أخبار مباشرة
فرنجية… خطاب أقلّ من رئاسيّ بكثير – جعجع: الممانعة إلى تعطيل النصاب ووسائل أخرى
عملياً، أعلن الوزير السابق سليمان فرنجية ترشيحه امس. ولاحظ المراقبون غياب البرنامج الجدّي والواضح على الصعيدين الوطني والاقتصادي. ما يعني التزام فرنجية الرئيس بسياسات فريقه الممانع في كل اتجاه، وهي التي أوصلت الى انتهاك السيادة والانهيار.
كانت لهجة خطاب الترشيح عنيفة. وأتت دون مستوى ترشيح رئاسي. نبش فرنجية القبور وهاجم كلّ خصومه السياسيين وخصوصاً جبران باسيل. وندّد بجهاد أزعور متهماً ايّاه بالمسؤولية عن السياسات المالية المدمرة وبالفساد.
ولم يوفّر الوزير زياد بارود بهجوم شخصيّ غير لائق ردّ عليه الأخير بما عرف عنه من كياسة وتهذيب.
والأهم ان فرنجية أغفل كلّ ما يتعلق باستعادة السيادة والسلاح غير الشّرعي، مثلما لم يذكر انفجار النيترات وحقوق اهالي ضحايا تفجير المرفأ.
في الغضون، 48 ساعة تفصل لبنان عن إستحقاق الجلسة النيابية الـ12 لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية. وبدا من التصعيد الذي بلغ ذروة غير مسبوقة أمس عند فريق الممانعة، ان هذا الفريق، وأمام معطيات تشير الى ان الاصوات التي قد ينالها مرشحه سليمان فرنجية بعد غد الاربعاء ستكون أقل بكثير من تلك التي سينالها مرشح تقاطع المعارضة، قد يلجأ، ليس الى تعطيل الجلسة الثانية فحسب، وإنما أيضاً الجلسة الاولى عبر طريق “تعطيل النصاب أو بوسائل أخرى”، كما صرح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لـ”نداء الوطن.”
كذلك، ظهر ان هناك “ارتياباً” في اوساط “حزب الله” ان يبقى نواب متحالفون مع “الحزب” يؤيدون فرنجية، مثل النواب: فريد هيكل الخازن، ميشال المر وملحم طوق، في جلسة 14 حزيران ولا يقاطعونها عندما يقرر “الثنائي” تعطيل النصاب.
وما يعطي هذا الخطر وزناً، هو ان رقعة تأييد أزعور تتسع تدريجياً، وآخر معطياتها، كما علمت “نداء الوطن”، ان 8 نواب من التغييريين من اصل 11 أصبحوا في صفوف مؤيدي مرشح المعارضة وهؤلاء هم: ملحم خلف، نجاة عون، بولا يعقوبيان، ياسين ياسين والياس جرادة. الى جانب النواب: مارك ضو، ميشال الدويهي ووضاح الصادق الذين سبق وأيدوا أزعور.
كما علمت “نداء الوطن” ان رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط سيزور الرئيس بري للتشاور. وفي الوقت نفسه، نفت مصادر ما تردد عن موقف قد يعلنه جنبلاط يدعو فيه الى تأجيل جلسة الاربعاء المقبل، والذهاب الى مرحلة التوافق بين فريقي المعارضة والممانعة، فأكدت ان موعد الجلسة قائم وسيكون هناك تصويت.
وفي وقت سابق، أفاد مصدر دبلوماسي لـ”نداء الوطن” ان فرنسا تراهن على نتائج جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بعد غد الاربعاء، للانطلاق بمسعاها التوافقي الجديد الذي يقوده وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان.
وقال المصدر إن “البوانتاج الذي اعدته السفارات الغربية في بيروت توصّل الى التقديرات التالية:
أولاً: الاصوات التي سيحوزها المرشح جهاد أزعور ستكون موزعة كما يلي: “القوات اللبنانية” مع النائب كميل شمعون (19 صوتاً)، “التيار الوطني الحر” (12 صوتاً)، “اللقاء الديموقراطي” (8 أصوات)، حزب “الكتائب” (4 أصوات)، كتلة “تجدد” (4 أصوات)، كتلة “التغييريين” (8 أصوات)، والنواب: جان طالوزيان، ميشال الضاهر، بلال الحشيمي، غسان سكاف، نعمة افرام وجميل عبود (6 أصوات)، ليصبح العدد (61 صوتاً).
