لبنان

الراعي: على المجتمع الدولي أن يفصل بين الحلّ السياسي في سورية وعودة النازحين

بيروت ـ داود رمال اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان «كل الأحداث التي جرت خلال السنوات المنصرمة، من أهم أهدافها من دون شك تحويل مجتمعات مشرقنا الى مجتمعات عنصرية آحادية الطابع متنافرة متقاتلة. فالنزف البشري الحاصل والهجرة القسرية لبعض المكونات، والمحاولات الحثيثة للتغيير الديموغرافي، مضافة الى تهجيرات الحقبة الماضية وتقسيم فلسطين وتشريد أهلها، واستكمال…

Published

on

بيروت ـ داود رمال اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان «كل الأحداث التي جرت خلال السنوات المنصرمة، من أهم أهدافها من دون شك تحويل مجتمعات مشرقنا الى مجتمعات عنصرية آحادية الطابع متنافرة متقاتلة. فالنزف البشري الحاصل والهجرة القسرية لبعض المكونات، والمحاولات الحثيثة للتغيير الديموغرافي، مضافة الى تهجيرات الحقبة الماضية وتقسيم فلسطين وتشريد أهلها، واستكمال الضغوط اليوم لتهجير من تبقى منهم، ورفض حق عودتهم إلى بلادهم وتوطينهم في البلدان التي هجروا إليها، تؤسس كلها لمشرق جديد، غريب عن هويته الجامعة، وبعيد كل البعد عما يمتاز به من تنوع ديني ومجتمعي وثقافي». وقال «هذا ما يجب أن نرفضه ونقاومه بكل ما أوتينا من عزم وصلابة، فأرض المشرق يجب ألا تفرغ من أهلها، ومهد المسيح ودرب الجلجلة والقبر المقدس لا يمكن أن تكون من دون مسيحيين، كما لا يمكن للقدس وللمسجد الأقصى أن يكونا من دون المسلمين، فلا مياه تنساب إذا جفت ينابيعها». وفي كلمة ألقاها أمام «مؤتمر البطاركة والأساقفة حول كاريتاس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» استشهد بقول مهندس الميثاق الوطني ميشال شيحا إن «من يحاول السيطرة على طائفة في لبنان انما يحاول القضاء على لبنان»، وهذا القول ينطبق أيضا على المشرق، فمشرقنا هو مزيج ثقافات والتقاء حضارات ومهد الديانات السماوية، وهو نموذج فريد للغنى الروحي والثقافي والمعرفي، وضرب أي مكون من مكوناته هو ضرب له ولفرادته». وأضاف «الخطر الأكبر الذي يواجه عالمنا اليوم ومنطقتنا بشكل خاص هو نزعة التطرف التي تغذي الإرهاب وتتغذى بدورها منه، وخطورتها أنها عدوى فكرية، تنتقل وتنتشر بسرعة خصوصا مع وسائل التواصل الاجتماعي، مستغلة الجهل والفقر والتهميش لزرع أفكار ومعتقدات هدامة وإيجاد بيئة حاضنة للإرهاب». من جهته، أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في كلمته الى أنه «في تعاليم الكنيسة الاجتماعية الخير العام هو توفير مجموع الشروط الحياتية للمواطن وهذا يشمل النواحي الاقتصادية والاجتماعية مع ما تقتضي من عمل»، مؤكدا ان «مبدأ الخير العام ينبع من طبيعة الإنسان وكرامته». ولفت الراعي الى ان «لبنان يفصل الدين عن الدولة ولكنه يحترم كل الأديان ولا يشرع اي شيء مضاد لشريعة الله ويقر مبدأ المشاركة بالمساواة بين المسيحيين والمسلمين في المؤسسات». ورأى الراعي انه «من الافضل عودة النازحين الى وطنهم لينعموا فيه بحقوقهم ومن الواجب حماية لبنان من خطر هذا الوجود المرهق فيما ثلث سكانه تحت حالة الفقر»، مضيفا: «على المجتمع الدولي ان يفصل بين الحل السياسي في سورية وعودة النازحين».

Exit mobile version