أخبار متفرقة

كاهن يحوّل سجناً للنساء إلى عبادة دائمة للقربان

وُلد ألسيد فيتال لاستاستي في جيروند في فرنسا في ٥ سبتمبر ١٨٣٢. شعر، خلال فترة المراهقة، بالدعوة الى الكهنوت لكن فترة المراهقة حملت معها التشتت. تعرّف ألسيد الى شابة اسمها سيسيليا من سان جيرمان في حين كان في الثانويّة. أعلن ألسيد وسيسيليا عن حبهما لبعضهما البعض وقررا الزواج في أقرب وقت ممكن. لكن والد ألسيد، فيتال، اعتبر ان…

Published

on

وُلد ألسيد فيتال لاستاستي في جيروند في فرنسا في ٥ سبتمبر ١٨٣٢. شعر، خلال فترة المراهقة، بالدعوة الى الكهنوت لكن فترة المراهقة حملت معها التشتت. تعرّف ألسيد الى شابة اسمها سيسيليا من سان جيرمان في حين كان في الثانويّة.

أعلن ألسيد وسيسيليا عن حبهما لبعضهما البعض وقررا الزواج في أقرب وقت ممكن. لكن والد ألسيد، فيتال، اعتبر ان الحبيبان غير ناضجان لعلاقة جديّة. أعرب عن امتعاضه وعدم رضاه فقرر الحبيبان عدم رؤية بعضهما البعض لفترة سنة. توفيّت سيسيليا خلال هذه السنة بشكل مفاجئ وانفطر قلب الشاب الحبيب.

التجأ الشاب الى ايمانه. انضم الى جمعيّة القديس فانسان دي بول وفتحت زيارة الفقراء والمشردين عيناه على محنة الفقراء. وتزامناً، عادت رغبته بالكهنوت. انضم في العام ١٨٥٧ الى الرهبنة الدومينيكانيّة. سيم ألسيد كاهناً في ٨ فبراير ١٨٦٣ واعتمد اسم جان – جوزيف.

أُرسل في ١٥ سبتمبر ١٨٦٤، أي بعد سيامته بـ١٨ شهراً، الى دير بوردو لتنظيم رياضة روحيّة تمتد على أربعة أيام لسجينات من بلدة كاديلاك. غيّرت هذه التجربة حياته.

وجد نفسه فجأةً بين ٤٠٠ سجينة أغلبهن تعرضن لسوء المعاملة ومتروكات لا مكان يلجأن اليه. كانت أغلبهن فقيرات جداً وغير متعلمات ودون عائلة. اجبر العيش في الطريق احداهن على السرقة والتسوّل والقيام بشتى الأمور من أجل الاستمرار في العيش. كان جوّ اليأس مؤثراً جداً في السجن. تساءل الكاهن ما باستطاعته القيام به من أجل من أطلق عليهن اسم “النساء الضائعات”. فهل يجلسن أصلاً ويُصغين لما سيقوله؟ خاف من ما قد يحصل لكنه كان متسلحاً بالإيمان أيضاً.

وقف الأب جان- جوزيف أمام النسوة . فتح يداه وبدأ يتحدث “أخواتي العزيزات”. كان ذلك بحد ذاته صادماً لأنه لم يكن أحد يتوجه اليهن بالكلام. كانت الكلاب والهررة تحظى بمعاملة أفضل. استقطب كلامه الطيّب اهتمامهن فأمضى الأيام التي تلت يوّجههن نحو مكان مميّز – مكان فيه الأمل موجود. كن~ قد نسين معنى ذلك أو لم يُدركنه من قبل.

عرفّهن على رحمة اللّه اللامتناهيّة وابلغهما كيف صفح يسوع عن المرأة الزانية. تحدث عن الجحيم والارتداد والبحث عن الحريّة وعن وجود يسوع في الإفخارستيّة كما وتحدث معهن عن الملكوت. لم يصدق عدد النساء اللواتي أردن الحصول على المغفرة وبدأن بالتوّجه الى كرسي الاعتراف. كانت كنيسة السجن تمتلئ يومياً لعبادة القربان المقدس. امتلأ قلبه بهدف جديد وأراد خدمة هؤلاء النساء.

طلبت النساء بأن يعود وعاد بعد سنة. حينها، كان يُلقي عظة واحدة في اليوم فقط لأن طلبات الاعتراف كانت كثيرة جداً. وشاركت أغلب النساء، في الليلة الأخيرة من الرياضة الروحيّة، برتبة السجود وبقي بعضهن حتى الفجر. وقال الأب لاتاستي مقتبساً القديسة كاثرين من سيينا في ملاحظاته الختاميّة: “رأيت أسرار اللّه، رأيت العجائب.”

ومنذ تلك اللحظة، صمم على ايجاد طريقة من أجل مساعدة النساء واضطر لتحقيق ذلك الى التأثير على الرأي العام حينها.

أعلن عن رغبته بتأسيس رهبنة تستقبل النساء الخارجات من السجن واللواتي يردن بدء حياة رهبنيّة تأمليّة. جرت الموافقة على تأسيس هذه الرهبنة المعروفة باسم أخوات بيتاني الدومينيكانيّة. ولا تزال الرهبنة تزدهر وهي في خدمة عدد كبير من النساء في بلدان مختلفة.

أُصيب الأب جان جوزيف بالسل وتوفي في ١٠ مارس ١٨٦٨ عن عمر ٣٦ سنة فقط.

أعلنته الكنيسة مكرماً في ٣ يونيو ٢٠١٢.

Exit mobile version