ثانياً: الأصوات التي سيحوزها المرشح سليمان فرنجية ستتوزع كما يلي: النواب الشيعة (27 صوتاً)، كتلة فرنجية (4 أصوات)، الطاشناق (3 أصوات)، والنواب: ميشال موسى، عدنان طرابلسي، طه ناجي، فيصل كرامي، محمد يحيى، حسن مراد، قاسم هاشم، حيدر ناصر، ينال الصلح وملحم الحجيري (10 أصوات)، ليصبح المجموع (44 صوتاً).
ثالثاً: أما النواب المعترضون ضمن “التيار الوطني الحر” فهم: سيمون ابي رميا، ابراهيم كنعان، اسعد درغام، آلان عون، الياس بو صعب وفريد البستاني (6 أصوات)، وكتلة “الاعتدال الوطني” وعددها (10 أصوات) مع الخيار التوافقي. أما كتلة صيدا (3 أصوات) فهي ستقترع مع 6 نواب من كتلة “التغيير” لمرشح ثالث.
في المقابل، تحدثت معلومات ان باسيل نجح بنسبة كبيرة في اقناع معظم نواب “التيار الوطني الحر” بالتصويت لأزعور، في حين يحاول نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ارضاء الرئيس نبيه بري بتأكيده عدم قدرة أزعور على الوصول الى بعبدا، والتأثير على النواب الرماديين لمصلحة بري و”حزب الله”.
ومن جهة ثانية، تشير المعلومات الى حسم كتلة الاعتدال موقفها في الساعات المقبلة. بينما يحاول النائب نبيل بدر غير البعيد عن أزعور تأليف نواة كتلة سنية من اجل التفاوض على اسم رئيس الحكومة، وهذا الامر ترفضه دار الفتوى.
وفي حوار مع “نداء الوطن”، قال جعجع: “إن الوضع في لبنان مزرٍ. فبعد اكثر من 7 أشهر على الفراغ الرئاسي، وصلنا الى تقاطعات حول المرشح الرئاسي بعيداً عن تحدي احد او تسجيل نقاط، وهو لم يكن مرشحنا، علماً ان السيد أزعور التقى مسؤولين في “حزب الله” كما التقى الرئيس بري. لكن النتيجة، كانت ردة فعل غريبة عجيبة من الممانعة، لم نفهم رأسها من كعبها، ومن عناوينها: عدم القبول بمرشح تفرضه تل أبيب (هذا ما صرّح به امس المفتي احمد قبلان)، وأن أزعور طبخة اميركية بين “القوات” و”التيار”، علماً اننا نفتش بالسراج والفتيل عن الاميركيين فلا نجدهم. بصراحة، ان ردة الفعل هذه، تقودنا الى إستنتاج بسيط وواضح ان محور الممانعة وعلى رأسه “حزب الله”، يريد فرض الشخص الذي يريدون، أو “عمرها ما تكون رئاسة،” ما يعني ضرب اللعبة الديموقراطية والشراكة الوطنية”.
وردّاً على سؤال، قال جعجع: “إذا شعر فريق الممانعة ان عدد الاصوات التي سينالها مرشحهم غير وازن، سيلجأون، كما صرّح احد قيادييه، الى تعطيل نصاب جلسة الاربعاء ليس فقط الثانية ولكن الأولى ايضاً”. كما لم يستبعد جعجع لجوء هذا الفريق الى “وسائل اخرى للتعطيل”.
على صعيد المرشحَين الاثنين، فقد أطل أزعور للمرة الاولى في لقاء افتراضي حضّر له تجمع الاغتراب اللبناني The Lebanese Diaspora Network والنائب مارك ضو قائلاً انه “يمتلك المعرفة والمهارات اللازمة لتأمين الأموال من الصناديق الدولية واستكمال مسار التفاوض مع صندوق النقد الدولي (IMF)”.