لبنان
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 12/10/2019
* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” لليوم الرابع على التوالي، الهجوم العسكري التركي مستمر في شمال شرق سوريا، حيث “قوات سوريا الديمقراطية” الكردية تواجه في الميدان. وفيما أعلن وزير الخزانة الأميركية أن الرئيس ترامب فوضه فرض عقوبات على تركيا على خلفية عدم وقف هجومها، برز قول الرئيس فلاديمير بوتين إن سوريا يجب أن تتحرر من…
* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان” لليوم الرابع على التوالي، الهجوم العسكري التركي مستمر في شمال شرق سوريا، حيث “قوات سوريا الديمقراطية” الكردية تواجه في الميدان. وفيما أعلن وزير الخزانة الأميركية أن الرئيس ترامب فوضه فرض عقوبات على تركيا على خلفية عدم وقف هجومها، برز قول الرئيس فلاديمير بوتين إن سوريا يجب أن تتحرر من الوجود العسكري الأجنبي، مضيفا أن القوات الروسية في سوريا مستعدة أيضا لمغادرتها بمجرد أن تقول حكومة سورية شرعية جديدة، لموسكو، إنها لم تعد بحاجة لمساعدتها. في الغضون، وصل وفد عسكري روسي إلى مطار القامشلي الدولي الواقع تحت سيطرة الجيش السوري في الحسكة شمال- شرق، فيما بدأ وفد من الوحدات الكردية زيارة دمشق. ما بلغته التطورات في شمال شرق سوريا، حدا للدعوة إلى اجتماع طارئ في القاهرة اليوم لوزراء الخارجية العرب، للبحث في الأوضاع بعد الهجوم التركي على الشمال السوري، حيث جدد من هناك الوزير باسيل دعوته لاعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، ولاقاه في هذه الدعوة وزير الخارجية العراقي. وليس بعيدا من سوريا، في شبه الجزيرة العربية، المملكة السعودية تستعد لاستقبال قوات أميركية إضافية مع أنظمة صواريخ “باتريوت” و”ثاد”. فيما وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت، قبل زيارة من المقرر أن يقوم بها رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لإيران، إن طهران مستعدة لإجراء محادثات مع السعودية سواء عبر وسيط أو بدونه. وحيال التطورات الإقليمية المريبة والداهمة من جهة، واشتداد الأزمة المحلية من جهة ثانية، رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحسب ما نقل عنه زوار، شدد على تحرك الحكومة لإقفال أزمة الطحين، والتوصل إلى حل نهائي نهار الإثنين كحد أقصى، لأن المواطن اللبناني لا يحتمل تأجيلا من دون حلول. فيما يفترض أن ينهي مجلس الوزراء الاثنين، دراسة مشروع موازنة 2020 والاصلاحات المالية والاقتصادية، مما يعني التزام الحكومة بالمهلة الدستورية المطلوبة. كل هذه الأجواء خرقها إشكال حصل مع النائب اسامة سعد في صيدا، عندما حصل هرج ومرج في خلال احتفال تشييد مركز جديد لقوى الأمن الداخلي، حيث كانت الوزيرة ريا الحسن- راعية الاحتفال- تطمئن الداخل والخارج إلى أن الاستقرار الأمني متوافر بدرجة عالية في لبنان. ما حصل حال دون تمكن النائب سعد من المشاركة في الاحتفال، فقطع بعض أنصاره بعض الطرق لبعض الوقت، احتجاجا، وأعيد فتحها بناء على طلب سعد. البداية من كلام وزير الخارجية والمغتربين جبرن باسيل، في الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، الذي دعا العرب إلى موقف عربي يكرس المصالحة، مشددا على أن مصلحة لبنان تكمن في اجماع عربي مبدئي يحمي كل دولة عربية. وسأل باسيل: ألم يحن الوقت لعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية ووقف حمام الدم والارهاب؟. