أخبار متفرقة
ألبابا فرنسيس: التحدّي المطروح أمامنا كمسيحيين وكعاملين في حقل الإعلام كبير جداً
“لكي تقص على مسمع ابنك” (خروج 10، 2) الحياة تصنع التاريخ: هذه هي العبارات التي اختارها البابا فرنسيس من سفر الخروج، الفصل العاشر، لتكون موضوع اليوم العالمي الرابع والخمسين للاتصالات الاجتماعية. شاء فرنسيس من خلال هذا الخيار أن يسلط الضوء على أهمية إرث الذاكرة في عالم الاتصالات، وكان قد ذكّر في أكثر من مناسبة أنه…
“لكي تقص على مسمع ابنك” (خروج 10، 2) الحياة تصنع التاريخ: هذه هي العبارات التي اختارها البابا فرنسيس من سفر الخروج، الفصل العاشر، لتكون موضوع اليوم العالمي الرابع والخمسين للاتصالات الاجتماعية.
شاء فرنسيس من خلال هذا الخيار أن يسلط الضوء على أهمية إرث الذاكرة في عالم الاتصالات، وكان قد ذكّر في أكثر من مناسبة أنه لا يوجد مستقبل بدون التجذّر في التاريخ المعاش. كما ينبغي ألا تُعتبر الذاكرة كجسم ميت، لأنها واقع ديناميكي. ومن خلالها تُنقل من جيل إلى آخر الآمال والأحلام والخبرات والروايات. كما يُذكّر موضوع اليوم العالمي المقبل للاتصالات الاجتماعية بأن كل رواية تولد من الحياة، من اللقاء مع الآخر.
لذا فإن التواصل مدعو إلى خلق رباط بين الذاكرة والحياة. وقد لجأ الرب يسوع إلى الأمثال لينقل للآخرين القوة الحيوية لملكوت الله، تاركاً لمن يصغون إليه حرية قبول هذه الروايات وجعلها مرجعاً لذواتهم. إن قوة الرواية يُعبّر عنها من خلال القدرة على إحداث تغيير. كما أن الرواية المثالية تحمل في طياتها قوّة تبعث على التبدّل. وهذا ما نختبره عندما نطّلع على روايات عن حياة القديسين.
البابا فرنسيس تطرق إلى هذا الموضوع يوم الاثنين الفائت خلال لقائه مع مدراء وموظفي دائرة الاتصالات الفاتيكانية إذ حثّهم على نقل الغنى الكبير المتمثل في الشهادة لحياة الشهداء المسيحيين. وقال لهم فرنسيس إن الاتصال هو موقف يعبّر عن رغبة الله في التواصل مع الذات والآخرين. كما لا يمكن أن يبقى الإنسان وحيداً بل يتعين عليه أن يتواصل مع الآخرين وينقل إليهم كل ما هو صحيح وطيب وجميل. وهذا التواصل يتم بواسطة النفس والجسد، العقل واليد، وأكبر شكل من أشكال الاتصال هو التعبير عن المحبة.
وأكد أيضا أن العمل الإعلامي في الكنيسة عليه أن يكون مطبوعاً بمبدأ المشاركة والمقاسمة هذا. ويكون هذا النشاط مجدياً إذا ما أصبح شهادة، أي مشاركة في الحياة التي يهبنا إياها الروح القدس، ويجعلنا نكتشف علاقتنا وترابطنا مع الآخرين. ولفت فرنسيس إلى أن التحديات نمت بشكل كبير جدا في حقل الاتصالات خلال العقود القليلة الماضية مؤكدا أن جهودنا ليست كافية على الإطلاق والتحدي المطروح أمامنا كمسيحيين وكعاملين في حقل الإعلام كبير جدا.
ومع اختياره موضوع اليوم العالمي الرابع والخمسين للاتصالات الاجتماعية، والذي سيُحتفل به في العام 2020، أراد البابا برغوليو مرة جديدة أن يضع في المحور الكائن البشري بعلاقاته وقدرته الفطرية على التواصل مع الآخرين. ويطلب البابا من الجميع وبدون أي استثناء أن يجعلوا هذه المواهب تُثمر. كي يصير التواصل أداة لبناء الجسور، ولتوحيد الأشخاص ومقاسمة جمال أن نكون أخوة وأخوات في زمن مطبوع بالمواجهات والانقسامات.
وكان البابا فرنسيس قد اختار لليوم العالمي الثالث والخمسين للاتصالات الاجتماعية الموضوع التالي: “إِنَّنا أَعضاءٌ بَعضُنا لِبَعْض، من جماعات الشبكة إلى الجماعات البشرية”، وذكّر بيان صدر عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي بأن هذا الاختيار يشدد على أهمية استعادة الاتصالات لنظرة موسعة محورها الشخص، تركز على قيمة التفاعل باعتباره حوارا وفرصة للقاء الآخر.
ويقود هذا، بحسب البيان، إلى التأمل في الوضع الحالي وطبيعة العلاقات على شبكة إنترنت وذلك للانطلاق مجددا من فكرة الجماعة كشبكة بين الأشخاص بكامل جوانبهم، خاصة وأن بعض التوجهات السائدة لما تُعرف بالشبكة الاجتماعية تضعنا أمام تساؤل أساسي: إلى أي مدى يمكن الحديث عن جماعة حقيقية أمام المنطق المميز لبعض جماعات شبكات التواصل الاجتماعي؟ تحدث البيان من جهة أخرى عن أن استخدام كلمة شبكة للتعبير عن جماعة تضامنية يفرض بناء “نحن” وذلك على أساس الإصغاء إلى الآخر والحوار وبالتالي الاستخدام المسؤول للغة.