لبنان

مؤتمر حول استراتيجيات وتقنيات صناعة النبيذ في الكسليك وجائزتان للأحمر والأبيض هذه السنة في لندن وبوردو

وطنية – إفتتحت وزارة الزراعة وجامعة الروح القدس- الكسليك مؤتمرا بعنوان: “استراتيجيات وتقنيات جديدة لصناعة النبيذ اللبناني”، نظمته كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة، في حضور السفير كريم خليل ممثلا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رامي متى ممثلا وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، النائب شوقي الدكاش، رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب البروفسور…

Published

on

وطنية – إفتتحت وزارة الزراعة وجامعة الروح القدس- الكسليك مؤتمرا بعنوان: “استراتيجيات وتقنيات جديدة لصناعة النبيذ اللبناني”، نظمته كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة، في حضور السفير كريم خليل ممثلا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رامي متى ممثلا وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، النائب شوقي الدكاش، رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة، المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، مدير عام المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ جان – ماري أوران وأمينه المساعد يان جوبان، رئيس الاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ ظافر الشاوي ممثلا برئيس لجنة العلاقات العامة للاتحاد الكابتن حبيب كرم، المستشارة الإقليمية للزراعة في السفارة الفرنسية فاليري فيون، وعميدة الكلية المنظمة الدكتورة لارا حنا واكيم، إضافة إلى أعضاء مجلس الجامعة والأساتذة والطلاب وجمع من الفاعليات والاختصاصيين والمعنيين في قطاع النبيذ. واكيم إستهل المؤتمر بالنشيدين اللبناني والفرنسي، ثم كانت كلمة تقديم لسمر الحاج، ألقت بعدها عميدة الكلية المنظمة كلمة قالت فيها: “إن مؤتمر اليوم يقدم لنا فرصة لنشر وتبادل خبراتنا في قطاع الكرمة والنبيذ ولتعزيز دور النبيذ اللبناني الذي أصبح جوهرة الزراعة اللبنانية. وقع اختيارنا على عنوان هذا المؤتمر وطرحه موضوعا للبحث، نظرا لأهميته كأحد مواضيع الساعة، وكباعث للأمل، الذي نحن كلبنانيين بأمس الحاجة إليه لمستقبل أفضل”. وأكدت “أن قطاع النبيذ يشكل أهمية استراتيجية للزراعة في لبنان ولمستقبل المناطق الريفية ولدعمها وإبقاء شبابنا في مناطقهم، فلا يزال تاريخ النبيذ اللبناني أسطورة تتمتع بحيوية دائمة”. وقالت: “يعود النبيذ إلى التقليد اللبناني وتاريخه العريق والديني. وفي هذا السياق، أشكر مؤسسة أديار التابعة للرهبانية اللبنانية المارونية التي أسسها الأب العام نعمة الله هاشم الذي لم يفوت فرصة لاحترام هذا التقليد العريق وإنتاج النبيذ تحت إشراف رهباني”. ونوهت واكيم “بالروابط التاريخية بين فرنسا ولبنان التي عززتها صناعة النبيذ، بالإضافة إلى الشراكة بين الجامعة والمنظمة الدولية للكرمة والنبيذ”، مرحبة بـ”شركاء الجامعة الأكاديميين العالميين الذين حضروا هذا المؤتمر، مؤكدين إيمانهم بطاقة النبيذ اللبناني”. وختمت: “إن المصاعب التي نواجهها لن تحل في يوم واحد، بل يلزمنا الكثير من الشجاعة والتصميم والإرادة الصلبة. وأنا على يقين أن كل هذه الصفات لم تفارق أبدا مصنعي النبيذ، وهذا ما يشكل نقاط القوة في صناعة النبيذ اللبناني ويساهم في تميزه”. كرم أما ممثل رئيس الاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ فتوجه في مستهل كلمته بالشكر للوزير باسيل “لمساعدته هذا القطاع وتبنيه إطلاق النبيذ اللبناني عالميا”. وقال: “انعكس ذلك في اهتمام جميع سفاراتنا بالمنتوجات اللبنانية وخاصة النبيذ”. كذلك شكر وزارة الزراعة “التي تبذل جهدا مستمرا في الداخل والخارج لدعم قطاعنا، فالميزانية السنوية المخصصة للمعارض سمحت لنا بإطلاق النبيذ اللبناني في عدة عواصم عالمية”. وقال: “إن مساعدة الجميع لنا لم تذهب هباء، فقد حاز النبيذ اللبناني في هذه السنة كما في سنة 2015 جائزتين تفوقان الميداليات الذهبية بدرجتين: الأولى عن النبيذ الأحمر اللبناني في لندن والثانية عن النبيذ الأبيض في بوردو مع لقب “أفضل نبيذ أبيض في حوض البحر المتوسط”، وفي كلا المسابقتين العالميتين يشترك مصنعو النبيذ من كافة أرجاء المعمورة، هذا عدا عن عشرات الميداليات الذهبية والفضية وغيرها في كبريات المسابقات العالمية”. أوران من جهته، تطرق مدير عام المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ إلى “العلاقات المثمرة” بين المنظمة ولبنان. ولفت إلى “أن لبنان قد أسس إتحاد الكرمة والنبيذ عام 1997، ثم تبنى قانون النبيذ عام 2000، الذي على أساسه تأسس المعهد الوطني للكرمة والنبيذ عام 2013. وأقيمت أول جلسة لتذوق النبيذ اللبناني في مقر المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ عام 2010”. وفي ختام كلمته، قدم للحود شهادة من المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ تقديرا للتنظيم الناجح ليومي النبيذ اللبناني في زوريخ وجنيف في سويسرا يومي 11 و17 حزيران 2018. لحود ثم تحدث المدير العام لوزارة الزراعة فقال: “في الواقع، أقف بكل فخر في جامعة الروح القدس – الكسليك في افتتاح المؤتمر الثالث للنبيذ اللبناني في لبنان، وهذا المؤتمر يأتي تباعا لكل الجهود التي بذلناها منذ أن بدأنا بحملة النبيذ اللبناني في عام 2012، وما وصلنا إليه اليوم هو حلم. وهذا الأمر يعود فضله للعديد من الأشخاص”. أضاف: “بدأ الأمر بإرادة وطنية كبيرة لاحتضان قطاع النبيذ، وهذه الإرادة تترجم يوما بعد يوم برعاية الحكومة اللبنانية، وبعد أن زار مدير عام المنظمة بيروت، رحبت به خمس وزارات: وزارة الخارجية، وزارة الاقتصاد، وزارة الاعلام، وزارة العدل ووزارة السياحة، وبعد لقائنا لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الذي يستقبل الموفد الدولي بمرافقة فريق عمله”. كما وجه لحود تحية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، “الذي يحرص دائما على رعاية كل نشاطات قطاع النبيذ اللبناني في لبنان والخارج، وبعده دولة الرئيس سعد الحريري الذي بعد عودته من لاهاي يلتقي الوفد في بيت الوسط، وهذا دليل على احتضان رئيس الحكومة لهذا النشاط”. وشدد على أن “وزارة الزراعة مستمرة بعملها”، محييا “جهود الوزير غازي زعيتر ودعمه” وشاكرا “تفويضه له موضوع النبيذ اللبناني مع كل التسهيلات التي قدمها”. كما شكر كل الوزراء السابقين “الذين لولا دعمهم لما توصلنا الى تحقيق كل هذه النجاحات”. كما شكر جامعة الروح القدس “التي كانت دائما شريكتنا في كل نشاطات النبيذ اللبناني، وعبرها الرهبانية اللبنانية المارونية والأب العام نعمة الله الهاشم، الرئيس العام للرهبانية، الذين أكدوا حرصهم مساندة الوزارة في دعم قطاع النبيذ. وعبر الأب جورج حبيقة، أشكر الرهبانية وكل فريق عمل الجامعة وأهنئك على الدكتورة لارا واكيم وعلى كلية العلوم الزراعية والغذائية التي تعتبر