد تحرّرت لا من الخطيئة الأصليّة فحسب، بل من نتائجها الأخيرة: الموت والفساد. إنتقالها يضمن لنا الخلود، ويعلن أن حالتنا الراهنة ما هي سوى مسيرة حجّ على درب السماء، وأن وجودنا الجسدّي ينتظر لحظة التحوّل، لحظة الإنتصار، لحظة الإنتقال الى بيت الآب الأبديّ. لم يكن انتقال مريم مجرّد امتياز خصّ الله بها والدة الإله، بل هو اعلان مسبق لحالتنا نحن: مريم التي افتديت بالخطيئة مسبقاً بواسطة ابنها، لم تعرف الفساد لأن جسدها بقي الأرض الطاهرة التي أعطت المسيح شجرة الحياة الجديدة، كما أعطت جنّة عدن شجرة الحياة الأولى، شجرة الخلود. وحين سقط الإنسان في المعصيّة أخرجه الله من جنّته، وجعل على أبوابها ملائكة تحرسها من خطيئة الإنسان. هكذا هي مريم، الجنّة الجديدة التي بقيت مصانة ولم تعرف، لا في لحظة ولادتها، ولا في سني حياتها على الأرض، ولا في ختام مسيرة حياتها، الفساد والموت. انتقال مريم يعلن لنا عن حقيقة حالتنا المستقبليّة: نحن الّذين افتدانا المسيح من الحطيئة بموته وقيامته، وبواسطة سرّ المعموديّة، لم يعد للموت المعنى ذاته بالنسبة لنا، لم يعد حالة انتهاء بل بداية جديدة. لم يعد الموت حالة احتجاب واختفاء في غياهب العدم أو المجهول، بل صار تحوّلاً، تبدّلاً لواقعنا، ولحقيقتنا ولتاريخنا. صار الموت بالنسبة لنا انتقال أيضاً، إذ صار الموت حالةً ندخل بها الى الحقيقة التي لا تزول، الى حقيقة الله الأبديّة .
انتقال مريم الى السماء هو علامة رجاء لإنسانيّتنا، لأن مريم المعلّمة في الإيمان تعلن لنا معنى الرّجاء الحقيقيّ، وتعلن من خلال أحداث حياتها أن وجودنا يتخطّى بمعناه واقعنا اليوميّ وينقلنا الى البعد الإلهيّ. مريم تساعدنا أن نرى في الموت لحظة ولادة جديدة، وبوّابة دخول نحو بيتنا الأبدّي.
انتقال مريم علامة رجاء:
الإنتقال هو أيضاً علامة رجاء لنا في حياتنا اليوميّة: فمريم المنتقلة بالنفس والجسد الى السماء تعلن لبشريّتنا إمكانيّة الترفّع عن المادة والوجود التافه، لنعطي حياتنا بعداً ذا قيمة أكبر. فحياة مريم كانت مسيرة نموّ في الإيمان ودخول في سرّ ابنها وربّها. حياة مريم كانت سعياً دائماً ودؤوباً لما فيه قيمة ومعنى، وما لحظة انتقالها سوى لحظة حصاد لثمار البرّ والسعي نحو القداسة التي حهدت مريم في زرعها في حياتها الأرضيّة. على ضوء مريم يمكننا إن نحكم على قيمة حياتنا وعلى معنى وجودنا. حياتها تدفعنا لأن نطرح السؤال: كيف أحيا حياتي؟ هل لوجودي من معنى؟ هل لله مكان في حياتي؟ هل أسعى الى ما هو أعمق وأثمن؟ نمضي أحياناً حياتنا في التلهيّ في ما هو عابر وغير ذي قيمة، تمر السنون نمضيها في حياة لا معنى لها، لا نترك لله وللصلاة مكان في حياتنا اليوميّة، يأخذ سعينا الى الخبز الفاني كلّ اهتمامنا وننسى أن للبعد الرّوحيّ والإنسانيّ فينا أهمّية كبرى. إن كانت لحظة انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد الى السماء هي لحظة قطف ثمار حياتها على الأرض، فكيف تكون لحظة انتقالنا نحن؟ حين تنتهي مسيرتنا على الأرض وتحين لحظة الحقيقة؟ هل نجد في ما عشناه من معنى أم نقف أمام الله بأيادي فارغة وحياة عبث لا قيمة لها؟ إن انتقال مريم الى السماء، كنتيجة لما عاشته على الأرض، هي مقياس لنا ولحياتنا. من هنا أهميّة مريم ودورها كمعلّمة ومرشدة في حياة الإيمان .