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن” إذا كان المشهد المذل لطوابير المواطنين أمام محطات المحروقات قد غاب، غداة الاتفاق الذي انتهى إليه اجتماع رئيس الحكومة والوزراء مع ممثلي الشركات المستوردة، فإن السؤال المشروع: هل ثمة أحد يضمن عدم تكرار هذه الأزمة؟. وإذا كان هناك من يطمئن إلى إخماد نيران البنزين، فإن الرغيف ما يزال جمره تحت رماد الأزمة، بقوة الإضراب المفتوح الذي يزمع اتحاد نقابات المخابز والأفران تنفيذه اعتبارا من الاثنين المقبل، والذي وضعه وزير الوصاية في خانة الابتزاز. في المقابل، اتهم تجمع المطاحن، المسؤولين عن القطاع التمويني باللامبالاة، وترك الأمور من دون معالجة جذرية. وبعدما حذر من أن مخزون القمح يتناقص، أكد التجمع استمرار المطاحن في إصدار فواتير الطحين بالدولار من دون تأخير، ملوحا بوقف الاستيراد، ومتهما أغلبية المصارف بعدم التحويل من الليرة إلى الدولار. الواقع الذي تعكسه أوضاع المحروقات والطحين والدواء، أثار امتعاض الرئيس نبيه بري الذي حذر من أن الوضع في منتهى الحساسية والدقة، مؤكدا أن كل ما يجري يستدعي مبادرة الحكومة إلى خطوات عاجلة لمعالجة الوضع، واتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحول دون تفاقم الأزمة. وإذ أشار إلى أن أزمة المحروقات خطيرة، شدد الرئيس بري على أن الأخطر هو أزمة القمح التي يجب إستباقها بما يمنع حصولها، مؤكدا أن هذا مطلوب قبل يوم الاثنين. أما الأخطر من كل ذلك فهو الدواء، لذلك لابد من عمل انقاذي سريع، قال الرئيس بري. أحد أوجه العمل الانقاذي الجذري، أن تستورد الدولة المشتقات النفطية والقمح والدواء بدل الشركات الخاصة، فتنهي الاحتكارات وتحقق أرباحا أفضل وتقطع حبل صرة تشابك منافع فاسدين وسماسرة، على ما يؤكد نواب في كتلة “التنمية والتحرير”، وآخرون غيرهم. بانتظار الإنصات إلى مثل هذه الأصوات، يقبل لبنان على أسبوع حاسم بالنسبة لموازنة العام 2020 وإحالتها إلى المجلس النيابي. وقد شكل إرجاء الرئيس بري الجلستين النيابيتين، وتلويحه بدعوة لجنة الطوارئ الاقتصادية للانعقاد، حافزا للدفع باتجاه إنجاز الموازنة، ولتسريع إقرار الاجراءات الاصلاحية التي تقع في صلبها أو تدور على ضفافها على شكل مشاريع قوانين ومراسيم منفصلة تحال على المجلس النيابي. إقليميا، الشمال السوري ما يزال تحت رحمة النيران التركية. ومن أنقرة أكدت وزارة الدفاع الاستيلاء على بلدة رأس العين، حيث رصدت وتيرة قصف عنيف شمل أيضا خط تل أبيض- عين عيسى. وكانت ميدانيات العملية العسكرية، قد سجلت استهداف موقع للقوات الأميركية في عين عرب، لم يسفر عن قتلى أميركيين، لكن أنقرة وعدت باتخاذ التدابير اللازمة لعدم تعريض القواعد الأميركية للخطر. قبل هذا الحادث، لوح دونالد ترامب بفرض عقوبات اقتصادية كبيرة على تركيا، ما تسبب بهبوط فوري لعملتها. كما هدد الإتحاد الأوروبي- الذي يجتمع قادته الخميس والجمعة في بروكسل- بفرض عقوبات مماثلة، لكن خبراء يرون أن الاتحاد الغاضب من العملية العسكرية التركية لا يملك سوى خيارات محدودة. أما في القاهرة، فاجتماع لوزراء الخارجية العرب في اليوم الرابع للعملية العسكرية التركية في بلد عربي عضو في الجامعة العربية، وإن كانت عضويته مجمدة. البيان الختامي الصادر عن الاجتماع، دعا مجلس الأمن الدولي للتدخل من أجل وقف العدوان التركي، رافضا أي محاولة لتغيير ديموغرافي في شمال سوريا. وشدد على ضرورة النظر في اتخاذ اجراءات سياسية واقتصادية ضد أنقرة. وأكد البيان الختامي الدعوة لإستعادة سوريا دورها في المنظومة العربية. