أخبار متفرقة

كاهن فرنسيسكاني عايش ٦ قديسين خلال سنواته المئة على الأرض

توفي غويسيبي أونغارو في مايو من هذا العام عن عمر ١٠٠ سنة. كان قد تلقى في العام ٢٠١٨ مفتاح مدينة بادوفا للاعتراف بحياته التي بذلها في سبيل الآخرين. وتعرف خلال عقود حياته العشرة على ما يقل عن ستة قديسين وتشارك مع الأب ماريو كونتي ذكرياته معهم فدوّنها في العام ٢٠١٦ (علماً ان قديسا إضافيا أُضيف الى القائمة…

Published

on

توفي غويسيبي أونغارو في مايو من هذا العام عن عمر ١٠٠ سنة. كان قد تلقى في العام ٢٠١٨ مفتاح مدينة بادوفا للاعتراف بحياته التي بذلها في سبيل الآخرين.

وتعرف خلال عقود حياته العشرة على ما يقل عن ستة قديسين وتشارك مع الأب ماريو كونتي ذكرياته معهم فدوّنها في العام ٢٠١٦ (علماً ان قديسا إضافيا أُضيف الى القائمة مع تقديس بولس السادس).

ومن بين القديسين الذين التقاهم ثلاثة بابوات. 

التقى القديس يوحنا الثالث والعشرين في حين كان لا يزال بطريرك البندقيّة وحيث كان الأب غويسيبي يخدم في بازيليكا فراري. وتحدث عن البابا القديس في احدى مقابلاته: “كنا نعرف بعضنا خير معرفة فغالباً ما كان يتناول الغداء في ديرنا في البندقيّة”. وزار كلّ من القديسَين بولس السادس ويوحنا بولس الثاني بازيليك القديس أنطونيوس في بادوفا حيث عاش الأب غويسيبي لما يقارب الـ٥٠ سنة.

التقى أيضاً بثلاثة قديسين فرانسيسكان وهم:

القديس ليوبولد مانديك وهو قديس كابوشي من كرواتيا، معروف لكونه مٌعرّف طيّب وقدير ووصفه الأب غويسيبي بـ”رجل يتمتع بتواضع كبير وحكمة عظيمة ويشعر مع الآخرين.” وكان الأب غويسيبي مدهوشاً بالوقت الذي يمضيانه معاً: “كان يأتي الى البازيليك كلّ يوم اربعاء، يعرب أولاً عن احترامه للقديس أنطونيوس أمام قبره قبل أن يتوّجه مباشرةً الى كرسي الاعتراف حيث كان يُمضي ساعات.”

القديس ماكسيميليان كولبي وهو شهيد معروف من ألمانيا النازيّة قُتل في معسكر اعتقال في أوشفيتز. وبما انه كان فرنسيسكاني أيضاً، جمعته الطريق أكثر من مرّة بالأب غويسيبي.ويصف الأخير احدى هذه اللقاءات: “كان عائدا للتوّ من اليابان وحزينا جداً بسبب اذلال اختبره هناك. وعلى الرغم من ذلك، حافظ على ايمانه الكبير ومحبته للسيدة العذراء. “ماكسيميليان هو من شجعني على قطع وعد للسيدة وهو التوقف عن التدخين وانا امتنع منذ ذلك الحين.”

وقد يكون أكثر الفرنسيسكان شهرةً الذين التقاهم الأب غويسيبي هو بادري بيو. التقاه الكاهن خلال الحرب العالميّة الثانيّة في حين كان يخدم في كنيسة في سابوديا في وسط ايطاليا. طوّر علاقة شخصيّة مع القديس الذي أصبح مُعرفه. ويقول الأب غويسيبي: “أتذكر انني أخذت يدَيه يوماً وقبلتهما سائلاً إن كانت علامات جراحه مؤلمة فأجاب: لم يقدمها اللّه لي للمتعة!”

هل من الممكن أن نسمع يوماً بإعلان الأب غويسيبي قديساً؟

عمل بجهد كبير وكان لا يزال عن عمر ٩٩ سنة ينهض كلّ يوم عند الساعة الثالثة والنصف للصلاة والعبادة قبل ان يحتفل بالقداس وينتقل الى زيارة العائلات المحتاجة الى المساعدة الروحيّة أو الإنسانيّة بمن فيهم السجناء القدامى. كان يقول: “لكلّ رجل وامرأة كرامته (ها) ومن الواجب الدفاع عنها. ويسوع موجود في داخل كلّ شخص.”

وأشار رئيس بلديّة بادوفا خلال حفل تسليمه مفتاح المدينة:

“أدهشني عندما التقيت به. ففي الأوقات التي نكون فيها جميعنا في ضيق على المستوى البشري، يذكرنا ان باستطاعة كلّ واحد منا ان يكون مُرسل في أرضه وانه لفعل الخير، لا نحتاح الى قيادة العالم وان من حولنا اناس كثر بحاجة الى المساعدة. علمنا انه باستطاعتنا فعل الخير دون ضجة وبتواضع لا لإنه علينا أن نُخفي الفقر وكأنه شيء مهين بل لأنه علينا ان نحترم كرامة من يعيش الفقر.”

توفي الكاهن الفرنسيسكاني الورع والطيّب في ٢٢ مايو ٢٠١٩. نصلي لراحة نفسه ونطلب شفاعته والهامه لنرصد القديسين بالقرب منا ومن هم بحاجة الينا لنصبح نحن بدورنا قديسين!

Exit mobile version