لبنان
بيت قديم..مفتوح على زرقة السماء يجذب الزوار إلى ضهر الصوان
بيروت – جويل رياشي مبادرة لبنانية جديدة لإنجاز مشروع برصيد «صفر من التمويل» وبعيدا من القروض المصرفية. أربعة شبان وشقيقان وشقيقان من عائلتي أبي هيلا وشريم قرروا ملء أوقات فراغهم بعد يوم عمل مضن لكل واحد منهم، باللقاء في بلدتهم ضهر الصوان (قضاء المتن الشمالي) وتقديم ما يجيدون تحضيره من مأكولات الى الأصدقاء والأصحاب… والزبائن.…
بيروت – جويل رياشي مبادرة لبنانية جديدة لإنجاز مشروع برصيد «صفر من التمويل» وبعيدا من القروض المصرفية. أربعة شبان وشقيقان وشقيقان من عائلتي أبي هيلا وشريم قرروا ملء أوقات فراغهم بعد يوم عمل مضن لكل واحد منهم، باللقاء في بلدتهم ضهر الصوان (قضاء المتن الشمالي) وتقديم ما يجيدون تحضيره من مأكولات الى الأصدقاء والأصحاب… والزبائن. في بيت صيفي بلا نوافذ مفتوح على زرقة السماء يستقبل الشبان الأربعة الضيوف الذين يستدلون على المطعم الصيفي المعمد «فلينت» -أي حجر الصوان- عبر صفحة المطعم على تطبيق «إنستغرام». الجلسة في فناء خارجي تطيل العمر. وقد اقتصر الديكور على إضاءة تعطي المكان رونقا خاصا، وعلى شموع ذائبة وقطع فنية متماهية مع روح البيت المهجور. الأطباق معدودة تميل الى المطبخ الغربي، وهي ما يجيد الشبان تحضيره. ويتفوق أحدهم في تقديم أصناف مميزة، وهو من أصحاب الباع الطويل في عالم المأكولات، وقد حصد جوائز عدة في مسابقات خارجية خاصة بالمأكولات والحلويات. ويتناغم الشبان مع ضيوفهم الذين يختارون أجواء معينة لأمسياتهم، فلا يترددون في ارتداء التنانير الأسكتلندية التقليدية مثلا للتماهي مع مجموعة من الساهرين اختارت الأجواء الأسكتلندية موضوعا لسهرتها. ويزف نديم اثناء توديع الضيوف خبرا سعيدا عن «مطعم شتوي مشابه على بعد أمتار قليلة من المكان الحالي، إثر تشجيع من الأصدقاء والزبائن». ويضيف الشاب الذي يعمل نهارا في المجال الاقتصادي أن فكرة المطعم الحالي انطلقت بترميم المنزل الذي سكنته عائلته قبل 32 سنة. ويتابع: «يعود تشييد المنزل إلى العام 1914، وقد تهالكت جدرانه وسقفه الذي كان من القرميد ويغطي طبقتين. انهار السقف على الطبقة الأولى ثم سقط الركام على الطبقة الأرضية وبلغ ارتفاع الردم أكثر من متر ونصف المتر. وقد عملنا بأنفسنا على نقل الركام عبر شاحنات من دون الاستعانة بعمال… لم نطلب قروضا مصرفية، ولم نتكلف برؤوس أموال حقيقية ضخمة. عملنا من الموجود، وكسبنا ثقة من ذاق أطعمتنا وحصدنا النجاح، وتشجعنا على الاستمرار. بالطبع سنواصل أشغالنا اليومية التي تعيلنا، وسنعمل على ترميم المنزل من العائدات التي نجنيها من المطعم، مع قرارنا عدم تركيب قرميد وزجاج لسقف المنزل، لتركه معلما صيفيا». ويشرح الشاب اسم المطعم بالإنجليزية «فلينت» المرادف لاسم البلدة وهو كلمة صوان بالعربية، أي حجر الصوان الذي استخدمه البشر في العصور الحجرية لصناعة الكثير من أدواتهم. ويشير الى الاسم الاصلي للبلدة وهو بحنس، «وقد شاء الأهالي تبديله إثر تشييد الفرنسيين في بداية القرن الماضي مستشفى اشتهر بعلاج المرضى المصابين بالسل والتهابات في الصدر (وهو أحد المستشفيات الكبرى الرئيسية حاليا في قرى قضاء المتن الشمالي) بسبب المناخ الجيد والنقي للبلدة. وتم اعتماد اسم ضهر الصوان، انطلاقا من الصخرة الكبيرة الممتدة في أرجاء البلدة». هكذا كانت شرارة المطعم الصيفي كفيلة بنقل الشبان الأربعة الى عمل شتوي، من دون رأسمال وقروض مصرفية. وهكذا أصبحت ضهر الصوان مقصدا لشبان وشابات يهربون من ضوضاء المدينة لاكتشاف قرية جميلة تستحق التوقف عندها.