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار” أشبه بحقل الالغام يريد البعض لبنان، بتكديس الأزمات وافتعال المغامرات، والتلويح بصواعق التفجير كلما اقتربت الحلول من جيوب الكارتيلات والمنتفعين وأصحاب الصفقات. هو واقع مرير تجتاحه المفارقات بين مسؤول يطمئن إلى دولاره، ومواطن يكتوي ويئن ويسأل عن دولة لا تحمي نفسها من نتش ثرواتها وأموالها منذ سنوات طويلة، فكيف تحميه وتضمن عيشه ومستقبله. ساعات ماضية من أزمة البنزين لا يصدق عاقل ما مر خلالها: أزمة تستفحل باضراب المحطات، فيهلع الناس، وتكثر الزحمة في الطرقات، ثم يحضر الحل بسحر ساحر، فيصبح البنزين بالليرة. واستنتاجا، فإن ما حصل امعان فعلي بممارسة الرعب على المواطنين، وتهديدهم بأيام سوداء وسيناريوهات ستكون موجعة ما لم تأت التطمينات على قدر الأزمات. وبعمق التحديات، بحث لقاء الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، ومنه خرج تأسيس لتعاط جدي ودقيق مع المرحلة، لا سيما في الجانب الاقتصادي. وعلى اتفاق الطرفين، يبنى أمل بمواجهة وطنية ثابتة تمنع لبنان من السقوط بأيدي المراهنين على أزماته، والمروجين للمؤامرة الاقتصادية الخارجية التي أشار إليها رئيس الجمهورية. وفي القاهرة، تقدم موقف لبنان من استمرار استبعاد سوريا من الجامعة العربية، على لسان الوزير باسيل الذي سأل في جلسة التنديد العربي بالعدوان التركي على الأراضي السورية: ألم يحن الوقت بعد لعودة سوريا إلى حضن الجامعة؟، ألم يحن الوقت بعد لوقف حمام الدم والإرهاب؟، أم علينا انتظار الأضواء الخضراء من كل حدب وصوب إلا الضوء العربي؟. وإلى لبنان، نادت الجزائر بعودة سوريا، بينما أعلن وزير الخارجية العراقي أن بغداد الضالعة حاليا بالوساطات، ستقدم قريبا طلبا رسميا لهذه العودة، متحدثا عن رغبة عدد كبير من الدول العربية بذلك. وعليه، حققت سوريا حضورا كبيرا في اجتماع وزراء العرب رغم تغييبها، وأكدت أن الأوجب وقف العدوان السياسي المستمر عليها منذ ثماني سنوات. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في” أسبوع التطورات والمفاجآت والشائعات بامتياز. التطورات تبدأ من شمال شرق سوريا، والغزو التركي لمناطق الأكراد بساعة تخل أميركية وضوء أخضر روسي ورفض سوري وترقب إيراني. الأكراد الذين ناموا على أحلام الدعم الأميركي، استفاقوا على كابوس وواقع التخلي من دون انذار عنهم. يقفون اليوم وحيدين في وجه عدوهم التاريخي التركي، مجردين من أي دعم خارجي أو تعاطف عربي أو سند أوروبي، عدا الكلامي والعاطفي والوجداني. يفترض بالعملية التركية أن تكون لانهاء الأكراد، والقضاء على حلم الدولة أو الكانتون أو الشريط الحدودي الكردي، فتحولت إلى إحياء عظام “داعش” وهي رميم. إشارة غير عابرة مررها الأكراد وتلقفها الأميركيون والأوروبيون اليوم، عندما أعلنت “قسد” أنها لم تعد مسؤولة أو قادرة على التحكم بالسجون التي تضم معتقلي “داعش”. وتركيا تلوح بالنازحين السوريين، وتدفع بهم إلى مناطق القتال والنزال، وتهاجم القرى والبلدات المسيحية دون اعتبار أو رادع، فضلا عن القصف الشرس الذي يطال مسلمين ومسيحيين