أخبار متفرقة

إيليّا صرخة تقول: إجمعوا كهنة البعل، تيّارات العالم المعاصر، وتخلّصوا منها

كتب الأب بيار نجم رئيس جامعة سيدة اللويزة على فايسبوك: إيليّا نبيّ يصرخ “حيّ هو الله وأنا أخدمه”، لأنّه صرخة حقّ ضدّ ظلم حاكمٍ قتل فقيراً وسرق أرضه.. هو حنان الرّبّ على أرملة تعاين وحيدها يجوع… ويموت… فيعيد الرّبّ إليه الحياة، ولها يعيد مذاق الحياة… هو صرخة “ما بالكم تُعرِّجون بين الله والبعل، اختاروا الله…

Published

on

كتب الأب بيار نجم رئيس جامعة سيدة اللويزة على فايسبوك:

إيليّا نبيّ يصرخ “حيّ هو الله وأنا أخدمه”، لأنّه صرخة حقّ ضدّ ظلم حاكمٍ قتل فقيراً وسرق أرضه..

هو حنان الرّبّ على أرملة تعاين وحيدها يجوع… ويموت… فيعيد الرّبّ إليه الحياة، ولها يعيد مذاق الحياة…

هو صرخة “ما بالكم تُعرِّجون بين الله والبعل، اختاروا الله واعبدوه، أو اختاروا البعل واعبدوه”، صرخة معاصرة، لمجتمع تلاميذ المسيح يُعرِّجون بين الله واصنام حياتهم اليومية… إيليّا يصرخ اليوم: “كن شجاعاً، كن صادقـًا، كن حرًّا واختر إمّا الله وإمّا أصنام المال والجمال واللّذة والسّلطة… فإلهك غيور، لا يرضى بأنصاف القلوب والإرادات والخيارات… الله لا يساكن ما هو مختلف عنه”…

إيليّا صرخة تقول: إجمعوا كهنة البعل، تيّارات العالم المعاصر، وتخلّصوا منها… إيليّا لم يذبح بشر، بل رفع سيف كلمة الرّبّ، أعلن الحقيقة، أزال المنطق القاتل، وجعل الأرض مملكة لله…

إيليّا لم يكن كاملاً، خاف من حقد إيزابل الكنعانيّة، هرب، اختبأ، صار محبطـًا، أغمض عينيه وطلب لنفسه الموت… هو صورة إنساننا الضّعيف الخائف، هو أنا أقول قد تعبت من الصراخ في عالم مغلق القلب عن إرادة الحياة… خفت ويئست من الإعلان والإلتزام وفقدت الأمل من الشّهادة…

وكان صوت الله لإيليّا: “قمْ وكُلْ، أمامك درب طويلة”، فقام وأكل وسار مسيرة أربعين يومًا حتى جبل الله حوريب… مكان اللّقاء بالله، مكان الوحي والعهد، جبل الحبّ الإلهيّ… وبقي إيليّا متردداً، هارباً، فتش عن مغارة واختبأ فيها… هو أنا يدعوني الرّبّ إلى الإرتقاء وأنا أفتش عن مغارة أختبىء فيها لئلّا يصل إليَّ نور الرّبّ وإرادته، فهو متطلب، اتّباعه يحتاج لتضحيات…

ولكن صوت الله أخرج إيليّا من وحدة مغارته، أنار ظلمة وحدته وشدّد قواه من جديد…

خرج ليعاين الله، فكان الزلزال، ولم يكن الله في الزلزال… فالله لا ينهج منطق الدّمار، بل يبني حياتي بصبر وحبّ…

وكانت العاصفة، ولم يكن الله في العاصفة… لكيما التقي الله لا بد من تهدئة عواصف عواطفي ومخاوفي ورغباتي ليبدأ الله بالكلام…

وكانت النّار، ولم يكن الله في النّار، فالنّار إن لم تكن نار الرّوح تحرق وتبيد وترمّد، هي نار غضبي، وانتقامي، وردّات فعلي الهوجاء، ولن يتكلم الله حتى اطفىء نار ذاتي والتهب بنار الرّوح القدّوس المحيِّي…

وكان النّسيم العليل، وكان الله في النّسيم، فصوت الله يهمس في أذن نفسي، صوته عذب، لا أسمعه إلّا اذا صمتُّ وصمتت إرادتي الذاتيّة…

هو إيليّا، مدرسة في التّتلمذ النبويّ، مثال في البطولة رغم الضّعف، لم نترك من صورته سوى سفَّاح يقطع الرّؤوس…

الأب بيار نجم ر.م.م.

Exit mobile version