لبنان
نصرالله: «لدينا سلاح لن نستهلكه وفيكم تناموا مرتاحين»
بيروت ـ عمر حبنجر رغم توصيف الرئيس ميشال عون العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت على انه «إعلان حرب»، فقد تبنى المجلس الاعلى للدفاع، الذي انعقد في المقر الصيفي للرئاسة، معادلة «الوحدة الوطنية هي أمضى سلاح بوجه العدوان» وبتطابق تام في المواقف بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري الذي فتح خطوطه الدولية والعربية…
بيروت ـ عمر حبنجر رغم توصيف الرئيس ميشال عون العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت على انه «إعلان حرب»، فقد تبنى المجلس الاعلى للدفاع، الذي انعقد في المقر الصيفي للرئاسة، معادلة «الوحدة الوطنية هي أمضى سلاح بوجه العدوان» وبتطابق تام في المواقف بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري الذي فتح خطوطه الدولية والعربية اعتبارا من يوم الثلاثاء، فتواصل مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، والتقى سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، كما التقى السفراء العرب بعد ظهر امس، حيث اكد على عدوانية اسرائيل البادئة بالشر. وضمن اطار الاستنفار اللبناني الميداني والديبلوماسي، استقبل وزير الخارجية جبران باسيل المنسق الخاص للأمم المتحدة يان كوبيش ووضعه في اجواء المخاطر المستجدة، وموقف لبنان العامل على ضبط النفس في مواجهة العدوانية الاسرائيلية المفتوحة، وعلى امل الحصول على قرار ادانة للمعتدي من جانب مجلس الأمن، مع تأكيد حق لبنان في الدفاع عن النفس وفق ما أشار الرئيس ميشال عون. عمليا، عاش لبنان امس ارتدادات عدوان الطائرات المسيرة على الضاحية لليوم الثاني على التوالي، وقد انخفض مستوى القلق العام منذ قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لجمهور من العلماء التقاهم بمناسبة عاشوراء: ناموا مرتاحين. وقد أشاد «مجلس المفتين»، في اجتماع ترأسه المفتي الشيخ عبداللطيف دريان، باحتواء ساسة لبنان لما جرى من عدوان وإجرام، معتبرا العدوان على الضاحية الجنوبية اعتداء على لبنان وشعبه، وطالب مجلس الأمن بإلزام اسرائيل باحترام القرارات الدولية. بيد ان احتواء الوضع الامني لم يشمل الانعكاسات السلبية التي خلفتها حادثة الضاحية على الاقتصاد اللبناني، حيث تقول «رويترز» ان كلفة التأمين على ديون لبنان السيادية تجاه مخاطر التخلف عن السداد ارتفعت الى مستوى قياسي جديد، في حين تعرضت سنداته الدولارية للضغوط امس. وقالت ان عقود معادلة مخاطر الائتمان اللبنانية ارتفعت من 21 نقطة اساس اغلاق الثلاثاء الى 1229 نقطة اساس أمس. وكان بيان للمجلس الاعلى للدفاع ساهم في خفض مستوى الاضطراب النفسي والاقتصادي. وتتوقع مصادر رسمية صدور ما يدعم الوضع عن اجتماع مجلس الوزراء في بيت الدين اليوم. والتقى قول الرئيس ميشال عون بأن ما حصل هو بمنزلة «اعلان حرب» بما أكده بيان المجلس الاعلى على حق لبنان في الدفاع عن النفس بكل الوسائل، وهو حق محفوظ بميثاق الامم المتحدة. وتضمن البيان وجهة نظر رئيس الحكومة التي عبر عنها خلال الاجتماع، وفيها يرى ان هذا الاعتداء هو الاول من نوعه منذ 2006، كما انه اول خرق تريد منه اسرائيل تغيير قواعد الاشتباك وتهديد الاستقرار. وقال الحريري: لقد تم تقديم شكوى الى مجلس الامن بواسطة وزارة الخارجية. الرئيس عون شدد من جهته على ضرورة الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة اراضيه لأنه حق مشروع. واعتبر البيان ان الوحدة الوطنية تبقى امضى سلاح بوجه العدوان. بدورها، اعتبرت القوات اللبنانية ما حصل اعتداء وخرقا، ويترك حق الرد للدولة، وان جواب الرئيس الحريري ـ بحسب المصدر الوزاري ـ ان اسرائيل هي التي بدأت بالاعتداء. وزير الدفاع إلياس بوصعب نفى ما نشر عن ان المجلس الاعلى للدفاع اخذ علما بأن حزب الله سيرد على الاعتداء الإسرائيلي. وأكد بوصعب ان هذا الامر لم يطرح في الجلسة، وان كل ما تمت مناقشته هو فقط ما صدر في البيان الوزاري وبيان المجلس الأعلى للدفاع. الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تطرق الى القلق السائد في لبنان خلال اجتماع علمائي بمناسبة ذكرى عاشوراء قائلا: ان الحزب لم يلتزم بإسقاط كل الطائرات «وما حدا يقول يا سيد فيه «ام.كي» بالجو.. المقاومة بتقدّر متى واين تضرب ويمكن ان تسقط 4 او 5 طائرات وليس اكثر بشكل يُقيد حركة الاسرائيليين الاستطلاعية، فلدينا سلاح نوعي لن نستهلكه بالطائرات المُسيرة». وتوجه الى الحاضرين بالقول: «فيكم تناموا مرتاحين، الرد مش اليوم، بحوزتنا مُسيرات مثل التي ارسلوها الينا، وسنرسل لهم مثلها ليستهدفوها بصاروخ ثمنه مئات آلاف الدولارات، فنخسر نحن بضعة آلاف من الدولارات فيما هم يخسرون الكثير لو…». ولفت نصرالله الى ان المُسيرة التي انفجرت فوق شارع معوض كان هدفها محددا ومعروفا، ونحن بالطبع نتحفظ عليه. الرئيس نبيه بري اعتبر من جهته ان ما حصل من اجماع لبناني ضد العدوان من بشائر الانتصار على مستوى الوحدة الوطنية. واشاد بري بموقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة من إثبات معادلة «الجيش والشعب والمقاومة».