أخبار متفرقة

لا تقحموا مار شربل أو تستعملوا اسمه لمنفعة ماديّة!

منذ حوالي سنة، قمت بزيارة لعائلة لبنانية وفاجأني حديث أفراد العائلة عن العذراء ومار شربل والقديسين، وصور القديسين موضوعة في كل زاوية من زوايا البيت. لا علاقة تربطني بتلك العائلة ولا اعرف شيئاً عنها، كنت في زيارة عمل ليس إلّا. سألت عن تلك الصور، وايمان تلك العائلة، فبدأ كلّ فرد يخبرني عن عجائب العذراء معه…

Published

on

منذ حوالي سنة، قمت بزيارة لعائلة لبنانية وفاجأني حديث أفراد العائلة عن العذراء ومار شربل والقديسين، وصور القديسين موضوعة في كل زاوية من زوايا البيت.

لا علاقة تربطني بتلك العائلة ولا اعرف شيئاً عنها، كنت في زيارة عمل ليس إلّا.

سألت عن تلك الصور، وايمان تلك العائلة، فبدأ كلّ فرد يخبرني عن عجائب العذراء معه ومعجزات القديس شربل سيما المعجزات المادية.

كلّ الحديث ارتبط بالمال، “نحن نصلّي للعذراء والقديس شربل فيكرماننا بالمال، لا يبخلان بشيء، و”كتّر خير الله معنا مال ما بتحرقها النيران”.

اصابني الذهول والشك من حديث تلك العائلة، وانطلقت الى زيارة أخرى بعد انتهاء اللقاء.

دخلت منزل جيران تلك العائلة، بيت متواضع، امرأة كبيرة في السنّ، جالسة من دون حراك، المسبحة في يدها، حيّتني بابتسامة، قال ابنها، هذه والدتي “الختيارة، الله يطوّلنا بعمرا، بتحب العدرا كتير وبتصلي كل يوم للقديس شربل”.

قلت، “الله يخلّي الايمان بهل شارع، كلكن بتكرموا العدرا ومار شربل”!

سكت الابن، وانتهيت من عملي وانتقلت بعدها الى منزل صديق في المدينة نفسها لشرب القهوة. اخبرته عن العائلتين، فضحك وأجابني:

صديقي العزيز، العائلة الثانية التي زرتها، عائلة متواضعة، فقيرة، مات معيل العائلة بعد سنة على زواجه، وهذه المسنّة التي رأيتها عملت بعرق الجبين لتأمين عيش كريم لابنها، وها هو اليوم يعتني بها وهو مهندس معروف في المنطقة. أمّا العائلة الأولى التي زرتها، فمالهم سرقة وفساد، معروف متاجرتهم بالكلمة الطيبة، وبالقديسين، يصلّون لله كي يرزقهم المال الوفير، في كلّ يوم يذهب أحد افراد تلك العائلة يرتشفون القهوة بالقرب من كازينو لبنان، ينتظرون رجلاً خسر ماله ليعطوه المال مقابل عقاراته وسياراته…يقاتلون الناس من أجل المال، ويتظاهرون بالقداسة كلما صادفوا الناس.

إنها قصة من ألف القصص التي نسمع بها، فكم من الناس يستخدمون القديسين والدين من أجل جني المال الحرام، هم ذئاب خاطفة بثوب حملان.

اذكر ايضاً يوم دخلت إحدى النساء محبسة الناسك الراحل أنطونيوس شينا لتسأله عن خاتم اضاعته وإن كان يعرف من أخذه، لم تخبرني ما قاله لها الحبيس لأن بالطبع كان جوابه قاسياً، ولكن لا تغرّكم مظاهر القداسة لدى الناس، بل المسوا أفعالهم وهكذا تميّزون البشر بثمارهم.

Exit mobile version