إنتقال مريم هو مصدر قوّة في حياتنا اليوميّة: لا يمكننا أن نحصر معنى انتقال مريم العذراء الى السماء بالبعد اللاهوتيّ فحسب، بل هي حقيقة تطال حياتنا اليوميّة أيضا. فالمسيحيّ المؤمن يجد في مريم أيقونة حياته اليوميّة، من فقد حبيباً غيّبه الموت يجد في انتقال مريم مصدر رجاء، لأن الموت لم يعد خاتمة وجودنا، فما هو سوى تحوّل، وانتقال ودخول في الحياة، ومريم التي شاهدت ابنها، وحيدها، يموت، واحتملت سيف الألم يجوز قلبها، آمنت ووثقت بالله، وكان انتقالها تتويجاً لحالة ثقة بالله الآب، رغم آلام حياتها. الأب الساعى الى لقمة عيشه يرى في مريم المنتقلة بعد حياة تعب وجهاد، مصدر رجاء والهام، فهي سهرت، وتعبت، وتألّمت وجاهدت، وثبتت على الثقة، فكلّل الرّب حياتها بالإنتقال، ليقول أن لا يمكن لمن يثق بالله أن يبقى وحيداً في خضمّ هذه الحياة وآلامها. شبيبتنا الضائعة في عالم الخطيئة، والجنس، واللّهو، والمخدّرات وفقدان المعنى، يأتي أنتقال العذراء ليقول لهم أن الشرّ لا بدّ أن ينهزم، وأن الله يدعوهم لتحوّل ولتبديل، يعلن لهم أنهّ يثق بهم، ويريد منهم أن يكونوا على قدر محبّته لهم. يعلن لهم حدث الإنتقال أن التبّدل ممكن، وأن الخير وحده قادر أن يملأ قلبهم، وأن يعطي لوجودهم معنى ولقلبهم الفرح الحقّ .
إن انتقال مريم يصبح انتقالنا نحن أيضاً، حين نقبل بالدخول في طاعة أمة الرّب التي وضعت وجودها في تصرّف الآب وفي خدمة الإبن الكلمة، فكان الرّوح القدس محرّك حياتها وقائدها. هي إمرأة التواضع قالت: “ها أنا خادمتك”، فارتفعت فوق الملائكة والقدّيسين. هي امرأة الطاعة التي قالت: “فليكن لي بحسب كلمتك”، فحلّت كلمة الله في عقلها فاستنار، وفي روحها فتقدّست، وفي جسدها فارتفع الى المجد ليلاقي جسد المسيح القائم. هي امرأة الإيمان التي علمت أن وجود الله في حياتها لا يلغي حرّيتها، ولا ينقص من إرادتها، ولا يمنع فرحها، بل يقدّس إرادتها ويعطي حرّيتها معناها الأعمق، ويزرع في قلبها الفرح الحقّ الّذي لا يعبر بل يبقى الى الأبد.
إرتفاع العذراء صورة مسبقة لإنسانيّتنا القادرة على الإرتفاع بدورها إن وضعت وجودها تحت إرادة الله المحرّرة والخلاصيّة، لتأخذ حياتنا معناها الأعمق، وتجد استمراريّتها في الحقيقة التي تتخطّى الزمان الحاضر، لنقوم نحن أيضاً بجسدنا المخلَّص والممجَّد وندخل مع العذراء، وبشفاعتها، الى الملكوت الّذي لا ينتهي، ملكوت الحبّ الأبدي.
