أخبار الشرق الأوسط
تركيا تعلن السيطرة الكاملة على مركز مدينة عفرين شمالي سوريا
سيطرت قوات تدعمها تركيا صباح الأحد على مركز مدينة عفرين الواقعة شمالي غرب سوريا بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية منها.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “وحدات الجيش السوري الحر سيطرت على مركز عفرين هذا الصباح”.
وقال محمد الحمدين المتحدث باسم الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا إنهم لم يواجهوا أي مقاومة عند دخولهم المدينة من ثلاث جبهات.
وأضاف “ربما ستطهر المدينة بالكامل في نهاية اليوم” مشيرا إلى أنها باتت خالية من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، الذين انسحبوا منها.
بيد أن المرصد السوري لحقوق الإنسان يقول إن ثمة اشتباكات مع جيوب لمقاتلين رفضوا الانسحاب مع القوات الكردية من المنطقة.
ويضيف أن الأعلام التركية رفعت فوق المقرات الرئيسية للقوات الكردية والإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين.
ويقول ناشطون إن 280 مدنيا قد قتلوا في العملية التركية، الأمر الذي تنفيه أنقرة.
“انتهاك صارخ”
وقال الرئيس التركي الذي كان يتحدث في احتفال لاحياء ذكرى معركة تاريخية وقعت خلال الحرب العالمية الأولى في ولاية “جناق قلعة” غربي تركيا إن من وصفهم بـ “الإرهابيين الذين اعتمدوا على أموال وأسلحة وخطط بعض الجهات” قد فروا من المدينة “مذعورين بعد أن كانوا متحصنين فيها داخل أنفاق إسمنتية محصنة”.
وأضاف أن “رموز الأمن والسكينة ترفرف في مركز مدينة عفرين بدل أعلام الإرهاب”.
ونشرت صور ومقاطع فيديو لمقاتلين يلوحون بأعلام ويسقطون باستخدام بلدوزر تمثال كاوة الحداد وهو شخصية اسطورية كردية في ساحة بمركز المدينة.
وفي بيان وزع على تطبيق واتس آب، وصفت “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تقودها فصائل كردية مسلحة، اسقاط التمثال بأنه “أول انتهاك صارخ لثقافة الشعب الكردي وتاريخه منذ الاستيلاء على عفرين”.
ونشرت القوات المسلحة التركية مقطع فيديو على صفحتها على تويتر يظهر قوات ترفع العلم التركي في مركز عفرين.
ويقول مراسل بي بي سي مارك لوين إن السؤال المطروح الآن: “هل ستواصل تركيا التقدم للسيطرة على الأجزاء الأخرى التي يسيطر عليها المقاتلون الاكراد في شمالي سوريا”.
وكان الآلاف من المدنيين فروا من المدينة خلال الأيام الماضية بعد تقدم القوات التركية والفصائل المتحالفة معها لدخولها.
وظلت مدينة عفرين وريفها تتعرض للقصف الجوي والبري من القوات التركية وحلفائها في سوريا منذ أكثر نحو شهرين.
لماذا دخلت تركيا إلى عفرين؟
بدأت تركيا في 20 يناير / كانون الثاني الماضي عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “غصن الزيتون”، لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من عفرين.
وتقول الحكومة التركية إن هذه الميليشيا ترتبط بحزب العمال الكردستاني المحظور، والذي يقاتل من أجل استقلال الأكراد في جنوب شرق تركيا منذ ثلاثة عقود، وتعده أنقرة منظمة إرهابية.
وتنكر الوحدات الكردية أي صلة بحزب العمال الكردستاني، وهو ما تؤكده الولايات المتحدة، التي تدعم هذه الوحدات في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقد قرعت الخطط الأمريكية للمساعدة في تكوين قوة كردية شمالي سوريا أجراس الانذار في أنقرة، التي سارعت إلى شن عمليتها العسكرية في المنطقة.
وتعهد الرئيس أردوغان “بخنق” ما سماه “جيش الإرهاب”.
واعلنت تركيا عن خطط لطرد القوات الكردية من مدينة منبج القريبة أيضا من الحدود التركية.
ما هو الجيش السوري الحر؟
إنه تجمع من فصائل سورية مسلحة معارضة تنشط في شمال البلاد.
وتساعد تركيا في تأمين حدودها مع سوريا، كما قاتلت ضد القوات الحكومية السورية وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، فضلا عن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ما الذي يحدث في المناطق السورية الأخرى؟
تزامن الهجوم على عفرين في شمالي غرب سوريا مع هجوم القوات السورية والروسية على منطقة الغوطة الشرقية، التي تمثل جيبا للمعارضة المسلحة قرب مدينة دمشق.
وقد اندفع الجيش السوري في المنطقة مدعوما بغطاء وضربات جوية روسية، وثمة تقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين في القتال الجاري هناك.
وتقول القوات الحكومية السورية إنها سيطرت على 70 في المئة من مساحة الغوطة الشرقية، التي ستشكل السيطرة عليها انتصارا كبيرا لنظام الرئيس الأسد.