اخر الاخبار
من بينهم حاخام يهودي ووزير داخلية عثماني: الأصول المتعددة لبوريس جونسون
Image caption علي كمال بك جد بوريس جونسون التركي ولد بوريس جونسون في 19 يونيو/حزيران عام 1964 في مدينة نيويورك الأمريكية، لذلك كان يحمل الجنسية الأمريكية قبل أن يتنازل عنها، باسم أليكسندر بوريس ديفيفل جونسون، وقد اختار اسم بوريس للتعامل وهو الأمر الذي التزم به أفراد الأسرة والأصدقاء ثم صار الجميع ينادونه به. وقد ولد…
Image caption
علي كمال بك جد بوريس جونسون التركي
ولد بوريس جونسون في 19 يونيو/حزيران عام 1964 في مدينة نيويورك الأمريكية، لذلك كان يحمل الجنسية الأمريكية قبل أن يتنازل عنها، باسم أليكسندر بوريس ديفيفل جونسون، وقد اختار اسم بوريس للتعامل وهو الأمر الذي التزم به أفراد الأسرة والأصدقاء ثم صار الجميع ينادونه به.
وقد ولد بوريس لوالدين بريطانيين هما ستانلي وشارلوت، وكان والده يدرس درجة الماجستير في الاقتصاد الزراعي وقد عمل في البنك العالمي في واشنطن ثم طرد منه. ويقال إنه أراد أن يمازح رؤساءه بكذبة أبريل فاقترح عليهم إقراض مصر 100 مليون دولار لمساعدتها في بناء 3 أهرامات وأبو الهول من أجل مساعدتها على حذب السياح، لكن المزحة لم تعجب أحدا.
وبوريس جونسون ذو خلفيات متنوعة انجليزية مسيحية، وتركية مسلمة، ويهودية شرق أوروبية فجد جده لأمه كان حاخاما أرثوذكسيا ليتوانيا.
لكن ملف الجد التركي بالذات له مكانه في كتب التاريخ، فما هي القصة؟
الجد التركي
ويبدو أن بوريس جونسون ورث عن جده لأبيه التركي علي كمال بك أمرين هما القلم والطموح السياسي، فقد كان الجد صحفيا وشاعرا وروائيا، كما أنه كان سياسيا ليبراليا عمل على النأي ببلاده عن الشرق والتقارب مع الغرب، تماما كما يسعى جونسون للنأي ببلاده عن شرق أوروبا بينما يرنو ببصره صوب الولايات المتحدة غربا.
اقرأ أيضا: من هو بوريس جونسون”الذي ينحدر من أصول تركية”؟
اقرأ أيضا: بوريس جونسون “نسخة من ترامب” وشخصية مثيرة للجدل في الصحافة العربية
اقرأ أيضا: أبرز آراء بوريس جونسون حول السعودية وتركيا وإيران وبعض زعماء العالم
اقرأ أيضا: “أبو الأتراك” الذي تحيي تركيا ذكراه
وربما يتفاخر بوريس جونسون بجده، لكنه بالتأكيد سيعمل على تفادي مصيره، إذ يُنظر إليه في تركيا على أنه إما خائن أو قديس. فلو كان علي كمال ورفاقه ظلوا في السلطة لكانت تركيا تحت الهيمنة البريطانية.
وكان علي كمال، نجل تاجر شموع في اسطنبول، واسمه الأصلي علي رضا. وقد قضى فترة من شبابه خارج البلاد للدراسة في العاصمة الفرنسية باريس، حيث انضم لجماعة من الشباب التركي من الطبقة المتوسطة الذين يسعون لتغيير النظام العثماني. وقد استبعدته الجماعة عندما اكشتفت قيامه سرا بكتابة رسائل للسلطان عبد الحميد الثاني، ثم تفجرت لاحقا فضيحة عندما اكتشفت صحيفة في اسطنبول أنه أرسل لها مقالات لنشرها باسمه، وهو في الحقيقة ترجمها من الصحف الفرنسية.