وأكرادا على حد سواء في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. اليوم حرب على الأكراد، وغدا حرب انهاء وانتهاء من غيتو ادلب و”النصرة” على يد روسيا وسوريا. واحدة مقابل واحدة. ترامب فجأة، وبعد 18 عاما على 11 أيلول وما تلاها من حروب مدمرة وتحطيم مجتمعات وابادة مجموعات ودك أسس دول، يأتي ليقول إنه مل الحروب السخيفة التي شنتها بلاده. هذه الحروب التي تسببت بتقوية “طالبان” ونشوء “داعش”، وقتل مليون عراقي وتهجير 8 ملايين سوري، وإبادة نصف مليون يمني، وضرب مصر، وزعزعة لؤلؤة المتوسط تونس، وحصار ايران وانهاك لبنان. هذه الحروب التي قضت على العالم القديم ولم تنتج النظام الجديد، تتكفل اليوم تركيا بمتابعتها بالأصالة عن نفسها، وبالنيابة عن واشنطن، وبغض طرف واضح وفاضح من موسكو. ترامب يقلب الصفحة ويطوي الكتاب. يتخلى عن أكراد سوريا بعدما تخلى عن أكراد العراق, يتركهم لذئب تركيا وأسد سوريا. بين مخالب اردوغان وأنياب الأسد. ومن التطورات إلى المفاجآت: باكستان التي دعمت العملية التركية وأيدت اردوغان، في موقف غير مسبوق، نظرا لعلاقتها المتوترة مع تركيا كرمى لعيون حليفتها الرياض، تبين أن رئيس وزرائها عمران خان يحضر لمفاجأة تتمثل بوساطة تقوم بها بلاده بين طهران والرياض، وأيضا هذه المرة بمباركة أميركية، ما يعني أن ما عجز ماكرون والمجموعة الأوروبية عن تحقيقه، قد تنجح به اسلام اباد الحائزة على ثقة الرياض وواشنطن، والمستحوذة كأول بلد اسلامي على قنبلة نووية، ومن دون أي اعتراض من تل ابيب أو واشنطن أو الرياض أو أوروبا. عمران خان غدا يلتقي السيد الخامنئي والرئيس روحاني، على وقع العقوبات الأميركية والضربات التركية والتراجعات الأوروبية واعادة الحسابات السعودية. أما الشائعات في الداخل اللبناني، فتبقى وكالة حصرية وحكرية لبعض أصحاب الصوت العالي والصيت الواطي. أصحاب الفحيح والوجه القبيح من تجار وعهار. فجار الاحتكار، سماسرة الدولار، وطاويط الليل وقبابيط النهار. البلد مليء ماليا ومكتف حياتيا ومحتاط معيشيا. كل شيء موجود لكن بجهودهم مفقود. يستعجلون الانهيار، يضيقون الحصار ويكذبون، لكنهم إلى الهاوية المحفوظة للأشرار سائرون. ساعة بنزين وساعة دواء وساعة خبز وساعة دولار، وكل يوم أكاذيب وأخبار. هم أنفسهم حماة معبد الفساد، وحراس هيكل العتمة، وكهانة المجامع السرية، وأعضاء سنهادريم المخططات التدميرية. وكلاء لأسيادهم، عملاء لمشغليهم، أذلاء جبناء دائما. المعركة طويلة والحرب مستمرة، وهذه المرة لن تنتهي كما التقليد اللبناني “لا غالب ولا مغلوب”. هذه المرة الشرفاء غالبون والخبثاء مغلوبون.. ومن يعش ير. **************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في” مجددا وتكرارا وبلا ملل، وزير خارجية لبنان جبران باسيل يدعو، ومن على منبر الجامعة العربية حيث يجتمع وزراء الخارجية العرب لأخذ موقف من الهجوم التركي على الشمال السوري، يدعو إلى استعادة سوريا إلى الحضن العربي، معللا موقفه باثنين: الأول ان احتضان سوريا عربيا يردع تركيا، والثاني ان توافق العرب لحماية أحد أعضاء أسرتهم يوقف استفراد الدول العربية، الكبيرة منها والصغيرة، من قبل خصوم العرب وكل الطامعين بالسيطرة على مقدراتهم السيادية وثرواتهم. هذه المخاطرة التي أخذها باسيل على عاتقه، والتي لا تحظى بإجماع حكومته، ومن شأنها وضع لبنان في موقف صعب مع الأسرة