منارة لكليات الزراعة في لبنان وتقدم عملا تقنيا مهما لمساعدة كل القطاعات الزراعية”. وشكر أيضا الاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ والمنتجين في كل لبنان، “لأنه لولا احترامهم للمواصفات والنوعية، لما وصل النبيذ اللبناني لما هو عليه اليوم، متألقا في العواصم الأوروبية والأميركية”، مؤكدا “دعم وزارة الزراعة لهم ضمن امكانياتها”، ومعلنا أنها ستطلق “إمكانية جديدة اليوم مع دولة الرئيس من بيت الوسط، ضمن خطة لقطاع النبيذ اللبناني، على أمل أن تترجم عند تشكيل الحكومة الجديدة، لأننا نعتبر أن هذا القطاع سيكون صمام أمان الاقتصاد اللبناني وضمن الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية بعد مؤتمرات الدعم الدولية التي أنجزت للبنان”. وقال: “القطاع يجب أن يحتضن والمنتج يجب أن يحتضن عبر عدة عوامل ومنها الاستمرار بالأيام العالمية. وفي أول ايار 2019 سيكون يوم جديد لتألق النبيذ اللبناني في الدنمارك، بعد باريس 2013 وبرلين 2014 ونيويورك وواشنطن 2016 وسان فرنسيسكو ولوس انجلس 2017 وجنيف في حزيران الماضي 2018”. أضاف: “سنستغل المشاركة في المعارض وسنبدأ بمعارض في دولة الصين بعد أن بدأنا بالتواصل مع الحكومة الصينية بهدف زيادة صناعة النبيذ اللبناني لـ 50 مليون زجاجة نبيذ في الأسواق الجديدة. مع دولة الصين، نتوقع زيادة الصناعة بحوالي الـ 10 ملايين زجاجة عن عدد الانتاج المتوقع”. ووجه تحية للوزير باسيل “وكل فريق عمل الوزارة على جهودهم في متابعة نشاطات وزارة الزراعة لتسويق النبيذ اللبناني عبر البعثات الدبلوماسية والاقتصادية، وقال: “في 23 تشرين الأول سيقام في سفارتنا في لندن يوم للنبيذ اللبناني، ونحن مستعدون لإقامة أيام تذوق شرط أن يبدي المنتجون اللبنانيون استعدادهم لذلك”. ولفت إلى “أنه سيكون هناك تألق جديد في هنغاريا في كانون الأول المقبل، من خلال إقامة يوم للمونة اللبنانية ومن ضمنها منتجات النبيذ اللبناني”. وتابع لحود: “نحن مستمرون بحماية المنتج الوطني عبر قرارات عدة: لقد تم الاتفاق البارحة مع وزير السياحة على اصدار قرارات لحماية المنتجات اللبنانية، عبر الطلب من المطاعم والفنادق وكل المؤسسات السياحية باستهلاك النبيذ اللبناني. كما أناشد الاغتراب اللبناني دعم النبيذ اللبناني عبر استهلاكه لأنه يرمز الى حضارة لبنان وتراثه وثقافته، ويساهم في بقاء المزارع في أرضه وعدم الهجرة وبيع الأراضي… كما سيكون هناك عمل جديد مع الرهبانيات والأبرشيات على غرار العمل مع مؤسسة أديار”. وحيا لحود وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي على “جهوده في تسويق النبيذ اللبناني منذ استلامه الوزارة”، شاكرا له “تأمين النقل المباشر لهذا المؤتمر على التلفزيون الرسمي”، مشددا على “وجوب وضع هذا التلفزيون بتصرف المنتجات اللبنانية”، ولافتا إلى أنه “قد تم الاتفاق مع الوزير الرياشي على تسليط الضوء على منتج لبناني عبر هذه الشاشة كل أسبوعين”. كما شكر أوران على “الدعم الدائم للمنظمة وكل الوزراء الذين تعاونوا معنا في هذا الموضوع”، موجها تحية لكل الحاضرين ولفريق عمل وزارة الزراعة. وختم مؤكدا: “نحن سنقف دائما الى جانب المنتجين ونحرص على زيادة الصادرات ونرحب بكل تعاون من أي جهة أتى. سيبقى النبيذ اللبناني سفيرا متألقا مميزا في كل المحافل الدولية والعالمية”. حبيقة وألقى رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك كلمة قال فيها: “بعد فترة وجيزة على انتخابي، ألقيت