عقيدة انتقال العذراء – نجيب بعقليني
“طوبى للتي آمنت، لأنّه سيتمّ ما قيل لها من قِبَل الربّ” (لو 1: 45). “إنّ عقيدة انتقال العذراء مريم مرتبطة بعقيدة عصمتها من دنس الخطيئة الأصليّة وأيضًا عقيدة بتوليتها الدائمة”.
مريم العذراء هي أمّ المخلّص، أي السيّد المسيح، وأيضًا هي والدة الإله، الدائمة بتوليتها والكليّة القداسة والبريئة من كلّ خطيئة ودنس وعيب (مجمع أفسس).
نعم، مريم ابنة الناصرة، أصبحت أمّ البشريّة (حوّاء الجديدة)، التي كلّها إيمان وطاعةً للهّ. إنّها تشفع بالبشر لدى ابنها المخلّص يسوع المسيح.
نتذكّر جيلٌ بعد جيل، دور مريم العذراء، في مشروع الله الخلاصيّ للبشريّة. إنّها شريكة في الفداء، فهي أمّ الفادي.
عيد انتقال العذراء مريم، هو عيد السماء والأرض معًا، إذ بانتقالها من الأرض نحو السماء، تحقّقت معها إمكانيّة دخول سكّان الأرض إلى السماء، لهذا فرحت الأرض بهذا الإنجاز والحقيقة، كما فرحت السماء باستقبال أمّ البشريّة في السماء.
نعم، إنّه العيد الذي أكّد لنا، إمكانيّة الدخول إلى عالم الله، لأنّ قيامة المسيح، أعطت هذا الامتياز “ونترجى قيامة الموتى والحياة الأبديّة”.
أصغت مريم إلى كلام الله، فحصلت على الخلاص. أتُرانا نُصغي نحن إلى كلام الله ونعمل به؟ هل نتمّم مشيئة الله كي نحصل على الخلاص؟ “إنّ مَن يسمع كلامي ويؤمن بمَن أرسلني له الحياة الأبديّة ولا يصير إلى دينونة، لكنّه قد انتقل من الموت إلى الحياة”. أعطانا الله القدرة لنصير مثله، آلهة “وحّدت يا ربّ لاهوتكَ بناسوتنا، وناسوتنا بلاهوتكَ، حياتكَ بموتنا، وموتنا بحياتكَ، أخذتَ ما لنا ووهبتنا ما لكَ، لتحييَنا وتخلّصنا”. هل نستحقّ هذا الانتقال والارتفاع والتكليل؟ هل نحن على استعداد للحصول على الفردوس؟ أم نبقى خارج فكر الله وعمله؟
ليكن تكريم العذراء، دافعًا لنا للانتقال إلى العلو، نحو السماء، التي وُعدنا بها، ونعمل من أجلها.
ليكن انتقالها نحو السماء، عيدًا في الأرض، التي قدّسها الربّ يسوع، وكرّم أمّه التي لم تعتبر يومًا الأرض وطنها الدائم، بل كانت ترفع دومًا عيناها وتنظر إلى السماء حيث مسكنها الأبديّ.
ساعدينا يا مريم، لنجعل من الأرض واحة صلاة وعمل خير، لكي يحقّ لنا الدخول إلى وطنك السماويّ، حيث مجد الله السماويّ.
ساعدينا يا مريم، لكي نبني علاقة حبّ وإيمان ورجاء، مع ابنك، لكي تبقى تلك العلاقة دائمة ومتجدّدة أبديًّا معه “فمَن يفصلنا عن محبّة المسيح؟ أشدّة، أم ضيق أم اضطهاد…؟” (رو 8: 35).
تعلّمنا العذراء مريم الثقة بالمخلّص… فعيد انتقالها هو عيد الرجاء بالحياة، كما هو عيد السماء والأرض معًا.
زِدنا إيمانًا أيّها الربّ يسوع، وأعطنا القدرة على حريّة الإيمان، والطاعة الكاملة لكَ، بتقديم ذاتنا لكَ، كما فعلت أمّك الطاهرة، والقدّيسة، التي تشفع لنا لديك.
لننتقل من الإيمان التقليديّ إلى الإيمان الشخصيّ لنعمل على إصلاح الذات من الداخل، لكي نحصل على الشفاء، فنزداد توبةً لكي تتمّ المعجزة.
