اخبار الرياضة
رأي: لماذا طغت شهرة محمد صلاح على من سبقوه؟
هذا المقال بقلم عبيدة نفاع، محرر الشؤون الرياضية بموقع CNN بالعربية ولا يعكس بالضرورة رأي أو توجهات الشبكة. لم يكن كثيرون يتوقعون أن يحصد اللاعب المصري محمد صلاح هذه الشعبية الجارفة حول العالم، لينتهي به المطاف ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم بعام 2019 بتصنيف مجلة “Time” الأمريكية، لكن “الفرعون المصري” غير المفاهيم وقلب…
هذا المقال بقلم عبيدة نفاع، محرر الشؤون الرياضية بموقع CNN بالعربية ولا يعكس بالضرورة رأي أو توجهات الشبكة. لم يكن كثيرون يتوقعون أن يحصد اللاعب المصري محمد صلاح هذه الشعبية الجارفة حول العالم، لينتهي به المطاف ضمن قائمة أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم بعام 2019 بتصنيف مجلة “Time” الأمريكية، لكن “الفرعون المصري” غير المفاهيم وقلب التوقعات خلال العامين الماضيين، ليتفوق على جميع من سبقه من اللاعبين العرب عبر التاريخ، فما هي أسباب توهج صلاح بهذه السرعة القياسية وتفوقه على نظرائه من المحترفين العرب؟ رابح ماجر ومصطفى حاجي وأحمد حسام ميدو، وغيرهم، كل هذه الأسماء لمعت في سماء أوروبا على مدى العقود الماضية، إلا أنها ورغم موهبتها الكبيرة لم تحقق الشهرة الجارفة التي حققها صلاح خلال العامين الماضيين، رغم معانقتها لأكبر الأمجاد في عالم كرة القدم. الفرعون المصري، ومنذ قدومه إلى ليفربول في موسم 2017/2018، بدأ بتسجيل اسمه في كتب التاريخ يوما بعد آخر، فمنذ المباراة الأولى أمام واتفورد استبشرت جماهير “الريدز” خيرا بالهدف الأول للنجم المصري في صفوف فريقها. مباراة تلو أخرى وجولة بعد جولة بدأت الأرقام تتحطم بأقدام صلاح، فازداد الإعجاب واتسعت الشهرة حتى وصلت إلى معظم دول العالم، أهداف فابتسامات فأغنيات من المدرجات تهتف باسم ابن القرية الصغيرة في ريف مصر، نجريج. ورغم أنه لم يحقق الألقاب الجماعية مع ليفربول بعد، إلا أن شهرته فاقت شهرة من حققوا لقب دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي من اللاعبين العرب، الذين كانوا رموزا لأبناء بلدانهم في عهودهم. صلاح، وبفضل سلوكه داخل الملعب وخارجه وسعيه الدائم لتطوير نفسه والتركيز على لعب كرة القدم، جذب اهتمام الصحف العالمية فبات معشوقها الأول ومادتها الرئيسية في كثير من الأوقات، وذلك لما جعلها تجني من عائدات نظرا لشعبيته الجارفة، والأمر نفسه ينطبق على شركات التسويق والإعلان. سببان رئيسيان ميزا النجم المصري عمن سبقوه، تألقه على أرضية الملعب وخارجه مع فريق بحجم وسمعة وشعبية ليفربول، واستمراريته، فكثير من اللاعبين العرب قدموا موسما جيدا ثم بدأوا بالتراجع حتى انتهت مسيرتهم دون أن يذكرهم أحد رغم أنهم لا يقلون موهبة عن صلاح. أما السبب الذي قد لا يقل أهمية عن سابقيه، فهو اتفاق وتوحد الشعب المصري بأعداده التي فاقت الـ100 مليون نسمة على حب صلاح، إذ لا يكاد يختلف مصريان على حبهما لصلاح واعتباره قدوة للأجيال القادمة. محمد صلاح، الرجل الذي أصبح ضمن قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، لا يقتصر دوره على تسجيل الأهداف ونشر البهجة بين المتابعين بل أصبح رمزا يرى كثيرون أنه ساهم في تغيير صورة العرب والمسلمين في أوروبا، في ظل تنامي التطرف والإرهاب في الكثير من بقاع الأرض. لن يتسع هذا المقال أو غيره لذكر كل ما قام به النجم المصري خلال السنوات الماضية من تأثير إيجابي على المجتمعات العربية، لكن الجملة التي لا يمكن أن ينتهي هذا المقال إلا بها ستكون دائما: “محمد صلاح، أكثر من مجرد لاعب”.