أول كلمة لي كرئيس لجامعة الروح القدس – الكسليك في المؤتمر الثالث للنبيذ اللبناني في العام 2016. إذا، ليس من المبالغة القول إن الاحتفال بالنبيذ اللبناني يشكل إحدى العلامات الفارقة ويضفي نكهة خاصة على عهدي. والمعجزة الأولى لسيدنا يسوع المسيح كانت في قانا الجليل في عرس نفذت خلاله الخمر فجأة. فتدخل يسوع لإنقاذ فرح أهل العروسين وحول الماء إلى خمرة لذيذة روحية فرحت قلوب المدعوين، فكانت أشبه بالمذاق الأول لطعم الزمن الآتي”. وأضاف: “يذكرنا ذلك بما جاء على لسان أشعيا النبي (القرن الثامن ق.م.) حول الحزن الشديد الذي يلف الوجود عند نفاذ الخمر: “يصرخ في الشوارع لطلب الخمر فقد غاب كل فرح وانتفى طرب الأرض.” (اش 24: 11) في هذا الإطار تأتي الفكرة البارعة التي تبادرت إلى ذهن قدس أبينا العام نعمة الله الهاشم عندما أطلق مشروع “أديار” لصناعة النبيذ العضوي الذي يحمل في طياته نكهة بيئتنا وطعم أرضنا بتنوعاتها المجبولة بجمالات جبالنا وفتون سهولنا وسحر ودياننا. لعل الأديبة الفرنسية كوليت (Colette) كانت محقة في قولها إن “الكرمة هي الوحيدة في عالم النبات التي تجعلنا على بينة من مذاق الأرض الحقيقي.” يذكرنا ذلك بالمثل الفرنسي القائل إن النبيذ يحمل دوما عطر أرضه”. وذكر “بأن الكتاب المقدس يقر بفوائد الخمر الاستثنائية، إن على الصعيد العلاجي أو الشعوري، لكنه يحذر دوما من الإفراط في احتسائها الذي يؤدي إلى الخطر والموت، ويشدد بالتالي على أقصى درجات الاعتدال بالقول إن القليل من الخمر يفرح قلب الإنسان. وكما ورد في مسرحية “الوحشي” (Le Brutal) للكاتب الكوميدي اللاتيني بلوت (Plaute) في القرن الثاني قبل المسيح: “ليس للخمر أن تتحكم في الإنسان، بل ينبغي على الانسان أن يتحكم في الخمر.” من ناحية أخرى، قد يكون من المفيد هنا أن نذكر بأن مفهوم الكمية يفقد أهميته تماما عندما يتعلم المرء تذوق النبيذ فعليا واحترافيا. هذه النظرة تتقاطع كليا مع ما ذهب إلى قوله الفنان الإسباني سلفادور دالي (Salvador Dali) حين أكد أن “من يجيد التذوق لا يعود يشرب النبيذ، بل يتذوق لذة أسراره”. كما أن بالنسبة للبعض، من منظار آخر، يتحول النبيذ إلى منظومة أخلاقية ومقياس أدبي لإطلاق الأحكام على سلوكيات البشر عبر صور بيانية ومجازية بليغة. من هنا قول الخطيب والكاتب الروماني شيشرون (Cicero) إن “البشر كالخمر، مع مرور الزمن، الجيد منهم يطيب أكثر وأكثر والرديء منهم يحمض أكثر وأكثر”. وشدد الأب حبيقة على أنه “مع هذه الباقة المتنوعة من الأفكار حول النبيذ، يبقى أن الغاية من هذا المؤتمر اليوم إنما هي استخدام التكنولوجيا كوسيلة لتسليط الضوء على الإشكاليات الحالية التي تطال قطاع صناعة النبيذ في لبنان والعالم من خلال مساهمات خبراء محليين ودوليين. كما يأتي ذلك في الوقت عينه دعما لشهادة الماستر في علم الخمرة، وهو مسار تعليمي مبتكر وفريد من نوعه في الشرق الأوسط تتميز به كلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس – الكسليك”. الجلسات ثم انعقدت باقي جلسات المؤتمر وتمحورت حول مواضيع: النبيذ اللبناني: تحديات وفرص، التقنيات الجديدة في صناعة النبيذ والاستراتيجيات الجديدة في إنتاج النبيذ، بمشاركة نخبة من الخبراء والاختصاصيين والأكاديميين الفاعلين في هذا القطاع من مختلف البلدان الأوروبية وبلدان دول البحر الأبيض المتوسط. ====================إ.غ. تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

Exit mobile version