أخبار متفرقة

ليحيا السيليكون و البوتوكس…الله يرحمك يا ستّي

لبنان/أليتيا(aleteia.org/ar)أذكر جيداً أني صادفت ما يطلقن على أنفسهنّ “سيدات المجتمع” في إحدى مقاهي العاصمة بيروت منذ سنوات يرتشفن القهوة بشفاه غليظة وتمحور حديثهنّ المعمّق عن طبيب التجميل نفسه لدرجة أنّني لم أستطع تمييز شكلهنّ عن بعضهنّ البعض. عنون إحدى المواقع الالكترونية عنوان مقالته اليوم فكتب: “ما ترويه صدور النساء عن هوياتهن”؟ وبدوري أعنون عنوان وضع مجتمعنا اليوم فأكتب:”ما ترويه…

Published

on

لبنان/أليتيا(aleteia.org/ar)أذكر جيداً أني صادفت ما يطلقن على أنفسهنّ “سيدات المجتمع” في إحدى مقاهي العاصمة بيروت منذ سنوات يرتشفن القهوة بشفاه غليظة وتمحور حديثهنّ المعمّق عن طبيب التجميل نفسه لدرجة أنّني لم أستطع تمييز شكلهنّ عن بعضهنّ البعض.

عنون إحدى المواقع الالكترونية عنوان مقالته اليوم فكتب: ما ترويه صدور النساء عن هوياتهن”؟ وبدوري أعنون عنوان وضع مجتمعنا اليوم فأكتب:”ما ترويه صدور وشفاه النساء عن هويّة المجتمع اليوم”!

وأنت تتصفّح مواقع التواصل، من انستغرام الى فايسبوك، تتخزّن في مخيّلتك آلاف صور النساء، وتسأل عن حال المراهقين الذين يمضون ساعات على مواقع التواصل فتصبح هذه الصور منبع إبداع اجتماعي، فترى الفتاة المراهقة تقلّد أمها، أو شقيقتها، وترى المراهق الشاب ضائع في تقرير مصيره، فيرى انّ الشفاه والصدور تجلب العرسان والفرص والنجاحات، وهو يدرس الرياضيات لأنّ المعلّم رأى فيه مهندساً عبقرياً في المستقبل.

إنّه عصر السيليكون والبوتوكس، عصر تكبير الأعضاء لدخول عالم مواقع التواصل وسحق أخريات، سحق عقول الشباب، وسحق القيم.

ماذا نعلّم أولادنا اليوم؟ ما هي القيم التي يفرزها مجتمعنا اليوم؟

اتعلمون أنّ غالبية الشعب الأمريكي هي من بيئة محافظة تحاول قدر المستطاع ايقاف المدّ الهوليوودي الى بيوتها، فتفرض الأمهات المحافظات نظاماً صارماً على أولادهنّ، لا للتلفاز، لا للانترنت، لا لاتباع الموضة المدمّرة!

أمهات جميلات يرعين البقر ويعملن في الحقول!!!

امّا نحن في الشرق فبدل أن نتغنّى بتراثنا، ترانا نستورد ثقافة هوليوود بجميع اشكالها ونتغنى بها، لنبرهن أننا متحضرين!!!

لسنا ندعو النساء الى الاستغناء عن التلفاز والانترنت ورعي البقر، بل الحفاظ على ما طبيعتهنّ الجميلة، فلا بتكبير الصدور يحيا الانسان ولا بتكبير الشفاه.

الله يرحمك يا ستي، جبتي 13 ولد وكنتي قديسة، وكنت ترعي بقر.

العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

Exit mobile version