أخبار احتماعية
الإعلان عن رسالة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي للإعلام
عقد في المركز الكاثوليكي للإعلام، مؤتمر صحافي، أعلنت خلاله رسالة البابا فرنسيس الخاصة بيوم الإعلام العالمي السابع والخمسين بعنوان: “التكلم من القلب”، شارك فيه مدير الوكالة الوطنية للإعلام زياد حرفوش ممثلا وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم واعضاء اللجنة وعدد من الاعلاميين.
استهل المؤتمر بكلمة للمطران العنداري قال فيها: “تحتفل الكنيسة، كل سنة، باليوم العالمي لوسائل الإعلام، في الأحد الأول بعد خميس الصعود، منذ المجمع الفاتيكاني الثاني. ودأب الأحبار الأعظمون، في الكرسي الرسولي، على إصدار رسالة سنوية بالمناسبة، في الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني، تذكار القديس فرنسيس السالسي François De Sales شفيع الصحافيين والصحافيات”.
اضاف: “هدف كل من قداسة الأحبار، التوجيه والتوعية وتسليط الضوء على أهمية وسائل التواصل الإجتماعي، ورسالتها، في إيقاظ الضمائر ومواجهة نشر الأحداث في العالم، بروح أخلاقية، مسيحية، موضوعية، وبناءة في معالجة تحديات الساعة”.
وتابع: “في هذا الإطار، تستكمل رسالة قداسة البابا فرنسيس التي أصدرها هذه السنة، بمناسبة اليوم العالمي السابع والخمسين لوسائل الإعلام، ألرسائل السابقة.
وقال: “في سياق مرحلة تاريخية مطبوعة بالإستقطابات والمعارضات والنزاعات في العالم، التي تسمم القلوب والعلاقات، نحن بحاجة إلى إعلام لا يؤجج الحقد والإستفزاز، ولا يولد الغضب ويغذي العدوانية والمصادمة، بل إلى تواصل يساعد على ضرورة تنقية القلب، والتفكير بهدوء وفهم الواقع ويقود إلى الحوار والسلام”.
اضاف: “تأملنا في السنوات الماضية في الأفعال: “هلم وانظر “سنة 2021” والإصغاء بأذن القلب “سنة 2022.” ويدعو قداسة البابا هذه السنة إلى ” التكلم من القلب”. ألقلب الذي دفعنا إلى الذهاب ومعاينة الواقع، والإصغاء باذن القلب، هو القلب الذي يحركنا لكي نتواصل بشكل منفتح وندخل في دينامية القبول والحوار والمشاركة. فإذا نظرنا وأصغينا إلى الآخر بقلب نقي، يمكننا ان نتكلم بحسب الحق بالمحبة”.
واردف: “يجب ألا نخشى إعلان الحقيقة، حتى لو كانت مزعجة في بعض الأحيان، ولكن لا يجب إعلانها بدون محبة أو من دون قلب. لأن برنامج المسيحي، كما كتب البابا الراحل بندكتوس السادس عشر، هو قلب يرى، قلب يكشف بنبضاته حقيقة كياننا، وهذا أمر يحملنا على أن نصغي، ونكون في تناغم على الموجة نفسها، ويكون اللقاء ممكنا، ونقبل نقاط الضعف المتبادلة باحترام بدل أن نحكم بناء على الإشاعات، فنزرع الفتنة والإنقسامات. فالإنسان الصالح من قلبه الصالح يخرج الصلاح، والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر، فإنه من فيض القلب يتكلم اللسان ” (لوقا 6: 44)” .
وتابع: “في بعض الأحيان، يفتح الكلام اللطيف ثغرة حتى في أكثر القلوب قساوة. يقول سفر الأمثال: “أللسان اللين يكسر العظام” (امثال 25: 15). فالتكلم من القلب ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى من أجل تعزيز ثقافة السلام حيث توجد النزاعات والحروب. ومن أجل فتح مسارات تسمح بالحوار والمصالحة حيث تتفشى الكراهية والعداوة. من الملح أن ننشر إعلاما وتواصلا غير عدائي. ومن الضروري أن نتغلب على عادة تشويه سمعة الخصم بسرعة. أجل، يجب أن نرفض كل شكل من أشكال الدعاية التي تتلاعب بالحقيقة وتشوهها لأغراض إيديولوجية. علينا، على عكس ذلك، أن نعزز، على جميع المستويات، تواصلا يساعد على خلق الظروف من أجل حل النزاعات بين الشعوب”.