مصدر الصورة
Getty Images
Image caption
السلطان عبد الحميد
وبعد عودته للدولة العثمانية صار من جلساء السلطان عبد الحميد، ورئيس تحرير صحيفة كانت تعمل ضد القوة السياسية الرئيسية في البلاد حينئذ وهي جمعية الاتحاد والترقي، التي كانت لديها أغلب مقاعد مجلس المبعوثان “البرلمان العثماني” مما أضطره للمغادرة مجددا إلى فرنسا.
وبعد ثلاث سنوات، وصل حزب اتحاد الشعب للسلطة، فصدر عفو عن علي كمال بك وعاد للبلاد، ورأس تحرير صحيفة الرسالة واستأنف نشاطه السياسي. لكن قبل نهاية الحرب العالمية الأولى، استطاع مصطفى كمال أتاتورك وأنصاره السيطرة على تركيا وأعلنوا حالة الطوارئ، فهجر علي كمال السياسة وأغلق صحيفته وبدأ العمل في التجارة.
وعقب نهاية الحرب كانت قوات الحلفاء تتقدم في أنحاء تركيا، فعاد إلى السياسة، وهذه المرة كان مقربا من فيض باشا شقيقة السلطان العثماني محمد الخامس الذي تولى السلطة. وفي عهده صار علي كمال وزيرا للتعليم ثم الداخلية.
اسطنبول وأنقرة
وفي ذلك الوقت، كانت هناك حكومتان في الإمبراطورية العثمانية، الأولى في اسطنبول وهي المعترف بها دوليا لكن تحت سيطرة القوى الأجنبية، والثانية في أنقرة بقيادة أتاتورك ورفاقه.
وسرعان ما اندلعت الحرب بين قوات أتاتورك من جانب، والجيوش البريطانية والفرنسية والإيطالية والنمساوية واليونانية وحلفائهم.
وكان علي كمال بك على رأس المعسكر المطالب بالحفاظ على الملكية الدستورية تحت الإشراف البريطاني، وطالب بدولة عثمانية متعددة الثقافات والقوميات، وأدان بوضوح ما تعرض له الأرمن.
كذلك كان يطالب بتأكيد الاتفاقات التي تم التوصل لها مع الحلفاء، والتي تتمزق بمقتضاها الإمبراطورية العثمانية، وكان حجم تركيا في تلك المعاهدات أقل كثيرا مما عليه الوضع حاليا.
Image caption
علي كمال وزوجته الأولى وينفريد باران وهي إنجليزية من أب سويسري
وخاضت القوات الوطنية بقيادة أتاتورك الحرب لمدة أربع سنوات ضد القوات الأجنبية، حتى سيطرت جغرافيا على تركيا الحالية. وفي الأشهر الأخيرة من الحرب، انهارت حكومة اسطنبول وفر أعضاؤها واحدا وراء الآخر.
وفي ذلك الوقت، اختُطف علي كمال بك من عند الحلاق، وانهال عليه مجموعة من الجنود بالهراوات والمطارق ليحطموا جسده ويلقى حتفه في 6 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1922.
وتزوج علي كمال بك مرتين.. الأولى من وينفريد باران، وهي إنجليزية من أب سويسري. وأنجب منها عثمان وسلمى اللذان لم يريا والدهما منذ عودته لتركيا. وقد غيّر عثمان اسمه إلى ويلفريد واختار اسم جدته لأمه لقبا له – وهو جونسون – وصار إنجليزيا وتزوج بإيرين وليامز، وكان والدها بريطانيا وأمها أميرة ألمانية. وقد أنجبا ستانلي والد بوريس جونسون.
وكانت الزيجة الثانية لعلي كمال بك من صبيحة، ابنة زكي باشا أحد الوزراء العثمانيين. وأنجب ابنا حمل اسم زكي، والذي أنجب بدوره ابنا اسمه سليم، عمل بالسلك الدبلوماسي وكان سفيرا لتركيا في السويد وكوريا الجنوبية.