أخبار الشرق الأوسط

واشنطن تضغط على تل أبيب للقبول بـ”هدنات تكتيكية” – توقّعات بمشاركة رئيسي في قمّة الرياض الأحد

Published

on

لم تهدأ الآلة الحربية الإسرائيلية في قصفها العنيف لقطاع غزة، من شماله إلى جنوبه، حيث تخطّت حصيلة القتلى العشرة آلاف، فيما تضغط واشنطن على تل أبيب للقبول بهدنات إنسانية موَقتة، بحيث كشف البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا أمس إمكان تطبيق «هدنات تكتيكية توفر للمدنيين فرصاً لمغادرة المناطق التي يدور فيها القتال بشكل آمن، ولضمان وصول المساعدات إلى المدنيين الذين يحتاجون إليها، وإفساح المجال لإطلاق سراح محتمل للرهائن»، مؤكداً أن واشنطن أبلغت الإسرائيليين أنه ينبغي أن تكون عملياتهم ضدّ حركة «حماس» سريعة وحاسمة ومميتة.

Follow us on twitter

وطالب البيت الأبيض الإسرائيليين بـ»تقليل الخسائر في صفوف المدنيين وأن يكونوا حذرين»، مؤكداً دعمه «هدناً إنسانية موَقتة وذات رقعة جغرافية محدودة في غزة، وينبغي تجنّب المدنيين وإرسال المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة»، في حين حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على وقف إطلاق النار، محذّراً من أن القطاع الذي يتعرّض للقصف يتحوّل إلى «مقبرة للأطفال».

ووسط هذا المشهد السوداوي، برزت بارقة أمل مع تسجيل تبرّعات «الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة» التي وجّه بها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان عبر منصّة «ساهم» التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في السعودية، قرابة 102 مليون دولار في يومها الخامس منذ انطلاقها.

ميدانيّاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أن فرقة من قوّاته المدرّعة وصلت إلى الطريق الساحلي غرب مدينة غزة، وسيطرت على موقع لـ»حماس»، مشيراً إلى أن غاراته الجوية استهدفت 450 هدفاً في آخر 24 ساعة. كما تحدّث عن تمكّنه من قتل عدد من القادة الميدانيين في «حماس»، من بينهم المسؤول عن الأمن الخاص في الحركة جمال موسى، فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هناك توقعات للجيش بمقتل قادة كبار في «حماس» خلال غارة «غير عادية» ليل الأحد – الإثنين.

نداء الوطن

وينخرط الجيش الإسرائيلي في قتال مباشر «وجهاً لوجه» مع المقاتلين الفلسطينيين على أطراف مدينة غزة، في مواجهة عنيفة للغاية تؤشّر إلى مرحلة قتال حضري شديد الخطورة بالنسبة إلى الجانبَين، بحسب الجيش الإسرائيلي وخبراء. ووفقاً للصور التي نشرتها إسرائيل، استحال شمال مدينة غزة إلى أكوام من الركام على الأرض مع تدمير المباني الشاهقة، وتدمير الطرق التي مرّت فيها الجرّافات العسكرية التي جرفت كلّ شيء.

ويحتمي المشاة خلف مدرّعات متمركزة، ليقوموا بتنفيذ عمليات توغل بشكل ممنهج. ويحظى المشاة بدعم أيضاً من قوات المدفعية والقوات الجوية وأجهزة الاستخبارات. ويرافق كلّ وحدة برّية على الأرض ضابط من سلاح الجو «ليتحدّث اللغة نفسها» مع قيادة العمليات الجوّية، لتحقيق أكبر قدر من فعالية الدعم العملياتي، حسبما علمت وكالة «فرانس برس» من ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي.

وبالنسبة إلى المشاة، فإنّ جنود لواء «جفعاتي» في الخطّ الأوّل، ويقود اللواء الفرق المشاركة في القتال، وهو «الذي يعرف غزة كما لا يعرفها أحد»، بحسب مراسل عسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت». في المقابل، يظهر في شريط مصوّر لـ»حماس» مقاتل يرتدي قميصاً وسروال جينز، يخرج من حفرة في الأرض ويتسلّل عبر الأشجار، ثمّ يرفع قاذفة الصواريخ على كتفه، ويُطلق قذيفة «الياسين 105» على دبابة «ميركافا» على بُعد عشرات الأمتار، في تكتيك بات معتمداً من قبل مقاتلي «كتائب القسام» و»سرايا القدس».

إقليميّاً، أوضح البنتاغون أنّ الغواصة الأميركية من طراز «أوهايو» التي تعمل بالطاقة النووية، موجودة في منطقة عمليات الأسطول الخامس في الشرق الأوسط للمساعدة في منع تفاقم الحرب، مؤكداً أنّ الغواصة تُقدّم «دعماً لجهود الردع التي نقوم بها في المنطقة»، فيما كشف أنّ القوات الأميركية في العراق وسوريا تعرّضت لـ38 هجوماً بصواريخ ومسيّرات منذ منتصف تشرين الأوّل، ما أدّى إلى إصابة عشرات العسكريين الأميركيين، في وقت زعمت فيه فصائل عراقية مسلّحة أمس استهداف 4 قواعد عسكرية أميركية في العراق وسوريا، بـ6 هجمات.

وفي السياق، ادّعى المتمرّدون الحوثيّون المدعومون من طهران إطلاق دفعة جديدة من الطائرات المسيّرة ضدّ «أهداف متنوّعة وحساسة داخل إسرائيل»، بينما توعّد المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري بأنّ «سلاح الجو قادر على قصف أي منطقة في الشرق الأوسط».

وكان لافتاً ما كشفه مصدر مطّلع على التحضيرات لقمّة منظمة التعاون الإسلامي لوكالة «فرانس برس»، بأنّه من المتوقّع أن يُشارك الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في القمّة في الرياض الأحد، والتي ستتناول أعمالها الحرب بين إسرائيل و»حماس». وستكون بذلك زيارة رئيسي الأولى للمملكة العربية السعودية.

Exit mobile version