أخبار الشرق الأوسط

كييف وموسكو: صراع على وسط باخموت – شي يلتقي بوتين الأسبوع المقبل… ويتحدّث مع زيلينسكي

Published

on

باتت منطقة وسط مدينة باخموت بمثابة “حلبة مصارعة” دمويّة مفتوحة بين القوّات الأوكرانيّة والوحدات القتاليّة الروسيّة، حيث تدور معارك ضارية للسيطرة عليها، فيما اعتبر الكرملين أنه لا يُمكن تحقيق أهداف روسيا في الأراضي الأوكرانيّة إلّا بالوسائل العسكريّة، لكنّه أوضح أنّه “لا توجد شروط مسبقة لانتقال العملية إلى مسار سلمي”.

وأوضح قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي أنّ “وحدات هجومية تابعة لـ”فاغنر” تُهاجم من اتجاهات عدّة في محاولة لاختراق دفاع قواتنا والتقدّم نحو أحياء الوسط”، مؤكداً أنّ القوات الأوكرانية “تُلحق خسائر كبيرة بالعدو” في هذه المعركة. وقال: “صُدّت كلّ محاولات الاستيلاء على المدينة… بنيران المدفعية والدبابات”.

وكشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن “الأمور صعبة جدّاً في الشرق الأوكراني ومؤلمة للغاية”، في حين قال قائد مجموعة “فاغنر” المرتزقة الروسية يفغيني بريغوجين الذي يُقاتل رجاله على الخطوط الأمامية: “كلّما اقتربنا من وسط المدينة، كلّما ازدادت المعارك قسوة، كلّما كان هناك استخدام للمدفعية”. واعترف بريغوجين أنّ قواته تواجه مقاومة شرسة، وقال: “الوضع في باخموت صعب، صعب للغاية. العدو يُقاتل من أجل كلّ متر”.

في الغضون، اقترحت روسيا تمديد اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية التي تنتهي صلاحيّتها في 18 آذار، لمدّة 60 يوماً فقط، في خطوة سارعت كييف إلى انتقادها، معتبرةً أنها تتعارض مع الاتفاقية الأساسية التي تنصّ على تمديد لمدّة 120 يوماً على الأقلّ، بينما حذّرت واشنطن من أن المفاوضات في شأن مبادرة حبوب البحر الأسود تواجه “لحظة حاسمة”. بالتوازي، أكدت الأمم المتحدة أنّها “ستفعل كلّ ما في وسعها للحفاظ على سلامة مبادرة حبوب البحر الأسود وضمان استمرارها”.

ديبلوماسيّاً، يعتزم الرئيس الصيني شي جينبينغ زيارة موسكو للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل، بحسب مصادر مطّلعة تحدّثت لوكالة “رويترز”، في حين ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن شي يُخطّط للحديث “افتراضيّاً” مع الرئيس الأوكراني للمرّة الأولى منذ الحرب، عقب زيارته إلى روسيا.

وفي الأثناء، أوضح وزير الدفاع المولدوفي أناتولي نوساتي خلال مقابلة مع وكالة “فرانس برس” أن بلاده لا تواجه “خطراً عسكريّاً وشيكاً” بل “حرباً هجينة تقودها موسكو” من أجل إطاحة السلطة الموالية لأوروبا في كيشيناو، مؤكداً أن روسيا تُحاول “تغيير النظام السياسي وزعزعة الاستقرار والإطاحة بسلطة الدولة”، من خلال “التضليل ونشر التوتر داخل مجتمعنا”.

وفي إسبانيا، يُنهي 55 جنديّاً أوكرانيّاً هذا الأسبوع تدريباً استمرّ شهراً لاستخدام دبابات “ليوبارد 2” أرسلتها دول غربية إلى كييف أو وعدتها بذلك. وبعد وصولهم إلى إسبانيا في منتصف شباط، يُتوقّع أن يتوجّه هؤلاء الجنود الأوكرانيون إلى بولندا الأربعاء، قبل الذهاب إلى جبهة القتال الأوكرانية، بحسب ما أفاد مصدر حكومي إسباني وكالة “فرانس برس”.

أوكرانيون يتدرّبون على دبابات “ليوبارد 2” في قاعدة سان غريغوريو في سرقسطة الإسبانية أمس (أ ف ب)

وفي السياق، تضاعفت واردات الأسلحة إلى أوروبا تقريباً في عام 2022، مدفوعةً بعمليات تسليم ضخمة إلى أوكرانيا، التي أصبحت ثالث أكبر وُجهة لها في العالم، وفق تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) نشر أمس. واستأثرت أوكرانيا وحدها بـ31 في المئة من واردات الأسلحة في أوروبا و8 في المئة من الصفقات في العالم.

وعلى خطّ التسلّح، أعلنت المملكة المتحدة في مراجعة محدّثة لاستراتيجيّتها الدفاعية والديبلوماسية، عزمها على زيادة إنفاقها العسكري والأمني لمواجهة التهديد الذي يُمثله “التقارب المتزايد بين الدول الاستبدادية”، لا سيّما الصين وروسيا.

وفي طهران، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيره البيلاروسي المشكّك في شرعيّته ألكسندر لوكاشينكو خلال لقائهما، رغبتهما في تعزيز العلاقات بين البلدَين. وأجرى لوكاشينكو، حليف بوتين الوثيق، محادثات مع رئيسي قبل التوقيع على خريطة طريق لتطوير التعاون بين البلدَين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. كما التقى لوكاشينكو المرشد الأعلى علي خامنئي الذي قال إنّ “الدول التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات، يجب أن تعمل معاً وتُشكّل كتلة لإلغاء نظام العقوبات، ونعتقد أنه يُمكن القيام بذلك”.

Exit mobile version