أخبار مباشرة
عن رؤية فرنجية الاقتصادية… وثقة الاسد ونصرالله! لا تكفي لتقنع المعارضة بالتصويت
“فرنجية لم يظهر على انه حامل مشروع واضح لاخراج لبنان من الحفرة التي يتخبط فيها، بل رمى هذه الكرة في ملعب الحكومة العتيدة، واكتفى بالحديث عن عناوين عريضة وكليشيهات”
اطل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في مقابلة تلفزيونية مطولة مساء امس، شارحا للمرة الاولى منذ تبني الثنائي الشيعي ترشيحه لرئاسة الجهورية، والذي للمفارقة لم يعلنه هو حتى الساعة، نقاط القوة التي يرتكز عليها ليكون عهده ناجحا في حال وصل الى بعبدا، وعارضا لرؤيته لكيفية انقاذ لبنان من ازمته الاقتصادية القاتلة.
الرجل أكد من جديد انه يملك “شيئاً لا يملكه الكثيرون وهو ثقة حزب الله وثقة الرئيس الأسد”. وجاهر بانتمائه لفريق 8 آذار قائلا “أنا مش جايي من جمعية مار منصور، بل أنا من 8 آذار ولا أفعل أي شيء لا أؤمن به”. غير انه في المقابل، أبدى انفتاحا على الحوار مع خصومه، متعهدا بأنه سيكون رئيسا لكل اللبنانيين. لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، تطميناته بأنه سيكون رئيسا جامعا، لا تكفي لتقنع المعارضة بالتصويت له. فالمشكلة تكمن في ان الفريق السيادي يريد هذه المرة رئيسا قادرا على الحسم، صاحب موقف واضح من السلاح غير الشرعي ومن الدويلة، فما هو موقف فرنجية، الآتي من 8 آذار وبزنود الثنائي الشيعي الى بعبدا، من هذه النقاط؟ الوسطية التي يتباهى بها فرنجية، ليست هي المطلوبة اليوم مِن قبل المعارضين، بل الوضوح والحسم..
الى ذلك، تتابع المصادر، رئيس المردة اكد انه يراهن على دعم سعودي لان انتخابه من دون هذا الدعم، سيفشّل عهده.. فهل يرى ان رئيسا من صلب بيت 8 آذار، ليس له صديق في لبنان والعالم الا بشار الاسد وحسن نصرالله، هو الرئيس الذي سترضى عنه الرياض اليوم لانها توصلت الى اتفاق تهدئة مع الايرانيين؟
هذا أوّلا. أما ثانيا، فإن فرنجية لم يظهر على انه حامل مشروع واضح لاخراج لبنان من الحفرة التي يتخبط فيها، بل رمى هذه الكرة في ملعب الحكومة العتيدة، واكتفى بالحديث عن عناوين عريضة و”كليشيهات”، كـ”تكبير حجم الاقتصاد وتخفيف العجز وعدم رفع الرواتب في مقابل تثبيت سعر الصرف”. هذا الكلام أتى على وقع بيان تقريعي عالي النبرة صدر عن سفراء كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيروت، لمناسبة مرور عام على توصل لبنان إلى اتفاقية على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي، عبروا فيه عن خيبة الامل من عدم التزام لبنان وفشله في تنفيذ الموجبات الإصلاحية لهذا الاتفاق كما تطرق الى التبعة السياسية عن ازمة الفراغ الرئاسي . ودعا البيان “جميع القادة اللبنانيين إلى إعادة اكتشاف الشعور بالمسؤولية وبالحالة الملحة التي أقروا بها في شهر نيسان الماضي”. وأضاف “يجب أن تكون لمصالح الشعب والأمة الأسبقية على المصالح السياسية. لقد أفاد صندوق النقد الدولي بنفسه انه إذا لم يتم تنفيذ الإصلاحات بسرعة، فإن لبنان سيكون محاصرا بأزمة لن تنتهي أبدا. ومع وجود برنامج لصندوق النقد الدولي أو عدمه، من الضروري إجراء إصلاحات هيكلية حاسمة لتمكين لبنان من النهوض…. ولا يمكن أن تأتي الحلول للأزمة الاقتصادية في لبنان إلا من داخل لبنان، وهي تبدأ بإصلاحات ذات مغزى”.
المصيبة المالية التي نتخبط فيها يفترض ان تكون، تماما كما المصيبة السيادية، من اولى اولويات الرئيس العتيد الذي يجب ان يكون على اطلاع واسع وعلى دراية بتفاصيلها، وان يحمل تصورا ليس بالضرورة عميقا انما اوليا لكيفية الخروج منها.. لكن بعد ما قاله فرنجية، هل ظهر على انه رجل المرحلة؟!
لورا يمين – المركزية