أخبار متفرقة

قرّر الأطباء إنهاء حياة “جيني” وهي في غيبوبة وفصلوا الأجهزة الطبية عنها

أصيبت جيني بون في الأربعين من عمرها بشكل من أشكال متلازمة غيان باريه. فتركها مرض الأعصاب هذا مشلولة، وأدخلها الأطباء في غيبوبة اصطناعية. ولمّا كانوا عاجزين أمام تطور المرض، أعلنوا موتها دماغياً وسألوا زوجها عن رغبتها. هل كانت تريد أن تُفصل عنها الأجهزة الطبية أم لا؟ كانت راغبة في أن تُفصل عنها الأجهزة الطبيةكان الزوجان…

Published

on

أصيبت جيني بون في الأربعين من عمرها بشكل من أشكال متلازمة غيان باريه. فتركها مرض الأعصاب هذا مشلولة، وأدخلها الأطباء في غيبوبة اصطناعية. ولمّا كانوا عاجزين أمام تطور المرض، أعلنوا موتها دماغياً وسألوا زوجها عن رغبتها. هل كانت تريد أن تُفصل عنها الأجهزة الطبية أم لا؟

كانت راغبة في أن تُفصل عنها الأجهزة الطبية
كان الزوجان بون قد ناقشا هذه المسألة، وكانت قد عبّرت جيني عن رغبة في أن تُفصل عنها الأجهزة الطبية. لكن جيني تفاجأت وإنما ارتاحت عندما سمعت شريكها يعمل بما يتعارض مع رأيها ويطلب من الأطباء إبقاءها على قيد الحياة. خلافاً لكل التوقعات، استيقظت بعد سنة من دخولها المستشفى، حتى أنها استعادت عملها… هذه الحالة تثبت أنه يصعب التعريف بثقة عن حدود الحياة والموت، الوعي واللاوعي، وأن هذه المسائل تتطلب حذراً شديداً، حسبما أوضح الطبيب فرنسوا بيرتين-أوغو لأليتيا.

“الطبّ ليس علماً دقيقاً”
لاحظ فرنسوا بيرتين-أوغو أن التشخيصات بشأن نهاية حياة مريض محفوفة بالمخاطر. قال: “حدث لي أن ودّعت مريضاً وظننت أنه لن يعيش أكثر من بضعة أيام. واكتشفت بعد ستة أشهر أنه عاد إلى بيته في الطابق الثاني من دون مصعد!”. والعكس صحيح أيضاً. وهذان النقيضان يشككان جدياً في صفة الطب الكلية القدرة. فالطب “ليس علماً دقيقاً”، حسبما أضاف. لهذا السبب، يعتبر الطبيب بيرتين-أوغو أحد الأطباء الذين يقلقون حيال تطبيق القانون الذي تم التصويت له في 17 مارس الأخير في الجمعية الوطنية، والذي ينص بخاصة على التطبيق الإلزامي لـ “التوجيهات المسبقة”. لو كانت السيدة بون وقّعت على هذا النوع من الوثائق، لكانت الآن غائبة عن هذا العالم! ورأى الطبيب بيرتين-أوغو في هذه الوثيقة مسؤولية محطمة يتحملها أشخاص يعبرون عن رأيهم في حين أنهم يتمتعون بصحة جيدة.

“يجب أن يتمكن الطبيب من الرفض”
خلال 15 سنة من ممارسة الطب، واجه الطبيب بيرتين-أوغو طلبات غير عقلانية. على سبيل المثال، طلبت منه امرأة ذات مرة أن يعطي زوجها بعض الماء، في حين أن ذلك كان كفيلاً بقتله. وحدث معه أيضاً أن طلب منه المورفين في حين أنه لم يكن ضرورياً… في هذه الأوضاع، يحتاج الطبيب إلى إمكانية رفض ما يطلبه منه المرضى لكي لا يكون منفّذ رغباتهم فحسب. أما القانون الذي أتينا على ذكره سابقاً فهو يشكك في المبدأ الذي بموجبه يأخذ الطبيب على عاتقه مسؤولية الفعل الذي يجب أن يقوم به.

طبّ تحت الضغوطات
تكشف حالة بون ممارسة يشجبها الطبيب بيرتين-أوغو الذي يولي اهتماماً شديداً بضرورة عدم التحدث أبداً عن مريض أثناء وجوده في الغرفة أياً يكن وضعه. لكنه لا يلوم زملاءه الإنكليز إذ يوضح قائلاً: “نفتقر إلى الوقت والأسرّة. نحن خاضعون لنماذج اقتصادية لا تأخذ دوماً بالاعتبار متطلبات الطب الجيد!”.

 

الرجاء الحفاظ على مصدر المقال في حال نقله

Exit mobile version