أخبار متفرقة

لا لزواج الأطفال!

ها ان حكومة ماليزيا الجديدة بقيادة رئيس الوزراء ماهاتير محمد، المنتخبة في مايو الماضي، تقول لا لزواج الأطفال. فقد أصدرت الحكومة مذكرة موّجهة الى سلطات المحافظات المحليّة (ماليزيا دولة فيدراليّة) تحدد فيها ان العمر الأدنى للزواج هو ١٨ سنة، وذلك للمواطنين المُسلمين وغير المُسلمين، دون استثناء. وتجدر الإشارة الى ان العمر المحدد سابقاً كان ١٨ سنة إلا…

Published

on

ها ان حكومة ماليزيا الجديدة بقيادة رئيس الوزراء ماهاتير محمد، المنتخبة في مايو الماضي، تقول لا لزواج الأطفال. فقد أصدرت الحكومة مذكرة موّجهة الى سلطات المحافظات المحليّة (ماليزيا دولة فيدراليّة) تحدد فيها ان العمر الأدنى للزواج هو ١٨ سنة، وذلك للمواطنين المُسلمين وغير المُسلمين، دون استثناء.

وتجدر الإشارة الى ان العمر المحدد سابقاً كان ١٨ سنة إلا ان القانون كان يسمح باستثناءات. وتحدد الشريعة الإسلاميّة العمر الأدنى للزواج على انه ١٦ سنة مع امكانيّة اللجوء الى المحكمة الإسلاميّة من أجل الحصول على اذن الزواج في سن أبكر.

وشهدت البلاد في العقد الممتد بين العامَين ٢٠٠٧ و٢٠١٧ على ١٥ ألف زواج لأفراد قاصرين ١٠ آلاف منهم بين مسلمين.

ما الذي حفّز رئيس الوزراء؟

كثيرةُ هي العناصر التي دفعت برئيس الوزراء الى اتخاذ القرار ومنها صرخة فتاة شابة تزوجت من رجل عمره ٤١ عاماً، عنده زوجتَين وستة أولاد. وعلّقت ممثلة اليونيسف في البلاد، ماريان كلارك هاتينغ بالقول: “صحيح ان ذلك صادم وغير مقبول” ودعت البرلمان الجديد الى تغيير القانون. كما وأرست فتوى صادرة في العام ٢٠١٤ عن مجلس الفتوى الوطني حجر الأساس لقرار رئيس الوزراء إذ اعتبر المجلس ان زواج القاصرين ممارسة “غير صحيّة” تتسبب بضرر أكثر من خير خاصةً على مستوى صحة الأطفال ووضعهم النفسي.

وقد يكون أبرز ما حفز الحكومة على إنفاذ مثل هكذا قرار زيارة مقررة الأمم المتحدة الخاصة بشأن الاتجار بالقاصرين ودعارة الأطفال والمواد الإباحيّة، مود دو بوير بوكويشيو، التي قالت بوضوح: “من أجل مساعدة طفلة على الخروج من الفقر، من الواجب تعليمها لا تزويجها.”

وأضافت: “اعرف التعقيد الناجم عن الأنظمة القانونيّة الموازية في ماليزيا، بما في ذلك الفروقات بين القوانين على المستويَين الفدرالي والولايات. غالباً ما يكون زواج الأطفال في ماليزيا ناتج عن الفقر والهيكليات الذكوريّة والأفكار المغلوطة حول الجنس ما قبل الزواج.”

وتجدر الإشارة الى ان في بنغلادش أكبر عدد من زيجات القاصرين في العالم. ففي حين نصف الفتيات في بنغلادش تزوجن قبل عمر الـ١٨ سنة في العام ٢٠١٧، أفادت دراسة أجريت بين العامَين ٢٠١٦ و٢٠١٧ في ١٩ محافظة ان معدل زواج القاصرات دون عمر الـ١٥ سنة تقلص من ٦٢.٨٪ في العام ٢٠١٥ الى ١٠.٧ السنة الماضيّة. لكن تراجع معدل زيجات القاصرين دون ١٨ سنة بطيء جداً فلم ينحدر إلا من ٦٢.٨٪ في العام ٢٠١٥ الى ٥٩.٧٪ في العام ٢٠١٦

المخاطر المتعلقة بالزواج المبكر

يُعتبر الزواج المبكر انتهاكاً لحقوق الأطفال إذ يُجبرهم على ترك المدرسة وعنده أيضاً أثر سلبي على صحة الفتيات اللواتي هن “أكثر ضعفاً وأكثر عرضة للعنف والاعتداء الجنسي”. كما وان الحمل والإنجاب هما السببان الأساسيان لموت الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين ١٥ و١٩ عاماً.

وتشير الاحصاءات الى ان أطفال الأمهات المراهقات عرضة مرّة ونصف مرّة أكثر للموت خلال الشهر الإوّل من الحياة بالمقارنة مع أولاد يولدن لأمهات تتراوح أعمارهن بين ٢٠ و٢٩ سنة. والأمر سيّان بالنسبة لأطفال أمهات لم يتلقيّن أي نوع من التعليم فهم ٢،٦ مرّة أكثر عرضة للموت قبل بلوغ الخامسة بالمقارنة مع أمهات تلقيّن تعليماً ثانوياً أو عالٍ.

 

الرجاء الحفاظ على مصدر المقال في حال نقله

Exit mobile version