وقال: “يشكل القديس فرنسيس السالسي François De Sales، معلم الكنيسة وشفيع الصحافيين الكاثوليك، خير الأمثلة المنيرة التي لا تزال تجتذبنا اليوم في “التكلم من القلب”. قال فيه قداسة البابا فرنسيس مؤخرا، في رسالة رسولية حول الذكرى المئوية الرابعة لوفاته: “كل شيء يعود إلى الحب”. من عبارات هذا القديس الشهيرة “ألقلب يخاطب القلب”. باختصار، يمكننا القول مع سفر يشوع بن سيراخ: “ألفم العذب يكثر الأصدقاء واللسان اللطيف يكثر المؤانسات (سيراخ 6: 5)” .
وتوجه العنداري الى الإعلاميين والإعلاميات والى الناشطين والناشطات على وسائل التواصل الإجتماعي قائلا: “لن يسود سلام بين الناس، إن لم يسد أولا في القلب. كم نحن في حاجة إلى أن تكون حياتنا ولغتنا في التواصل لغة القلب. نشهد للحق بالمحبة. لو كانت عندنا لغة القلب، لما كنا رأينا ونرى ما يجري في أيامنا من انتفاء لمخافة الله في قلوب الكثيرين، فاستباحوا ما لا يستباح من تفرقة”.
اضاف: “لقد جعل الإعلام ووسائل التواصل الجديدة من العالم، كما هو معلوم، قرية كبيرة. فما من أمر يحدث إلا كان له تاثيره على العالم أجمع. لذلك إن لغة القلب وثقافة السلام يقتضي لها جهدا فرديا وجماعيا لتظهير شفافية القلب وأخلاقية النزاهة وتوطيد قواعد المحبة والحق والسلام”.
وشدد على ان”وجهاً من وجوه الصدق في التعاطي الإعلامي، والتخاطب بلغة القلب، يقتضي الوفاء لقيم الحقيقة والأخوة الإنسانية، وسبل مواجهة التناقض الفاضح في تفلت التعليقات اللامسؤولة والتجريح لتجنب النزاعات. ولا شك أنكم تعرفون أن ما نعيشه في الواقع اللبناني من إنقسامات وخلافات يتجلى في التخلف والظلم والأزمات المتلاحقة والتقهقر في التضامن بين الأفرقاء والأجيال”.
وختم: “فلتكن لدينا الشجاعة والجدية والمصداقية في إرادة التواصل لنشرع أبواب قلوبنا لإعلام يعتمد لغة القلب في قول الحقيقة، لنشعر في وطننا أننا مواطنون، متضامنون، متواصلون على أهداف خيرة لبناء مجتمعنا، وتعزيز أخوتنا، حراس بعضنا لبعض، بعيدا عن صراع الأخوة الأعداء. وليكن فينا من الأفكار والأخلاق ما في المسيح يسوع دون سواه”.
ثم تحدث حرفوش فقال: “بعد رسالته السنة الماضية عن الاصغاء بأذن القلب، يضع امامنا قداسة البابا هذه السنة في يوم الاعلام العالمي السابع والخمسين عنوان التكلم من القلب. ولعل قداسته قصد بذلك ان الكلام لا يمكن ان يأتي الا بعد الاصغاء، على ان يكون القلب هو المحرك في كليهما”.
اضاف: “صحيح ان العقل هو مصدر كل فعل والآمر لكل حركة، الا ان القلب يبقى محور لغتنا واحاديثنا وادبياتنا. يكفي ان نحب جيدا لكي نتكلم جيدا. من هنا نبدأ وهنا ننتهي. ونحن في المركز الكاثوليكي للاعلام، نسأل انفسنا: اين اعلامنا من القلب؟ واين اقلامنا والسنتنا من القلب؟ هل نتواصل من القلب، فنصغي ونفهم الهواجس ونتفهمها قبل اصدار حكمنا؟ هل نتجرد من ذواتنا وانانيتنا ونضع نفسنا مكان الآخر لنتحدث بقلبه هو لا بقلبنا؟”.
وقال: “لعل الاجواء المتوترة في ايامنا تدفع الاعلام الى الجنوح نحو العنف الكلامي والتسرع في اطلاق الاحكام، لكن العودة الى القلب واجبة وحتمية لاعادة وصل ما انقطع. اللسان اللين يكسر العظام، يقول سفر الامثال. وهذا اللسان هو وليد القلب الذي ينزع فتائل التفجر والحروب ويزرع مكانها بذور السلام”.
وشدد حرفوش على ان” التكلم من القلب يبعد اعلامنا عن خطاب الكراهية ويبني له بيتا على صخر، من تسامح وانفتاح ومحبة. في زمن التواصل الاجتماعي والنشر بسرعة البرق، نرى ان الاعلام في حاجة الى تواصل يضرم القلوب سلاما، عوض ذاك التواصل المؤدي الى انفصال وتفكك وتشنج وحروب. كثير من السلام وقليل من الكلام. هذا هو المطلوب. نعم، نحتاج الى كلام قليل صادر من القلب لنبتعد عن تشويه صورة الآخرين والاساءة اليهم، حتى قبل ان نصغي وقبل ان نرى ما في قلوبهم”.
