أخبار متفرقة

حادثة في كنيسة المستشفى

قالت شابَّة: منذ عدَّة سنوات وصلتُ إلى حالة مِن اليأس الشديد، حُجزتُ بسببه في مستشفى بهدف أن أستريح. حدث هذا بعدَ أن فقدتُ زوجي بعد معركة مروِّعة دامت سنة بينه وبين الأطباء مع السرطان. كان الحُزن يبدو أنه يبتلعني تماماً ويملأ كياني بالحزن العميق، العميق جداً، مِن جرَّاء شعوري بالوحدة المفرطة. ذهبتُ في اليوم التالي…

Published

on

قالت شابَّة: منذ عدَّة سنوات وصلتُ إلى حالة مِن اليأس الشديد، حُجزتُ بسببه في مستشفى بهدف أن أستريح. حدث هذا بعدَ أن فقدتُ زوجي بعد معركة مروِّعة دامت سنة بينه وبين الأطباء مع السرطان. كان الحُزن يبدو أنه يبتلعني تماماً ويملأ كياني بالحزن العميق، العميق جداً، مِن جرَّاء شعوري بالوحدة المفرطة.

ذهبتُ في اليوم التالي لوصولي إلى كنيسة المستشفى، وألقيتُ بنفسي على أحد المقاعد، ثم ركعتُ على قدميَّ وحاولتُ أن أُصلِّي. إنَّ الكلمات أبتْ أن تخرج مِن فمي بسهولة، وفي النهاية لمْ أحاول الصلاة ثانية، فقط ركعتُ وسط صمت الكنيسة الصغيرة.
وبعد برهة، نهضتُ ومشيتُ ببطء إلى غرفتي، وهناك وقعت عيني على خطاب وصلَ للتو أثناء غيابي، فتحتُ الخطاب، فوجدتُه يتضمن عزاءً لي مِن صديقتي – ويلما- التي كَتَبَتْ تقول لي :

ابنتي الصغيرة، لا يقول الله اليوم: ”تقوّي“. فهو يعرف أنه قد نفذتْ قوّتُكِ، وهو يعرف كم كان الطريق طويلاً، وكم مِن صعوباتٍ عبرتِ، لأن الذي مشى في طرق الأرض خلال كل مستنقع واطئ وجبلٍ خشن يقدر أن يفهم ولذلك فهو يقول: ”اهدأُوا واعلموا أنّي أنا هو الله “. إنَّ الساعة متأخِّرة وعليكِ أن تستريحي إلى حين ، وعليكِ أن تنتظري إلى أن تمتلئ أوعية الحياة الفارغة، كما تملأ قطرات المطر البطيء الكأس المُنعطِفة لأعلى. امسكي كأسكِ يا عزيزتي الصغيرة ليملأها الله؛ واليوم يسألكِ فقط أن تهدئي.

كم كنتُ حقاً محتاجة إلى هذه الكلمات في تلك اللحظة! وفي الأيام التالية فإن الله حقاً قد ملأ كأسي الفارغة.
إن الليل هو الوقت الذي مِن الأفضل أن نؤمِن فيه بالنور..!!

Exit mobile version