أخبار الشرق الأوسط

رأي.. كامليا انتخابي فرد تكتب: تركيا قد تحصل على فدية من الغرب

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN. كانت تركيا في وقت ما جنةً للمسلمين المعتدلين وقدوة لدول أخرى كي تحذو حذوها بحكومتها العلمانية الناجحة وتوجهاتها الإسلامية واقتصادها العظيم. لكن الأمور تغيرت وأصبحت تركيا اليوم لا تمثل إلا دولة قومية متطرفة. مع كل…

Published

on

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

كانت تركيا في وقت ما جنةً للمسلمين المعتدلين وقدوة لدول أخرى كي تحذو حذوها بحكومتها العلمانية الناجحة وتوجهاتها الإسلامية واقتصادها العظيم. لكن الأمور تغيرت وأصبحت تركيا اليوم لا تمثل إلا دولة قومية متطرفة.

مع كل العقوبات البربرية ضد من قالت الحكومة التركية أنهم تآمروا في الانقلاب الفاشل ضد الرئيس رجب طيب أردوغان في 2016، ومع تعاون تركيا مع إيران وروسيا ضد السوريين والأكراد، ومع حملة القمع ضد الصحفيين والناشطين، تحولت تركيا إلى كابوس بدلاً من المكان الجميل الذي كانت تمثله.

التقارب الأخير بين تركيا وروسيا والصين يثير مخاوف بأن الرئيس التركي رجب أردوغان يسعى إلى ابتزاز الغرب، حتى أنه فعل الشيء نفسه مع روسيا عندما قامت القوات التركية بإسقاط طائرة حربية روسية وقتل طيارين روسيين في تلك الحادثة، وذلك في محاولة من قبل أردوغان لتسلق سلم القوة والحصول على المصداقية.

الخلاف الأخير بين الولايات المتحدة وتركيا يبدو أكثر من حقيقي، ويبدو أن كل طرف يحاول الحصول على صفقة أفضل من الطرف الآخر.

باعتبارها دولة عضو في حلف الناتو وحليفة للولايات المتحدة، تشكل تركيا اليوم إزعاجاً أكثر منها دولة حليفة وشريكة للغرب.

صواريخ S-400 التي طلب اردوغان شراءها من روسيا تتعارض تماماً مع الأسلحة التي يستخدمها حلف الناتو. وقد أوقف الكونغرس الأمريكي صفقة بيع طائرات F-35 المقاتلة المتطورة إلى تركيا بسبب مشاكل حلف الناتو مع تركيا.

الغضب التركي بسبب فشل محاولات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي خلال السنوات القليلة الماضية يبقى جرحاً نازفاً للحكومة التركية التي تستخدم حتى اللاجئين السوريين كأداة استفزازية لدفع الغرب لقبولها في الاتحاد الأوروبي.

لكن سجل تركيا الحالي لحقوق الإنسان لا يزال يقف عائقاً يحول دون أهلية تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي ويدفعها لتصبح أقرب إلى إيران وروسيا لتظهر استقلالها عن الغرب في حال قرر الغرب أنه لا يحتاج إلى تركيا.

منذ عدة ايام، أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن تضامن بلاده مع إيران ضد العقوبات الأمريكية وقال إن تركيا لن تلتزم بتطبيق هذه العقوبات.

ومع أن طهران رحبت بالتضامن التركي معها ضد العقوبات الأمريكية، علينا أن نفهم الدوافع المختلفة خلف الستار. الاقتصاد التركي المضطرب هو أحد اسباب والدوافع للتعامل مع إيران. إعادة فرض العقوبات الاقتصادية ضد طهران أعطى فرصة لتركيا لتصدير سلعها إلى إيران والحصول على النفط بأسعار مخفضة، حتى أن تركيا يمكن أن تدفع ثمن النفط الإيراني بالسلع التركية بدلاً من الدفع النقدي. الاقتصاد التركي يعاني كثيراً بسبب العجز التجاري، وعقد صفقات مع إيران يمكن أن يساعدها على تعزيز اقتصادها الضعيف.

ومع ذلك لا تزال تركيا تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة، بينما أن إيران ليس لديها مثل هذه العلاقات، لذلك فإن هناك فرصة دائماً ليعقد ترامب صفقة مع اردوغان حول القس الأمريكي الذي تحتجزه السلطات التركية وبذلك يتم حل معظم المشاكل بين البلدين.

الولايات المتحدة وتركيا لديهما الكثير من المصالح المشتركة التي تساعد على استعادة علاقاتهما الدبلوماسية بدلاً من التباعد بين البلدين.

ربما تستطيع تركيا الحصول على فدية من نوع ما من الغرب في قضية القس الأمريكي المحتجز، وفي نفس الوقت تتقارب مع خصوم الولايات المتحدة في المنطقة.

Exit mobile version