أخبار متفرقة

الإعتداء على مخيّم صيفي مسيحي

كتب الأب بشار فواضلة  عبر “ابونا”، الأرض المقدسة.. بلدنا.. أرضنا.. فيها ولدنا وكبرنا.. فيها تعلمنا كيف نحب وفيها تعلمنا كيف نقاوم! هي من علمتنا الصمود المطلق في كيفية مواجهة الظلم والعنصرية والطائفية.. هي ذاتها كانت وما زالت شاهدة على كل العصور التي مرت وستبقى شاهدة على ايامٍ ستأتي.. تشهد بأن لكل بداية نهاية ولكل ظالمٍ…

Published

on

كتب الأب بشار فواضلة  عبر “ابونا”، الأرض المقدسة.. بلدنا.. أرضنا.. فيها ولدنا وكبرنا.. فيها تعلمنا كيف نحب وفيها تعلمنا كيف نقاوم! هي من علمتنا الصمود المطلق في كيفية مواجهة الظلم والعنصرية والطائفية.. هي ذاتها كانت وما زالت شاهدة على كل العصور التي مرت وستبقى شاهدة على ايامٍ ستأتي.. تشهد بأن لكل بداية نهاية ولكل ظالمٍ ومتسلط نهاية وانتهاء.. كانت تسمى فلسطين صارت تسمى فلسطين وسيبقى الاسم محفورا في قلب كل إنسان..

تنقلت في الأيام الماضية بين مدن ومناطق فلسطين التاريخية ووصلت إلى مركز هذه الأرض ومركز الكون أيضا القدس.. تواجدت هناك لكي أشارك في ختام أكبر مخيم صيفي للأطفال في المدينة المقدسة وكان في مركز تراسنطا الراعوي في بيت حنينا.. وهناك كان كل شيء رائع، مميز.. جميل ويحمل رسالة للإنسان والأرض ولكنيسة هذه الأرض كنيسة قدسنا.. كان متواجد أكثر من ١٣٥٠ مشارك في ذلك المهرجان حيث تفاعل الكل مع كل فقرة. واكبر تفاعل كان مع مسرحية الصفقة التي صوبت الأنظار من جديد إلى من نحن وما هي رسالتنا وكيف نتحرر من كل خطيئة وظلم واحتلال وتنازل عن الأرض والبشر..

ولكن حدث ما قد يكون متوقعا، زمرة من المستوطنين القاطنين على أرضنا -لا بل المحتلين أرضنا- بان قاموا بتعكير صفو المهرجان برمي علب لبن وبندورة من خلف الأسوار إلى ملعب مركز تراسنطا حيث كانت الجموع، وتطاير اللبن على ملابس الاطفال والنساء والشباب لا بل وعلى ملابس الكهنة! وكنت أنا منهم.. كأني أرى بيسوع حاضر معنا وفينا ويضطهد ويجلد ويبسق عليه ويرذل من جديد.. كل هذا لم يوقفنا بل جعلنا نكمل بفرح بحب بايمان وبحرية أكبر مهرجاننا لان زمرة اللصوص لا تخيف صاحب البيت.. ولكن هذا لا يعني أيضا بأننا سنصمت امام هذه الحادثة وإنما سنعبر بكل الطرق والوسائل الحضارية والسلمية والثقافة لكي نوصل لكل العالم من هم هؤلاء اللصوص.. كل هذا حصل وانا متواجد وشاهد حقيقي لكل ذلك..

هذا أمر والأمر الاخر يحصل كل يوم في الجليل يحث يضطهد الإنسان العربي في كل شي ويعتبر درجة ثانية او ثالثة او اكثر.. يؤلمني ما يحدث بنا ويؤلمني ما يسيطر علينا من خوف “لأننا لسنا أبناء الظلام بل أبناء النور.. ولا ندعى سوى أبناء الحقيقة” اضطهاد هنا واضطهاد هناك.. طريقٌ مغلق هنا واخر ممنوعٌ هناك.. باب موصد هنا وآخر مسدودٌ هناك.. حاجزٌ موجود هنا واخر حاضر بطريقة ثانية هناك.. ونحن لا نزال هنا وهناك.. ونحن كنا وسنبقى هنا وهناك.. فالمسيح ولد هنا وسنبقى هنا! فهذه أرضنا وهذه حياتنا وهذه رسالتنا وهنا ولدت دعوتنا.. وهذه فلسطيننا

لن يرهبونا، لن يخيفونا.. سنبقى

Exit mobile version