ختم: “رب قائل ان ما نتقدم به الآن اقرب الى الطوباوية والمثالية في عالم مشحون بالبغض والحقد، لكننا نقول ببساطة: دعونا نحاول، والله يرانا، والبقية تأتي”.
واختتم المؤتمر بكلمة لأبو كسم فقال: “اختار قداسة البابا فرنسيس عنوانا لرسالته الخاصة بيوم الاعلام العالمي السابع والخمسين “التكلم من القلب”، فالقلب هو المحرك الذي يدفعنا لنذهب ونرى ونصغي ونتواصل مع الآخر، بفرح وانفتاح. فالتواصل من القلب يمكننا من التخاطب بحسب الحق في المحبة، وان نعلن الحقيقة حتى ولو كانت في بعض الاحيان مزعجة، شرط ان نعلنها بقلب برئ، بمعنى ان يشعر من يعلنها بنبض قلب الآخر في قلبه، عندها يمكننا ان نتقبل ضعف بعضنا البعض، باحترام، رافضين كل اشكال الفتنة والانقسامات”.
اضاف: “في هذه الرسالة يقول قداسة البابا ان القلب النقي يساعدنا على الرؤية ابعد من المظاهر، كما ويجنبنا التضليل الاعلامي الذي يزور الحقيقة ويشوهها، وفي هذا السياق يشير الى مشهد معبر لمسيرة التواصل من القلب، هو مشهد يسوع مع تلميذي عماوس، تكلم معهما من القلب وهو القائم من الموت، وبالرغم من الاحباط واليأس المتملك فيهما، ادخل الفرح الى قلبيهما بفضل تواصله المحبب واللطيف النابع من القلب”.
وتابع: “من هذا المنطلق، نحن مدعوون للبحث عن الحقيقة واعلانها بمحبة وقلب صاف، فلا ينبغي ان تخرج من افواهنا اي كلمة خبيثة، اذ أن الكلمة الطيبة وحدها تقود الى البنيان. وفي هذا السياق يؤكد قداسته على ان التواصل من القلب يجنب وسائل الاعلام الحقد والغضب وعدم المواجهة، ويقود الى التفكير بهدوء، ومقاربة الواقع بروح هادئة وناقدة ومحترمة، فالقساوة تسمم القلوب واللطافة دواء مضاد لها”.
وقال: “يضيف البابا، يكفي ان نحب جيداً لنتكلم جيداً، فالحب هو الطريق الصحيح للتواصل، وعلى الاعلاميين ان يقاربوا الحقيقة بلطف وحنان، مبتعدين عن التعابير الملفتة للنظر، وعن كل اشكال العدائية. ومن ناحية اخرى، يشدد قداسته على ان الكنيسة اليوم بحاجة الى تواصل يحرك القلوب ويبلسم الجراح، تواصلا” يحركه الروح القدس ليجعل منه تواصلاً لطيفاً ونبوياً في الوقت عينه، تكون اساساته مرتكزة على التواضع في الاصغاء، والجرأة في الكلام، ولا يفصل ابداً الحقيقة عن المحبة. ويضيف، من الضروري ان نتغلب على عادة تشويه سمعة الخصم بسرعة، من خلال اسناد القاب مهينة له، فالاعلامي الحقيقي هو الاعلامي المبدع الذي يسعى الى ايجاد ارضية مشتركة مع الآخرين”.
وختم ابو كسم: “يشير قداسته في ختام الرسالة الى الحرب التي تدور في اكثر من منطقة في العالم، مطالبا الاعلاميين لان يكونوا مستعدين دائما للحوار وبناء ثقافة السلام من خلال خطاب تواصلي يرفض كل اشكال الخطاب العدائي، وكل اشكال الدعاية التي تتلاعب بالحقيقة وتشوهها لأغراض ايديوليجية، مؤكداً ان ثقافة السلام تفتح مسارات تسمح بالحوار والمصالحة”.
وأعلن ابو كسم برنامج النشاطات المرافقة لليوم العالمي للاعلام حيث يقام قداس إحتفالي في كنيسة مار قرياقوس – رشميا – عاليه العاشرة والنصف من قبل ظهر الاحد في 21 أيار الحالي.
وكذلك الاحتفال بهذا اليوم في الأبرشيات والرعايا وسوف يتم ترجمة رسالة قداسة البابا وطبعها في كتيب لتوزيعها في الرعايا.
كذلك سيكون العرض الأول للوثائقي: “على درب الرجاء”، الذي اعده المركز الكاثوليكي بعد مرور 25 عاماً على زيارة القديس يوحنا بولس الثاني إلى لبنان، الثامنة من مساء الثلثاء في 23 أيار الحالي في الصرح البطريركي في بكركي برعاية البطريرك مار بشاره بطرس الراعي.