أخبار الشرق الأوسط
هل فَقَدت “حماس” السيطرة على شمال غزة؟ – قصف يُدمي جباليا… وتل أبيب تتسابق مع “الضغط الدولي”
بعد أكثر من 5 أسابيع من الحرب بين حركة «حماس» والدولة العبرية في قطاع غزة، الذي بات منكوباً بكلّ ما للكلمة من معنى، ادّعى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مقطع مصوّر بثه العديد من قنوات التلفزة أمس أن الحركة «فقدت السيطرة على غزة» ومقاتلوها «يفرّون إلى الجنوب»، مشيراً إلى أن مدنيين «ينهبون قواعد حماس»، إذ «ما عادوا يؤمنون» بحكومتها، فيما يتحدّث الجيش الإسرائيلي يوميّاً عن تدمير مزيد من البنى التحتية العسكرية لـ»حماس» والعثور على مخابئ أسلحة وأنفاق.
Follow us on Twitter
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن عدد مقاتلي «حماس» قبل السابع من تشرين الأوّل كان يبلغ نحو 30 ألفاً، موزّعين على 5 ألوية و24 كتيبة ونحو 140 مجموعة. وذكرت المصادر نفسها أن كتائب الحركة في شمال القطاع تعرّضت «لضربات كبيرة» في الأسابيع الأخيرة، ويواجه بعضها صعوبة في تنظيم هجماته بسبب مقتل قادتها، بينما أكد الناطق العسكري باسم «كتائب القسام» أبو عبيدة أنّه «بعد 38 يوماً من بدء معركة طوفان الأقصى، يواصل مجاهدونا التصدّي لقوات العدو».
نداء الوطن
وإذ قال أبو عبيدة: «مجاهدونا يواصلون ضرباتهم للعدو بتفجير دبّاباته ومدرّعاته ويدكّون حشوداته بقذائف الهاون»، أضاف: «مجاهدونا تمكّنوا من تدمير 20 آلية عسكرية إسرائيلية خلال 48 ساعة تدميراً كلّياً أو جزئيّاً»، معتبراً أن «أحلام قادة الحرب الصهاينة في القضاء على مقاومتنا، هي محاولة للهروب من الهزيمة المدوية». ولفت إلى أنّه «أخبرنا الوسطاء» بأنه خلال هدنة مدّتها 5 أيام سنُفرج عن 50 إمرأة وطفلاً في غزة.
توازياً، قال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري: «قمنا بتوثيق أدلّة تُثبت أن «حماس» تستخدم المستشفيات أداة للحرب». وتابع: «وصلنا اليوم (أمس) إلى مستشفى الرنتيسي الذي حوّلته «حماس» إلى مقرّ للإرهاب»، لافتاً إلى أنّه «عثرنا أسفل مستشفى الرنتيسي على وسائل قتالية وأحزمة ناسفة وغرفة عمليات لـ»حماس» التي «تستخدم المدنيين دروعاً بشرية». وزعم أن «ثمّة أدّلة على احتجاز بعض الرهائن في قبو أسفل مستشفى الرنتيسي».
ويبدو أن العمليات العسكرية الإسرائيلية باتت في حال «سباق» مع الضغط الدولي المتصاعد لوقف إطلاق النار، إذ رأى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن الضغط الدولي على بلاده سيزداد بالنسبة إلى العمليات العسكرية في القطاع، وقال: «أمامنا أسبوعان أو ثلاثة قبل أن يتنامى الضغط الدولي بشكل فعلي، لكن وزارة الخارجية تجهد لتوسيع هامش المشروعية، والمعارك ستتواصل طالما كان ذلك ضروريّاً»، مؤكداً أن «قضية الرهائن إحدى الأدوات الرئيسية التي تمنح إسرائيل شرعية لمواصلة القتال».
أميركيّاً، دعا الرئيس جو بايدن إسرائيل إلى «حماية» مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع، موضحاً أن هناك مساعي لاستخدام فترة الهدنة الإنسانية لإطلاق سراح الأسرى، وأنه يجري التفاوض حول ذلك مع قطر، في وقت تستمرّ فيه المعارك الطاحنة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي «حماس» حول هذا المجمّع. من ناحيته، أوضح المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لشبكة «فوكس نيوز» أن واشنطن لا تسعى إلى مواجهة مع إيران، لكن ستعمل على إضعاف قدرة «الحرس الثوري» ووكلاء طهران على استهداف قوّاتها.
ومع تفاقم مآسي الغزاويين، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن أكثر من 30 شخصاً قُتلوا جرّاء قصف إسرائيلي مكثف على مربّع سكني في جباليا شمال القطاع أمس. وتحدّث تلفزيون «الأقصى» عن أن القصف أسفر أيضاً عن عشرات القتلى والمفقودين، حيث أدّى إلى تدمير 12 منزلاً بشكل كلّي، وفقاً لوكالة أنباء العالم العربي. وقصفت «كتائب القسّام» تل أبيب بالصواريخ ردّاً على استهداف المدنيين.
في الأثناء، حذّر مدير وكالة الأونروا في القطاع توماس وايت من «توقف العمليات الإنسانية خلال 48 ساعة لعدم السماح بدخول الوقود إلى غزة»، وقال من القدس: «في الساعات الـ48 المقبلة سيتوقف كلّ شيء، ليس هناك ما يُمكننا القيام به».
إلى ذلك، اعتبر الملك الأردني عبدالله الثاني أن أي سيناريو أو تفكير بإعادة إسرائيل لاحتلال أجزاء من غزة، أو إقامة مناطق عازلة فيها، سيُفاقم الأزمة، مشيراً إلى أن هذا الأمر مرفوض ويُعدّ اعتداءً على الحقوق الفلسطينية، وفق الديوان الملكي، فيما دعا رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي اللجنة القانونية في المجلس إلى مراجعة الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، وتقديم التوصيات اللازمة في شأنها من أجل تقديمها للحكومة.