لبنان
تشكيل الحكومة: اللقاءات في دائرة التوقعات والمراوحة مستمرة
بيروت ـ عمر حبنجر اللقاء المرتقب بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد بضعة ايام مازال في دائرة التوقعات، وليس محسوما ان تشكيلة حكومية ما سيحملها الحريري الى هذا اللقاء، بقدر ما هي غير محسومة موافقة رئيس الجمهورية على التشكيلة ان وجدت. هذا المشهد الحكومي الضبابي اخترقته مواقف دولية تستعجل تأليف حكومة…
بيروت ـ عمر حبنجر اللقاء المرتقب بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بعد بضعة ايام مازال في دائرة التوقعات، وليس محسوما ان تشكيلة حكومية ما سيحملها الحريري الى هذا اللقاء، بقدر ما هي غير محسومة موافقة رئيس الجمهورية على التشكيلة ان وجدت. هذا المشهد الحكومي الضبابي اخترقته مواقف دولية تستعجل تأليف حكومة لبنانية متوازنة وتلحّ على استكمال تطبيق القرار الدولي 1701 مع التعديلات التي ادخلتها الولايات المتحدة على بعض ترتيباته، قبل التمديد لليونيفيل سنة جديدة اول من امس، خصوصا على مستوى القوة البحرية التي أعطي دور فيها للجيش اللبناني. واطل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عبر قناة «يورو نيوز» متحدثا عن الاوضاع اللبنانية والاقليمية قائلا: لدينا اختلافاتنا السياسية مع حزب الله وهم يعلمون ذلك، وهم لم يقبلوا ابدا بسياساتي تجاه دول الخليج، وانا لن اتقبل ابدا سياستهم تجاه ايران وشؤون اخرى. واضاف: لكن هذا لا يعني ان تتوقف البلاد عن العمل. وردا على سؤال، قال: روسيا هي التي تسيطر على سورية، وسنتعامل مع الروس في سورية، وعلاقتي بالرئيس فلاديمير بوتين جيدة جدا، بوتين هو رجل احترمه كثيرا واعتقد انه شخص يمكننا العمل معه، أُفضّل التعامل مع الرئيس بوتين عن بشار الاسد. وعن الرئيس الاميركي دونالد ترامب، قال: اراه كرجل واضح السياسات ويفعل ما يقول، انه شخص يمكننا الحديث معه واقناعه. وكان الحريري عقد سلسلة لقاءات في بيت الوسط ابرزها لقاؤه رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع على عشاء في بيت الوسط، حيث اعد له طبق «باستا» بيده شخصيا، كما قال له، اضافة الى الدجاج والبطرخ. وذكرت مصادر معنية ان الحريري اتفق مع جعجع على اعطائه 4 حقائب وزارية في حال اعتماد الحكومة الثلاثينية، ليس بينها حقيبة سيادية ولا حقيبة دولة ولا نائب رئيس الحكومة، الا ان حسم الامر يتطلب التفاهم مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وبالتالي الرئيس ميشال عون حكما. ومؤكد ان عدم الموافقة يعني ان تشكيل الحكومة حبل يطول، علما ان في برنامج الرئيس ميشال عون زيارات خارجية عدة خلال الشهر الجاري يبدؤها في سالزبورغ يوم 11 الجاري وينهيها في نيويورك حيث افتتاح الدورة الجديدة للامم المتحدة. رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اطل امس في خطاب جماهيري بمناسبة الذكرى الـ 40 لتغييب الامام موسى الصدر اعتبر انه اذا لم تتألف الحكومة يصبح الامر غير مفهوم. النائب زياد حواط عضو كتلة القوات اللبنانية استغرب الاصرار على «حصة وزارية» لرئيس الجمهورية، وقال: كل الوزراء يجب ان يكونوا حصة الرئيس، والمطلوب وزراء للدولة، للجمهورية، وزراء اختصاص، تكنوقراط يتمتعون بالخبرة والحكمة بما يخلص اللبنانيين من الوضع الاقتصادي السيئ والمعيشي الصعب، والنفايات على الطرقات. نائب تيار المستقبل د.عاصم عراجي قال في حديث اذاعي ان الرئيس الحريري يتمنى تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد لكن العقد تعيقه، وعندما سئل عن اي عقدة اجاب: هناك اكثر من عقدة، خصوصا بين التيار الحر والقوات اللبنانية، وهذه العقد لم تحل. بالنسبة لما يعرف بالعقدة الدرزية، نقل النائب وائل ابوفاعور الى الرئيس الحريري اصرار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الشديد على تمثيل الحزب في الحكومة بالمقاعد الدرزية الثلاثة. النائب ابراهيم كنعان امين سر تكتل لبنان القوي لاحظ امس ان موقف الرئيس عون حرّك مياه التأليف الراكدة على اساس معادلة جديدة على اساس تسوية يشارك بانتاجها الجميع، خصوصا الرئيسين الحريري وبري. اما كتلة الوفاء للمقاومة فقد حذرت من سلبيات المراوحة في تشكيل الحكومة، وحذرت من اعتماد الاستنساب كمعيار.