لبنان

ساحة الشهداء في وسط بيروت ترتدي ثوبها الأخضر

بيروت – جويل رياشي عودة جديدة الى ساحة الشهداء في وسط بيروت، ليس من اجل التظاهر او إحياء ذكرى، بل للانتصار لشكل الساحة التي سميت ساحة الحرية في محطات عدة، بدءا من تعليق المشانق في الحرب العالمية الاولى وصولا الى ربيع بيروت في ٢٠٠٥. هذه المرة يتعلق الأمر بشكل الساحة، اذ فرشت أرضيتها بسجادة من…

Published

on

بيروت – جويل رياشي عودة جديدة الى ساحة الشهداء في وسط بيروت، ليس من اجل التظاهر او إحياء ذكرى، بل للانتصار لشكل الساحة التي سميت ساحة الحرية في محطات عدة، بدءا من تعليق المشانق في الحرب العالمية الاولى وصولا الى ربيع بيروت في ٢٠٠٥. هذه المرة يتعلق الأمر بشكل الساحة، اذ فرشت أرضيتها بسجادة من العشب الاصطناعي المعتمد في أرضيات ملاعب كرة القدم، بعدما تحولت فترة طويلة الى مرآب لركن السيارات غير مفتوح للعموم ومحصور بالعاملين في بلدية بيروت التي يبعد مقرها أقل من ٢٠٠ متر عن موقع الساحة، الى مقربين منهم وعاملين في الابنية المجاورة. فرشت الأرضية بالعشب في سعي لجعل الساحة قبلة للزوار والسياح، علما انها تضم كشكا لرجال الدرك لا يتواجد فيه جنود باستمرار، مع ان الساحة اشتهرت قبل أعوام الحرب بتمثال الشهداء ومخفر الشرطة المعروف بـ «مخفر البرج». الأشغال نفذتها بلدية بيروت وتركت آثارا إيجابية في نفوس العابرين في سياراتهم من طريق الساحة الى مناطق عدة من العاصمة. وتجدر الإشارة الى ان تمثال الشهداء صممه الايطالي مارينو مازاكوراتي منتصف خمسينيات القرن الماضي لاستقبال الزوار، في محطة مشرقة تذكر بتاريخ لبنان وتشكل امتدادا لماض عرفت فيه البلاد مآسي عدة، الا انها أبقت في استمرار على جسر تواصل مع المستقبل. ليست أعمال التنظيف ولون العشب الأخضر والزهور التي تزنر السور ما ينتظر الساحة فقط. فليس خافيا على احد ان في جعبة المجلس البلدي مخططا توجيهيا لها يعود الى مجالس سابقة للمجلس الحالي، بينها تشييد مرآب ضخم لركن السيارات تحت الساحة، يساهم في حل أزمة المواقف في المنطقة، علما ان مجمع أسواق بيروت يضم مواقف بسعة ضخمة للسيارات، لكن بكلفة عالية تصل الى نحو 3 دنانير يوميا وفق دوام عمل طويل للموظفين. قصة الساحة في نظر كثيرين تتمحور حول حل أزمة المواقف في وسط بيروت، ولكنها اليوم تعيد رسم نفسها معلما تاريخيا حديثا يكاد يكون الأبرز في تاريخ العاصمة بيروت. الموقع في حد ذاته شهد تجاذبا، خصوصا ان مكان تمثال الشهداء تبدل بعد الحرب وإطلاق عملية إعمار وسط بيروت. في هذه الساحة عرفت بيروت ايام عزها قبل الحرب. ثم نبت العشب البري بعد تقطع أوصال العاصمة الى شطرين وتحولت هذه البقعة الى مكان للأشباح اذ فصلت بين خطي تماس. فيها ايضا غنت السيدة فيروز في ١٧ سبتمبر ١٩٩٤ في اطلالتها الاولى في وطن الأرز بعد الحرب. هنا في هذا المكان استقبل الرئيس الشهيد رفيق الحريري تمثال الشهداء في يوليو ٢٠٠٤ بعد الانتهاء من ترميمه في جامعة الكسليك في جونية (شمال بيروت). استقبال لم يغب عنه الكباش السياسي يومذاك. في كل التحولات الخاصة بالساحة، احتفظت باسمها الأولي: ساحة الشهداء، والاسم بات مرادفا لعيد شهداء الصحافة اللبنانية في السادس من مايو. بوابة بيروت تفتح ذراعيها لاستقبال الزوار بحلة خضراء، بعدما اقتصر الأمر حتى الأمس القريب على عابرين بعضهم يرمق التمثال بنظرة من خلال زجاج السيارة، في غياب العابرين سيرا على الأقدام.

Exit mobile version