أخبار متفرقة

إلى ماذا تدعونا وثيقة التفاهم ؟

Le pape François à Abou Dabi, le 4 janvier 2019. روما/أليتيا(aleteia.org/ar)إن هذه الوثيقة التي وقّعها قداسة البابا فرنسيس وفضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب، إن دعت إلى شيء فهي تدعو أولًا إلى أن تتناسب مواقفنا وأعمالنا مع إيماننا. في الواقع، قد يتبادر إلى ذهننا لأوّل وهلة أن مقياس الإيمان هو ممارسة أعمال التقوى من تعبّد وصلاة…

Published

on

Le pape François à Abou Dabi, le 4 janvier 2019.

روما/أليتيا(aleteia.org/ar)إن هذه الوثيقة التي وقّعها قداسة البابا فرنسيس وفضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب، إن دعت إلى شيء فهي تدعو أولًا إلى أن تتناسب مواقفنا وأعمالنا مع إيماننا.

في الواقع، قد يتبادر إلى ذهننا لأوّل وهلة أن مقياس الإيمان هو ممارسة أعمال التقوى من تعبّد وصلاة وتقشّف وصوم وزيارة حجّ،…..حتى لو قادنا التمسك بإيماننا في بعض الأحيان إلى التعصّب الأعمى.

ولكن؛

صحيح أنّ أعمال التقوى أساسيّة في التعبير عن الإيمان وعن العلاقة بالله ومحبّته إذا ما مُورست بشكلٍ صحيح، لكنّها تبقى غير كافية لوحدها، فالإيمان يفترض صحّة المعتقد، أي – بالنسبة لي أنا المسيحيّ – أن يكون إيماني بحسب ما تعلّمه الكنيسة المقّدسة؛ ويفترض في الوقت عينه صحّة الأعمال، أي أن تكون أعمالي متناسبةً مع إيماني. بتعبير آخر، إيمان مستقيم يظهر من خلال الأعمال الصالحة التي تتلاءم معه.

يعبّر يعقوب الرسول عن هذا في رسالته الموضوع قائلًا :” ماذا يَنفعُ، يا إِخوَتي، أَن يَقولَ أَحَدٌ إِنَّه يُؤمِن، إِن لم يَعمَل؟ أَبِوُسْعِ الإِيمانِ أَن يُخَلِّصَه؟ فإِن كانَ فيكُم أَخٌ عُريانٌ أَو أُختٌ عُريانَةٌ يَنقُصُهما قُوتُ يَومِهِما، وقالَ لَهما أَحدُكم: “اِذْهَبا بِسَلام فاستَدفِئا واشبَعا” ولم تُعطوهما ما يَحتاجُ إِلَيه الجَسَد، ماذا يَنفَعُ قَولُكُم؟ وكَذلِكَ الإِيمان، فإِن لم يَقتَرِنْ بِالأَعمال كانَ مَيْتًا في حَدِّ ذاتِه. ورُبَّ قائلٍ يَقول: “أَنتَ لَكَ الإِيمان وأَنا لِيَ الأَعْمال”. فأَرِني إِيمانَكَ مِن غَيرِ أَعمال، أُرِكَ أَنا إِيماني بِأَعمالي. أَنتَ تُؤمِنُ بِأَنَّ اللهَ أَحَد، فقَد أَحسَنتَ. والشَّياطينُ هي أيضًا تُؤمِنُ بِه وتَرتَعِد أَتُريدُ أَن تَعلَمَ، أَيُّها الأَبلَه، أَنَّ الإِيمانَ مِن غَيرِ أَعمالٍ شَيءٌ عَقيم؟ أَما بُرِّر أَبونا إِبراهيمُ بِالأَعمالِ إِذ قَرَّبَ ابنَه إِسحقَ على المَذبَح؟ تَرى أَنَّ الإِيمانَ ساهَمَ في أَعمالِه وأَنَّه بِالأَعمالِ اكتَمَلَ الإِيمان” (يعقوب 2 / 14-22).

هذا ما تعبّر عنه على طريقتها وثيقة الأخوّة الإنسانيّة: فهي تنطلق من الإيمان بالله الواحد وخالق الجميع، وتدعو أن يتجلّى هذا الإيمان في الأعمال والتصرّفات البشريّة، وتحثُّ على ذلك منذ مطلعها : ” يحملُ الإيمانُ المؤمنَ على أن يَرَى في الآخَر أخًا له، عليه أن يُؤازرَه ويُحبَّه. وانطلاقًا من الإيمان بالله الذي خَلَقَ الناسَ جميعًا وخَلَقَ الكونَ والخلائقَ وساوَى بينَهم برحمتِه، فإنَّ المؤمنَ مَدعُوٌّ للتعبيرِ عن هذه الأُخوَّةِ الإنسانيَّةِ بالاعتناءِ بالخَلِيقةِ وبالكَوْنِ كُلِّه، وبتقديمِ العَوْنِ لكُلِّ إنسانٍ، لا سيَّما الضُّعفاءِ منهم والأشخاصِ الأكثرِ حاجَةً وعَوَزًا”.

ومن ثمّ تعود وتتوسّع بالمبادئ والمفاهيم النابعة من الإيمان والتي على المؤمن أن يتبنّيها كمنطلق لعمله؛ نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

  • الحفاظ على هبة الحياة
  • الحروب وبثّ الحقد والكراهية هي إنحراف عن التعاليم الدينيّة
  • التمسُّك بقِيَمِ السلام وإعلاءِ قِيَمِ التعارُّفِ المُتبادَلِ والأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ والعَيْشِ المشترَكِ
  • تكريس الحِكْمَةِ والعَدْلِ والإحسانِ
  • الإعتراف بالحريّة كحقّ لكلّ إنسان
  • العدلَ القائمَ على الرحمةِ
  • الحوارَ والتفاهُمَ ونشرَ ثقافةِ التسامُحِ

باختصار، تدعو هذه الوثيقة مؤمني الديانتين أن أن تكون أعمالهم بانسجام مع إيمانهم “فلإيمان من دون أعمال شَيءٌ عَقيم “.

 

 

العودة الى الصفحة الرئيسية 

 

Exit mobile version