لبنان

معرضان لـ «صور الحرب» في بيروت:صورة عن لبنان؟

بيروت ـ جويل رياشي درسنا في كلية الإعلام والتوثيق أن الصورة تختصر الكلام، آلاف الكلمات. فكيف الحال مع «صور ناطقة» تنبش الذاكرة، وتحكي واقعنا اللبناني؟ معرضان لموضوع واحد: الأول «ذكرى وعبرة» في «بيت بيروت» في السوديكو، والثاني «من ذاكرة للذاكرة» تكريمي لمصورين غطوا الحرب اللبنانية في قاعة «دار النمر» في كليمنصو (مدخل شارع الحمرا في…

Published

on

بيروت ـ جويل رياشي درسنا في كلية الإعلام والتوثيق أن الصورة تختصر الكلام، آلاف الكلمات. فكيف الحال مع «صور ناطقة» تنبش الذاكرة، وتحكي واقعنا اللبناني؟ معرضان لموضوع واحد: الأول «ذكرى وعبرة» في «بيت بيروت» في السوديكو، والثاني «من ذاكرة للذاكرة» تكريمي لمصورين غطوا الحرب اللبنانية في قاعة «دار النمر» في كليمنصو (مدخل شارع الحمرا في بيروت). جهتان منظمتان، الأولى نقابة المصورين اللبنانيين (بيت بيروت)، والثانية «جمعية مهرجان الصورة ـ ذاكرة». أسماء مكررة في الحدثين. نسأل بعض الزملاء المشاركين عن سبب إقامة معرضين مشابهين بأسماء مكررة، لا جواب، أو ربما مصادفة. مع الإشارة الى أن المعرض الأول كان محددا بثلاثة أيام، إلا أن القيمين عليه استجابوا طلب محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب تمديده «لتمكين اللبنانيين الاطلاع عليه (…)». في حين أن المنظمين للمعرض الثاني جعلوه متنقلا بين «دار النمر» ثم «دار المصور» في منطقة الوردية بالحمرا، تمهيدا لنقله لاحقا الى «مركز معروف سعد الثقافي» في صيدا. انقسام لبناني مستمر منذ ما قبل الحرب الى زمن السلم في أيامنا الحالية. فلندخل في «صلب الصورة»: يوميات مستعادة من مآس متنقلة تحولت على مدى 15 عاما الى بديهيات الحياة اللبنانية خصوصا في ما كان يعرف وقتذاك بـ«خطوط التماس». مصورون واكبوا الحرب بعدساتهم أيام الطبع والتحميض والنيغاتيف و… الشهادة. جورج سمرجيان وخليل الدهيني وميشال برزغل وعلي حسن سلمان سقطوا في الحرب اللبنانية، فكانت صورهم التي لم يتمكنوا من التقاطها هي الأبلغ (غابت صورة لجورج سمرجيان عن الصفحة الأولى لجريدة «النهار» واستبدلت بخبر وفاته بعد استشهاده في منطقة انطلياس شرق العاصمة بيروت في 31 يناير 1990). في المعرضين صور ناطقة أشهرها لخليل الدهيني لامرأة تبكي في منطقة الطريق الجديدة بعد انفجار استهدف أبرياء… صورة قوية توازي «فتاة النابالم» الفيتنامية بشهرتها! خراب ومعارك من نوع آخر للحصول على الماء وربطات الخبز وقوارير الغاز والمحروقات. أمور حدثت في لبنان ولا تعرفها الا أجيال الحرب. مشاهد من الذاكرة الجماعية في المعرضين، وأكثر قساوة في كليمنصو حيث أرفقت الصور بشروحات. لكن مهلا، قد تكون القساوة كانت أبلغ في السوديكو (بيت بيروت) حيث كانت الصور ناطقة ومتماهية مع المكان المنقوش ببقايا الحرب! نيسان (أبريل) هو شهر ذكرى الحرب اللبنانية التي اندلعت في 13 منه في العام 1975. والصور تركزت في معظمها على ما عرف بـ«حرب السنتين» (1975-1977)، الى اخرى تناولت «حروب الاخوة» المتنقلة في شطري العاصمة، وواحدة لاستهداف الطيران الاسرائيلي لمطار بيروت وتدميره طائرات لبنانية لشركة طيران الشرق الاوسط في ستينيات القرن الماضي. في «بيت بيروت» أراد القيمون تفادي الشرح، للابتعاد عن نكء جراح الانقسام في الحرب الاهلية، وللابتعاد عن استعمال كلمات: شرقية، غربية، يمين ويسار… القاسم المشترك بين المعرضين هو غياب منشورات صغيرة او كاتالوغ عن المعرضين. ولكن الهدف الأبرز من المعرضين مظهر في أبهى حلل التكريم: تكريم هؤلاء الأبطال الذين حملتهم الحرب اللبنانية الى العمل مع وكالات عالمية، وأخذت حياة بعضهم، فيما ابتعد قسم منهم عن المهنة لأسباب نفسية. معرضان في العاصمة عن موضوع واحد، والعنوان: الصورة كرست الانقسام في أيام السلم!

Exit mobile version