أخبار مباشرة

لماذا ايمانول مكرون منزعج من الحزب؟!

Published

on

كتب كارل قربان في موقع “لبنان24” مقالًا يناقش موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أظهر توجهًا ملحوظًا تجاه إيران ودورها في الأحداث في لبنان. في موقفه هذا، ركز ماكرون على دور إيران في تعطيل التسوية السياسية المرتقبة في ملف انتخاب رئيس لبنان. ومن خلال هذا التصعيد، يبدو أن الإدارة الفرنسية تنظر إلى إيران وكذلك “الثنائي الشيعي” على أنهما يسهمان في تصاعد الأوضاع من خلال رفضهما التنازل وتقديم تسهيلات لإيجاد حلاً للأزمة السياسية التي تتفاقم مع مرور الوقت.

وفعلاً، قرر ماكرون توجيه اللوم لإيران, وفق قربان, من خلال تسليم ملف انتخاب رئيس لبنان إلى “حزب الله”، مما يشير إلى عدم إلزامها بالمشاركة في حوار جدي يتجاوز محورية شخصية رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. وبالرغم من ذلك، لم يعرقل ماكرون جهود المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، حيث يسعى لتحديد معايير وشروط توافقية لاختيار الرئيس المقبل. هدف هذه الجهود هو تسهيل حوار برعاية فرنسية يسهم في تجاوز العقبات وتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية المختلفة في لبنان.

وتابع قربان مقاله…

بالعودة إلى موضوع الحوار الذي هو أساس المبادرة الفرنسيّة الجديدة، فإنّه يلقى معارضة من الكتل المسيحيّة “السياديّة” والبعض من حلفائها، ما يضع العوائق أمام المهمّة الفرنسيّة، ويُطيّر آخر حلولها بجمع اللبنانيين للتوافق في ما بينهم. ويقول المراقبون في هذا الإطار، إنّ ماكرون صوّب على إيران و”حزب الله” لأنّهما يُصعّبان الدعوة للحوار في ظلّ تمسّكهما بفرنجيّة، بينما “المعارضة” مستعدّة للتنازل عن الوزير السابق جهاد أزعور ومناقشة أسماء وسطيّة أخرى، لاختيار أحدها بالإجماع وانتخابه.

ويُضيف المراقبون أنّ الإدارة الفرنسيّة التي وقفت إلى جانب المسيحيين تاريخيّاً، تعلم أنّ الحوار مستحيل من دون إنفتاح كافة الكتل النيابيّة على مرشّح ثالثٍ، والتعالي عن مصالحها الشخصيّة والسياسيّة. في المقابل، أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله تأييده لجهود لودريان الهادفة إلى أخذ اللبنانيين للحوار، منتقداً رافضي التقارب بين الأطراف السياسيّة، عبر قوله “لو كان المبعوث أميركياً هل كنتم تجرؤون على عدم الاجابة؟ أو لو كان المبعوث من أحد الدول العربية الأساسية فهل كنتم ستقولون ذلك؟”

وقد رأت أوساط نيابيّة في قوى الثامن من آذار، أنّ كلام السيّد نصرالله يُؤكّد أنّ “حزب الله” متعاون مع الإجابة على رسالة الموفد الفرنسيّ، وطبعاً هو مع الحوار، بينما “المعارضة” هي من وقفت بوجه أولى المبادرات الفرنسيّة، ولا تزال حاليّاً تُشكّل عقبة أمام مهمّة لودريان، وتعكس عبر تطييرها أيّ حلّ داخليّ أو خارجيّ أنّها لا تُريد إنجاز الإنتخابات الرئاسيّة في وقتٍ قريبٍ.

ويرى المراقبون أنّ ما عبّر عنه ماكرون هو انزعاجٌ من النواب اللبنانيين الذين لا يزالون يُضيّعون الفرص لإنقاذ بلدهم، وحتّى لو طالت سهامه “حزب الله” وإيران. ويعتبرون أنّ إنتقاد الرئيس الفرنسيّ للدور الإيرانيّ في المنطقة، ربما يدفع البلدان الخمس المعنيّة بلبنان إلى إشراك طهران في إجتماعاتها، للضغط عليها كيّ تُقدّم الحلول الرئاسيّة، إنّ لم يحصل تقدّم أو يلمس لودريان نتائج إيجابيّة في زيارته المرتقبة إلى بيروت، في أيلول المقبل.

ويرى المراقبون أنّ ما عبّر عنه ماكرون هو انزعاجٌ من النواب اللبنانيين الذين لا يزالون يُضيّعون الفرص لإنقاذ بلدهم، وحتّى لو طالت سهامه “حزب الله” وإيران. ويعتبرون أنّ إنتقاد الرئيس الفرنسيّ للدور الإيرانيّ في المنطقة، ربما يدفع البلدان الخمس المعنيّة بلبنان إلى إشراك طهران في إجتماعاتها، للضغط عليها كيّ تُقدّم الحلول الرئاسيّة، إنّ لم يحصل تقدّم أو يلمس لودريان نتائج إيجابيّة في زيارته المرتقبة إلى بيروت، في أيلول المقبل.

ويوضح المراقبون أنّ تصريح ماكرون عن إيران هو رسالة لـ”حزب الله” كيّ يُسهّل ظروف عقد الحوار، فـ”المعارضة” لن تذهب إليه طالما أنّ “الثنائيّ الشيعيّ” مرشّحه الوحيد سليمان فرنجيّة. ويُؤكّدون أنّ كلام ماكرون أتى ليدعم لودريان الذي سيأتي إلى لبنان لتهيئة الظروف لعقد حوارٍ، هو بمثابة الفرصة النهائيّة أمام اللبنانيين، قبل أنّ تستخدم الدول المعنيّة بلبنان سلاح العقوبات بوجه معرقليّ الإنتخابات والحلول السياسيّة.

Exit mobile version