الانتقال في الكتاب المقدس
لا يعطينا الكتاب المقدس أية معلومات عن انتقال العذراء مريم بالنفس و الجسد إلى السماء، و لكنّ الإصحاح الثاني عشر من سفر الرؤيا يتحدث عن امرأة عالقة في معركة بين الخير و الشر. فالإيمان بأنّ العذراء مريم بعد وفاتها بفترة قصيرة قد نُقلت إلى السماء بالنفس و الجسد هو جزء من تعليم الكنيسة الكاثوليكية منذ القرون الأولى للمسيحية. إنّ إيمان المسيحيين الأوائل بانتقال العذراء مثبت من خلال عدم وجود ذخائر لها، القبور الفارغة، وجود قصص عن انتقال العذراء، و اقتباسات من المسيحيين الأوائل
أصبح انتقال العذراء عيداً تحتفل به الكنيسة في 15 آب/ أغسطس من كلّ عام، و هو يذكرنا بالمقام الرفيع الذي رفعت إليه الكنيسة هذه المرأة المميزة. إنّ تعليم الكنيسة عن أنّ العذراء مريم في نهاية حياتها قد نقلت بالنفس و الجسد إلى السماء قد أعلنه البابا بيوس الثاني عشر عقيدة في الكنسية و ذلك في إرشاده الرسولي في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1950 بحضور 500000 شخص في ساحة القديس بطرس في ذلك اليوم.
إن لاحتفالنا بانتقال مريم العذراء بالنفس و الجسد إلى السماء هدفان: الأول هو احتفالنا بمغادرتها السعيدة لهذه الحياة على الأرض، و الثاني هو احتفالنا بانتقال جسدها إلى السماء. فنحن نؤمن إيماناً ثابتاً بأنّ السيدة العذراء كانت بريئة من كلّ خطيئة بما في ذلك الخطيئة الأصلية منذ اللحظة الأولى للحبل بها بنعمة خاصة من الله القدير. و قد خاطبها الملاك جبرائيل ” ممتلئة نعمة”، “مباركة في النساء”، و التي ” الربّ معها.”
توفيت العذراء مريم عام 48م و كان لها من العمر 59 عاماً. و كان لديها الوقت الكافي لتودّع جميع الرسل قبل وفاتها. أخذ الرسل المفجوعون جسدها و وضعوه في قبر قرب القبر الذي كان جسد يسوع قد وضع فيه ، و قاموا بلفّ الجسد بكفن أبيض و وضعوه في القبر. و لكنّ جسد مريم لم يبق هناك، فقد جاء إليها يسوع و أخذ جسدها و نفسها إلى السماء لتكون معه.
لا نعلم بدقة مكان و ظروف وفاة العذراء مريم، أحد التقاليد يقول أنّها توفيت في أورشليم، بينما يشير تقليد آخر إلى أفسس التي يقال أنّها قد عاشت فيها لفترة وجيزة قبل وفاتها. لا يخبرنا الكتاب المقدس أي شيء عن ظروف وفاة أمّ يسوع، و قد ظهرت القصص حول ذلك في القرون الأولى بعد وفاتها و ركّزت على وفاتها و نقل الملائكة لجسدها إلى السماء.
صلاة انتقال العذراء :
أيّها الآب السماوي، لقد كانت العذراء مريم بريئة من كلّ خطيئة لتحمل ابنك في أحشائها، و عندما انتهت حياتها على الأرض، منحتها جسداً ممجداً و رفعتها فوراً إلى السماء. أسألها أن تصلّي من أجلي كي أتقبل حالتي الجسدية و أقدّر الجسد الذي وهبتني إياه فيما أقاوم شهوات الجسد. لا تدعني أدمر هيكل الروح القدس هذا بالكسل، بالعادات المؤذية، بالإدمان، و بعدم الطهارة فيكون جسدي في ساعة موتي على أفضل استعداد لينال مكافأته السماوية. يا قديسة مريم، صلّي لأجلي الآن و في ساعة موتي.
آمين.
الرجاء الحفاظ على مصدر المقال في حال نقله