العربية والدول المناهضة لنظام الأسد، قابلها السفير السوري في لبنان بما يناقضها كليا، إذ فهم من موقفه إلى إحدى الصحف المحلية بأن نظامه راغب في العودة إلى لبنان، لا إلى الحضن العربي، وهو مشتاق إلى ممارسة دور إمبراطوري فقده بعدما أجبرته إرادة اللبنانيين الأحرار على الخروج من لبنان مكرها ذات نيسان من العام 2005. بالعودة إلى يومياتنا اللبنانية المأزومة، بعد أن حلت أزمة المحروقات، وعادت الحياة إلى خراطيم المحطات إثر الاتفاق مع رئيس الحكومة أمس، استمرت أزمة القمح والرغيف، وقد هدد أصحاب الأفران بالإقفال بدءا من مساء الأحد، إلى أن تجد لهم الحكومة الحل المناسب للتزود بالدولار الضروري لدفع فواتير الاستيراد والتعامل مع المطاحن. وزير الاقتصاد منصور بطيش كان حذر الأفران، في بيان، من ابتزاز الناس في لقمة عيشهم، معتبرا أن أزمة سعر صرف الدولار قد حلت، بعدما التزم حاكم مصرف لبنان بتوفير الدولار للأفران بالسعر الرسمي. في هذه الأثناء، تستعد الحكومة لمواصلة درس البنود الاصلاحية العالقة في موازنة 2020، وسط كلام مفرط في التفاؤل عن احتمال إنجازها الاثنين. إقليميا، واصلت تركيا هجومها في شمال سوريا، وسط صمت دولي متواطىء، وأقسى ما سمعه اردوغان من المرجعيات الأممية، هو أن يمارس ضبط النفس خلال هجومه على الأكراد. في المقابل أعلنت “قسد” أن الهجوم التركي أنعش تنظيم “داعش”، بدليل العمليات الانتحارية التي حصلت. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي” حقا، لم يفهم اللبنانيون لماذا أذلوا لساعات أمس أمام محطات المحروقات، ولماذا سيذلون غدا أم الاثنين أمام أفران الخبز؟. السبب ببساطة غياب الدولة، العاجزة عن فرض القانون، والغائبة عن وضع رؤية اقتصادية تخرجها من سياسة المياوم في حل الأزمات، لترفعها إلى خانة من يضع استراتيجية واضحة، مدعمة بتوافق سياسي موسع، توصل إلى حل للمشاكل الآنية الضاغطة، وما يليها على المدى الطويل. ما حصل أمس، وما سيحصل الاثنين، اتخذ من المواطنين رهائن، علقوا بين دولة ضعيفة وبين كارتلات قوية، متحكمة ليس فقط بالأسواق وإنما أيضا بالدولة بحد ذاتها. المواطنون رفعوا الصوت ومعه الراية الحمراء، مطالبين بأن تكسر السلطة هالة الخوف من جهة، وجشع وطمع بعض أربابها من جهة أخرى. استوعبت السلطة خطورة الاحتكار الذي انزلقت إليه برضاها، وهي في موضوع استيراد المشتقات النفطية تبحث جديا دراسة الاستيراد من دولة إلى دولة، على الأقل هذا ما تلوح به، فيما قررت في موضوع القمح التصدي لما جاهرت بالقول إنه محاولة لتحقيق الأرباح الاضافية على حساب لقمة الفقير. السلطة استوعبت كذلك، أن الوقت لم يعد لصالحها، وأن سقوط أي من أضلعها، تحت ستار النكد السياسي، يعني انهيار الجميع، فبادرت إلى اتخاذ قرارات حاسمة في لجنة الاصلاحات أمس، ستؤدي إلى إنهاء الموازنة مطلع الأسبوع المقبل، لكي تحال إلى مجلس الوزراء في بعبدا بحلول الخميس. وبحسب معلومات الـLBCI، فإن الاجتماع خلص إلى التوافق على إنجاز الموازنة ومن ضمنها بعض الاصلاحات، بالتوازي مع إقرار اصلاحات من خارج الموازنة، وطلب دراسة ما تبقى، مع تحديد مواعيد زمنية للانتهاء من كل ملف. إذا أرفقت الأقوال بالأفعال، يكون الأسبوع المقبل أسبوع الحلول، أو على الأقل أسبوع توافق الرؤساء الثلاث ومن خلفهم، ومعهم “حزب الله”، على الانتقال من تمييع وقت النقاش، إلى تحديد وقت اتخاذ القرارات. هذا كله يجري على وقع الدعوة إلى التظاهر في وسط بيروت غدا، من قبل الحزب الشيوعي وجزء من الحراك المدني، وعلى وقع كلمة وزير الخارجية جبران باسيل في المؤتمر العاجل لوزراء الخارجية العرب، المخصص لبحث الهجوم التركي على سوريا، والذي دعا فيها لعودة دمشق إلى الحضن العربي، وفتح حوار بين العرب منعا للاستفراد بهم واحدا تلو الآخر، ما سينتج خرابا عظيما. ***************** * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد” لم يكد رجب طيب اردوغان يستمع ألى مقررات العرب في القاهرة، حتى أخذ روحا، وتابع بضمير مرتاح عمليته العسكرية داخل سوريا. فهو استحصل على تأشيرة دخول عربية، لكون المجتمعين في العاصمة المصرية اليوم، لم يخرجوا عن ديبلوماسية الاستنكار والإدانة. والفيزا العربية، سبقها توقيع روسي مرر سريعا في الأمم المتحدة، عندما عارضت موسكو مشروع قرار أميركي يدعو تركيا إلى وقف الأعمال الحربية. وأميركا بدورها لم تكن حزينة على الفيتو الروسي، لأنها تلعب مع أردوغان والمنطقة، ولن يعنيها من كل ما يجري سوى الحاصل المالي، وفي كل مرة يأتي خطاب دونالد ترامب صريحا وشفافا من دون مواربة. فهو الذي سحب ثلاثمئة جندي أميركي من سوريا، أرسل في مقابل ذلك ثلاثة آلاف جندي إلى السعودية مدفوعي الثمن المسبق. وقال ترامب: المملكة العربية السعودية وبناء على طلبي وافقت على الدفع في مقابل كل ما نفعله. وهذه سابقة، فهم يشترون بمئات المليارات من الدولارات بضائع أميركية لا معدات عسكرية فقط، بحسب ما ورد في تصريح الرئيس الأميركي. غير أن ترامب كان بذلك يصنف جنوده على أنهم مرتزقة. يرسلهم بثمن ويقامر بهم في حروب يدرك تماما أن لا طائل منها، وسوف يحتاجون إلى من يحميهم هناك بعد سقوط منظومتهم العسكرية. وهذه المنظومة قصفتها تركيا في سوريا يوم أمس، ضمن حملة أردوغان المتمردة على دول، والمحمية بدول أخرى. ومن الحمايات كانت أنقرة تأمل بموقف عربي يميز بين الحلفاء والخصوم. لكنها وصفت ما أقره العرب بـ”الخيانة” بسبب دعمه تنظيمات إرهابية، على أن هذه الخيانة لم تكن إلا من العرب، إلى العرب أنفسهم الذين اكتفوا بعبارات الاستنكار من دون أن يضعوا للتركي حدا يقف عنده، أو يتخذوا مقررات تحت الفصل السياسي. والأهم أن اجتماع مجلس العامة انعقد على عنوان يصف العملية العسكرية بالعدوان التركي والاعتداء على الأمن القومي العربي، ومع ذلك لم يجرؤ عربي على دعوة الجامعة إلى استرجاع سوريا إلى الأحضان العربية، سوى وزير خارجية لبنان جبران باسيل، وأيدته في طرحه دولة العراق. وجاءت دعوة باسيل ضمن طرح الأسئلة قائلا: لا نجتمع اليوم ضد تركيا، بل نجتمع من أجل سوريا، ألم يحن الوقت بعد لعودتها إلى حضن الجامعة العربية؟، ألم يحن الوقت بعد لوقف حمام الدم والإرهاب وموج النزوح واللجوء؟، ألم يحن الوقت لعودة الابن المبعد والمصالحة العربية- العربية؟، أم علينا انتظار الأضواء الخضراء من كل حدب وصوب؟. ولم تجد هذه الأسئلة من يجيب عربيا. لأن تركيا أربكت دولا ضربت أخماسا في أسداس، فبعضها يكن العداء لاردوغان، لكنه لم يخرج من العداء لسوريا النظام. ووسط هذا المشهد، ظل المقعد السوري شاغرا، يتحسسه أحمد أبو الغيط، ويجري محاكاة عن بعد مع وزير الخارجية وليد المعلم الذي عانقه في نيويورك وافتقده في القاهرة. ===================== تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM