في هذه الكنيسة بكى البطريرك الراعي

قبرص/أليتيا(aleteia.org/ar)هذه بلدة Asomatos المَهجورة في منطقة Kerynia في شمال قبرص وكنيستها المارونيّة التي تحمل اسم مار ميخائيل. حوّلها الجيش التركي إلى منطقة عسكرية شبه مُقفلة. كان لا بدّ من إرسال أسماء اللبنانيين الذين يزورون البلدة مُسبقًا قبل الوصول إلى الكنيسة مع تسليم جوازات السفر الى النقطة العسكرية هناك قبل السير على الأقدام للمشاركة في قُدّاس العيد.

في تلك المنطقة بالذات التي تهجّر منها سكانها المسيحيون الموارنة بعد الغزو التركي لشمال قبرص في العام ١٩٧٤، أصرّت السيّدة Elena على البقاء في قريتها. فصَمَدَت وحدها هناك بعدما رحَلَ أهلُها عنها وتَحَدّت وحيدةً كل الصّعاب.

في هذه الكنيسة في Asomatos بكى بطريركُ الموارنة مار بشارة بطرس الراعي عندما زار قبرص لحظةَ شاهد السيدة المارونيّة العجوز التي رفضت مغادرة أرضها ورزقها إلى أن فارقت الحياة.

بعد مغادرة Asomatos، شاهدنا من بعيد الأراضي الشاسعة والهضاب التي تختبئ خلفها قرية Aya Marina المارونيّة التي يُمنَع الدخول إليها.

وأنتَ تنظُر من نافذة السيارة إلى الأراضي الشاسعة التي يُحرَم أهلها من الوصول اليها والإقامة فيها بحُرية، تَعتقد للوهلة الأولى أنّ الربّ بقي صامتًا في هذا الشرق كل هذه السنين. إلا أنك تعود وتتذكّر بأنّه في عُمقِ هذا الصمت المُطبَق يَكمُنُ سِرُّ الحُضور الإلهيّ !

سامر حنقير – شمال قبرص،  –  نيسان ٢٠١٩.

العودة الى الصفحة الرئيسية