أخبار مباشرة
هل سقطت ورقة فرنجيّة مع تراجع باريس وتقدّم واشنطن؟
مصدر دبلوماسي: “ورقة سليمان فرنجية سقطت، وبالتالي على الثنائي الشيعي اختيار الاسلوب المناسب للخروج من ترشيحه اما بموقف صريح يصدر عنه او من خلال اعلان فرنجية نفسه انسحابه من التنافس على الرئاسة”
بعد ستة اشهر من خلو سدة الرئاسة، والحراك الداخلي والخارجي لتأمين ظروف انجاز الاستحقاق الرئاسي وفق مواصفات تتلاقى مع التوجهات العربية والدولية، وصل الفرقاء الداخليين الى حائط سميك لا يمكن اختراقه، واثبتوا مرة جديدة انهم اعجز عن ادارة شؤونهم بأنفسهم وبارادة ذاتية من دون المحرّك الخارجي.
وفي هذا السياق، كشف مصدر دبلوماسي لوكالة “اخبار اليوم” عن مسارين “اتبعتهما الدبلوماسية العربية والغربية في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي مؤخرا، في محاولة لافهام المستوى السياسي اللبناني بأن يخرج نهائيا من عادته السابقة والمستمرة في مقاربة الازمات المتلاحقة التي يواجهها لبنان والتي هي من نتاج الاداء السيئ للمنظومة الحاكمة التي لا ترى الا مصالحها في النظر الى الحلول المطروحة، والمساران هما:
الاول: مسار عربي تقوده المملكة العربية السعودية، والذي اخذ وجهان متلازمان:
1-وجه سعودي، منسّق مع عواصم القرار، يقوم على افهام القوى السياسية من ان التعاطي العربي مع الازمة اللبنانية مختلف جذريا عن السابق، وان الرعاية العربية تنطلق من ان المطلوب هو ان يثبت اللبنانيون قدرتهم على مسك زمام امورهم بأيديهم وعدم التعويل على خطوات عربية انقاذية مجانية، وان المدخل لهذه المساعدة هو ان يساعد اللبنانيون انفسهم بدل ان ينتظروا مساعدة الخارج لهم، والقاعدة الاساس في هذه المساعدة الالتزام الكامل بدستور الطائف لا سيما في شقه المتصل بانتظام لبنان من ضمن الموقف العربي الموحّد، لجهة الموقف من القضايا العربية والدولية، لا ان يكون القول شيء والفعل شيء آخر، وهذا هو فحوى الموقف السعودي الذي عبّر عنه السفير وليد البخاري في كل لقاءاته، بحيث اوصل موقفا واحدا لا لبس فيه وهو ان “الحكم هو على اداء السلطة السياسية في لبنان”، وبالتالي لا تفسيرات ولا تأويلات لهذا الموقف، لا لجهة اعتبار جماعة الثنائي الشيعي بأنه رفع الفيتو السعودي عن مرشحه، لان هذا التفسير هو عين الخطأ، ولا لجهة ان السعودية تبارك اي خيار رئاسي او حكومي لان لا عودة بعقارب الساعة الى الوراء على الاطلاق لان المسألة لا ترتبط بعملية تجريب جديدة قائمة على ضمانات ثبت مرارا وتكرارا ان الانقلاب عليها امر سهل.
2- وجه قطري، ابلغه الوفد القطري الذي حضر الى لبنان، وابلغ كلاما واضحا ومنسقا مع الرياض ومع عواصم القرار، وخلاصته ان المطلوب من الثنائي البدء في البحث عن كيفية النزول عن شجرة ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لان هذا الترشيح هو العائق امام تسييل الحلول، وان العناد في هذا الاتجاه وان اوصل فرنجية الى سدة الرئاسة فانه يعني ست سنوات جديدة من الاختناق الاقتصادي والمالي والابتعاد العربي عن لبنان.
الثاني: مسار غربي تمثّل بفك الولايات المتحدة الاميركية صيامها عن البوح بموقفها من الاستحقاق الرئاسي، والذي تم التعبير عنه من خلال رسالة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي روبرت مانديز والعضو البارز في اللجنة جايمس ريتش الى الرئيس الاميركي جو بايدن بحيث اجمع الجمهوريون والديمقراطيون على اعتبار ان الثنائي هو المعرقل للاستحقاق الرئاسي، ولاول مرة يوضع رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذات مصاف العرقلة مع حزب الله، وما تلاها من بيان حاسم للخارجية الاميركية الرافض لاعادة انتاج منظومة الفساد من خلال رفض انتخاب رئيس فاسد، وفي ذلك سحب صريح للتفويض الاميركي من الجانب الفرنسي في إدارة ملف الاستحقاق الرئاسي”.
ويؤكد المصدر ان “ورقة سليمان فرنجية سقطت، وبالتالي على الثنائي الشيعي اختيار الاسلوب المناسب للخروج من ترشيحه اما بموقف صريح يصدر عنه او من خلال اعلان فرنجية نفسه انسحابه من التنافس على الرئاسة، حتى ينتقل الفريق الاخر من ترشيح النائب ميشال معوض الى خيار توافقي يحظى برضى الخارج ويشكل قبولا داخليا واسعا”.
واوضح المصدر ان “مصلحة لبنان هو استباق ما سينتج عن القمة العربية من تحديد للموقف الموحد من قضايا المنطقة لا سيما القضية الفلسطينية والحل السياسي في سوريا وفي جوهره عودة النازحين السوريين، حتى لا يجد لبنان نفسه في موقع المتلقي للحلول بدل ان يكون شريكا في انتاجها وصوغها”.