“حسنة لوجه الله”!

 الخميس الثالث عشر من زمن العنصرة

قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِلَّذي دَعَاه إِلى تنَاولِ الطَعَام: “إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً، فَلا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ، ولا إِخْوَتَكَ، وَلا أَنْسِباءَكَ، وَلا جِيرانَكَ الأَغْنِيَاء، لِئَلاَّ يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضًا بِالمُقَابِل، وَيَكُونَ لَكَ مُكافَأَة. بَلْ إِذَا صَنَعْتَ وَلِيمَةً فٱدْعُ المَسَاكِين، وَالمُقْعَدِين، والعُرْج، وَالعُمْيَان. وَطُوبَى لَكَ، لأَنَّهُم لَيْسَ لَهُم مَا يُكَافِئُونَكَ بِهِ، وَتَكُونُ مُكَافَأَتُكَ في قِيَامَةِ الأَبْرَار”. وَسَمِع أَحَدُ المَدْعُوِّينَ كَلامَ يَسُوعَ فَقالَ لَهُ: “طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا في مَلَكُوتِ الله!”.

قراءات النّهار: ١ يوحنا ٢:  ٢١-٢٩ / لوقا ١٤: ١٢-١٥

التأمّل:

يذكّرني هذا النصّ بنصٍّ آخر من إنجيل متّى يقول: “أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، فَلا تَعْلَمْ شِمَالُكَ مَا تَصْنَعُ يَمِينُكَ، لِتَكُونَ صَدَقَتُكَ في الـخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الـخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك” (متّى ٦:  ٣-٤).

يتكامل هذا النصّ على مستوى المعنى الرّوحيّ والعمليّ…

يمكن اختصار المقصود في هذا النصّ بكلماتٍ يستخدمها أحياناً البعض للتعبير عن حاجتهم إلى المساعدة وهي: “حسنة لوجه الله”!

معنى هذا أنّ كلّ عمل صالحٍ يقوم به إنسانٌ تجاه شخصٍ محتاج يقوم به تجاه الله شخصيّاً وفقاً لما ورد في نصّ الدينونة حيث يقول الربّ: “تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا الـمَلَكُوتَ الـمُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم؛ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَريبًا فَآوَيْتُمُوني، وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضًا فَزُرْتُمُونِي، ومَحْبُوسًا فَأَتَيْتُم إِليّ” (متى ٢٥:  ٣٤-٣٦).

الخوري نسيم قسطون – ٥ أيلول ٢٠١٩