أخبار الشرق الأوسط

بايدن يُبرّئ إسرائيل ويُغطّي حربها – عقوبات أميركية على “حماس” وطهران

Published

on

إختتم الرئيس الأميركي جو بايدن زيارته «التاريخية» السريعة إلى الدولة العبرية أمس، مانحاً إيّاها «جرعة دعم» ديبلوماسية قوّية و»غطاء» سياسيّاً وعسكريّاً في حربها الضروس ضدّ الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة المُحاصر، حتّى أنّه ذهب إلى حدّ تبرئتها من «محرقة المعمداني» متبنّياً روايتها للمجزرة التي أدمت غزة وفجّرت تظاهرات غاضبة في مدن عدّة حول العالم، في وقت سمحت فيه إسرائيل بإدخال مساعدات إلى غزة من مصر، بناءً على طلب من بايدن.
Follow us on Twitter
وكان لافتاً البُعد الوجداني والثقافي والعاطفي في كلام الرئيس الديموقراطي خلال اجتماعاته ولقاءاته داخل الفندق الذي أقام فيه في تل أبيب، حيث تقصّد مخاطبة الدولة العبرية قيادة وشعباً على حدّ سواء، ضارباً «عصفورَين» بحجر واحد، إذ «يحتضن» من جهة الإسرائيليين ويؤمّن لهم دعماً مطلقاً و»حماية وغطاء» دوليَّين، بينما يُحاول من جهة أخرى دغدغة مشاعر الناخبين المُتعاطفين مع إسرائيل في الولايات المتحدة لكسب ودّهم وتأييدهم قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة العام المقبل.
نداء الوطن
وقال بايدن للإسرائيليين: «أُريد أن تعلموا أنكم لستم وحدكم وستحصلون على كلّ شيء تطلبونه»، معتبراً أن «على العالم أن يعرف أن إسرائيل هي مرسى الأمن للبشرية». وعبّر عن فخره لأنّه في إسرائيل، ليُعبّر شخصيّاً عن دعمه لها، مؤكداً أنّه «لو لم تكن إسرائيل موجودة لتعيّن علينا أن نخترعها»، وشدّد على أنّه «لا ينبغي أن يكون المرء يهوديّاً كي يكون صهيونيّاً». كما وعد بتقديم مساعدات غير مسبوقة لإسرائيل.

وحرص الرئيس الديموقراطي على التأكيد في كلّ لقاءاته مع القادة والمسؤولين الإسرائيليين، فضلاً عن مندوبين عن عائلات الرهائن الإسرائيليين والأجانب لدى «حماس»، على تكرار الدعم والاحتضان لهم، محذّراً إيران و»حزب الله» من المشاركة في الحرب، في حين تحدّث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام بايدن خلال اجتماع «حكومة الحرب» عن أن الحرب على غزة «ستكون حرباً من نوع آخر»، لأنّ «حماس» هي «عدوّ من نوع آخر»، معتبراً أن الحركة «قتلت أعداداً كبيرة من الإسرائيليين»، و»على العالم أن يتّحد لهزيمتها مثلما اتحد لمحاربة النازية وهزيمتها ولمحاربة «داعش» وهزيمته».

وردّ بايدن قائلاً: «أُريد أن تعلموا أنكم لستم وحدكم»، إذ إنّ «الولايات المتحدة موجودة إلى جانبكم… اليوم وغداً وإلى الأبد، وأنا أعدكم بذلك». واعتبر أن «ما حدث في إسرائيل يُشكّل 15 ضعفاً لما حدث في 11 أيلول»، مؤكداً أن تحرير الرهائن في مقدّمة أولويات إدارته، بينما وعد بتقديم 100 مليون دولار من المساعدات لغزة والضفة الغربية.

وفي السياق، أعلن مكتب نتنياهو السماح بدخول «المساعدات الإنسانية» إلى قطاع غزة من مصر، ولكن «لن يُسمح بدخولها من إسرائيل، حتّى تُفرج «حماس» عن جميع الرهائن لديها»، في وقت أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنّ الجيش يستعدّ للتحرّك برّياً في القطاع، حيث قُتل 3478 شخصاً. وذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أن «حكومة الحرب» أوضحت لبايدن أن العملية البرّية أمر لا مفرّ منه، فيما قُتل 303 من الجنود والضبّاط منذ 7 تشرين الأول الحالي.

وعلى خطّ العقوبات، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 10 من أعضاء «حماس» ومقدّمي التسهيلات المالية للحركة. وتستهدف العقوبات الجديدة شخصيات متواجدة في غزة وغيرها، بما في ذلك السودان وتركيا والجزائر وقطر. وكشفت وزارة الخزانة أنها استهدفت حتّى الآن حوالى 1000 شخص وكيان على صلة بالإرهاب وتمويل الإرهاب من قِبل النظام الإيراني وعملائه بينهم «حماس» و»حزب الله».

ومع انتهاء مهلة عقوبات الأمم المتحدة المرتبطة ببرامج تسليح للجمهورية الإسلامية، فرضت «الخزانة الأميركية» عقوبات جديدة على 11 فرداً و8 شركات وسفينة، مرتبطين ببرنامجَي إيران للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، مشيرةً إلى أن المشمولين بالإجراءات الجديدة يتوزّعون بين إيران وهونغ كونغ والصين وفنزويلا. واعتبر نائب وزير الخزانة الأميركي براين نلسون أن «خيار إيران المتهوّر بمواصلة تطوير مسيّراتها المدمّرة وأسلحة أخرى، يُساهم في إطالة نزاعات مختلفة في مناطق عدّة في العالم».

وبينما تتزايد المخاوف من توسّع رقعة الحرب لتشمل ساحات وجبهات أخرى، كشف مسؤول في البنتاغون أنه «تمّ التصدّي» لهجوم بطائرتَين مسيّرتَين على القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق و»إسقاطهما»، من دون سقوط ضحايا أو جرحى. واستهدف الهجوم الأوّل، وفق فصائل عراقية موالية لإيران، قاعدة «عين الأسد» في غرب العراق. أمّا الثاني، فقد استهدف قاعدة «حرير» في أربيل في كردستان العراق.

Exit mobile version