لبنان

«الدرون» الإسرائيلية تنتهك الأجواء مجدداً.. وعون: إعلان حرب

بيروت ـ عمر حبنجر الهدف الإسرائيلي الحقيقي من اطلاق الطائرتين المسيرتين «الدرون» في عمق الضاحية الجنوبية مازال قيد التداول والاستنتاج، الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تعامل مع هذا الحدث العدواني على انه محاولة اسرائيلية للعودة بعقارب الساعة الى الوراء، اي الى ما قبل العام 2000، يوم كانت اجواء لبنان وارضه مشاعا لآلة الحرب…

Published

on

بيروت ـ عمر حبنجر الهدف الإسرائيلي الحقيقي من اطلاق الطائرتين المسيرتين «الدرون» في عمق الضاحية الجنوبية مازال قيد التداول والاستنتاج، الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تعامل مع هذا الحدث العدواني على انه محاولة اسرائيلية للعودة بعقارب الساعة الى الوراء، اي الى ما قبل العام 2000، يوم كانت اجواء لبنان وارضه مشاعا لآلة الحرب الاســرائيــليـة، وبالتــالي استنساخا للسيناريو المعتمد ضد الحشد الشعبي في العراق والقواعد الايرانية في سورية، في حين تُصغِّر جهات اخرى حجم الاعتداء الى مستوى عملية امنية لاغتيال نائب سابق في حزب الله، كما ذكرت صحيفة «النهار» البيروتية. وقد تردد اسم النائب السابق عن الحزب عبدالله قصيرة المسؤول في الجهاز الاعلامي ايضا. والواقع الامني ليس اقل خطورة من العبث بـ «قواعد الاشتباك» السائدة منذ يوليو 2006، والأخطر في هذا اعادة فتح الجبهة اللبنانية التي اقفلها القرار الدولي 1701 الذي تتمسك به مختلف القيادات اللبنانية الرسمية مع امتدادات هذه الجبهة في سورية وايران. وفجر امس ورغم تهديد السيد حسن نصرالله، تابعت اسرائيل حملتها الهجومية بإطلاق ثلاثة صواريخ على موقع قوسايا العسكري الذي تشغله الجبهة الشعبية الفلسطينية ـ القيادة العامة التي تحركها دمشق، والواقع على الجانب اللبناني من الحدود ويطل من جهته الشرقية على منطقة الزبداني السورية. وأجمع لبنان الرسمي على ادانة هذا الاعتداء على السيادة اللبنانية، وقال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون امس، إن الاعتداءين الإسرائيليين على الضاحية الجنوبية ببيروت ومنطقة قوسايا على الحدود اللبنانية السورية، «بمنزلة إعلان حرب». وشدد عون، خلال استقباله الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، على أن «لبنان، الذي تقدم بشكوى لمجلس الأمن ردا على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية من بيروت، يحتفظ بحقه في الدفاع عن نفسه». كما باشر رئيس الحكومة سعد الحريري اتصالاته الدولية، وتلقى الحريري اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو حثه فيه على منع التصعيد، فيما اتصل بومبيو برئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، مؤكدا دعم الولايات المتحدة لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها! ومن هنا، كان تركيز السيد نصرالله في خطابه الانذاري على المسؤولين اللبنانيين ان يقولوا للاميركيين المتواصلين معهم اطلبوا من الاسرائيليين ان «يضبوا حالهم»، بمعنى ان يطلبوا من الاسرائيليين وقف هذه الاعمال تجنبا للاسوأ. وسجلت في هذه الاثناء تحركات اسرائيلية مدرعة في موقع السماقة المواجه لبلدة كفرشوبا اللبنانية، في حين غابت الدوريات عن الخط العسكري الممتد من مرتفعات الوزاني حتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا. في حين واصلت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية طلعاتها فوق النبطية ومزارع شبعا مرورا بأجواء صيدا ووصولا الى بيروت وضاحيتها الجنوبية مرة اخرى. مصادر فلسطينية في بيروت استبعدت اي رد من جهتها على قصف موقع قوسايا التابع للقيادة العامة، معتبرا ان الرد الفلسطيني على اي عدوان يأتي من غزة. واعتبر المصدر لـ «الأنباء» ان الهجمات الاسرائيلية المتلاحقة في لبنان وقبله سورية والعراق هدفها عرض عضلات انتخابية من جانب نتنياهو الذي يراهن على الرد عليه كي يحصد الشعبية، لكن وفق معلوماتنا لن يرد عليه أحد. امـــــا علــى الجــانـــب اللبناني فتفسير التصعيد الاسرائيلي مرتبط، الى حد ما، بالانتخابات، معطوفا على اعتياد نتنياهو التصعيد كلما لاحظ ان الطرف الآخر ـ وبالذات الايراني ـ ليس في وارد الحرب كما هو الحال الآن، بدليل الانفتاح الايراني على الاوروبيين، ولقاء محمد جواد ظريف للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على هامش قمة السبعة الكبار. ويقول مصدر متابع لـ «الأنباء» ان هذا يعني ان ايران لا تريد حربا، ولا توافق على اي حرب يتسبب فيها، من لا يستطيع خوض حرب دون مباركتها، لأن مثل هذه الحرب الآن قد تصل اليها، علما ان الحكومة الايرانية اعلنت دعمها حق العراق وسورية وحزب الله في الرد على الهجوم الاسرائيلي، مضيفا ان حزب الله يقرر بشكل مستقل ونحن ندعم اي رد فعل منه. في غضون ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم برئاسة الرئيس الحريري، وسيكون ملف النفايات على طاولته اضافة الى الوضع المستجد. وكان الحريري التقى وزيري الداخلية والدفاع ريا الحسن وإلياس بوصعب، وقبلهما قائد الجيش العماد جوزف عون ومدير المخابرات العميد انطوان منصور، وسيلتقي الرئيس عون سفراء الدول الكبرى والمنظمات الدولية لابلاغهم موقف لبنان من العدوان.

Exit mobile version