أخبار متفرقة

صوت نبويّ في القرن الحادي والعشرين

Pope Francis greets Sheikh Ahmed el-Tayeb, the grand imam of Egypt’s Al-Azhar, Monday, Feb. 4, 2019. روما/ أليتيا (aleteia.org/ar) في الرابع من فبرايو/ شباط 2019 دوّى في شبه الجزيرة العربيّة صوتٌ نبويّ؛لا، لا يظنّن أحدٌ بأنّي كافر، لأنّي لست أبشّر بنبيّ جديد، ولست ممّن يدّعون النبوءة، إنّما تعمّدت إستعمال هذه العبارة لأنّها ذات دلالات عميقة، بخاصّة…

Published

on

Pope Francis greets Sheikh Ahmed el-Tayeb, the grand imam of Egypt’s Al-Azhar, Monday, Feb. 4, 2019.

روما/ أليتيا (aleteia.org/ar) في الرابع من فبرايو/ شباط 2019 دوّى في شبه الجزيرة العربيّة صوتٌ نبويّ؛
لا، لا يظنّن أحدٌ بأنّي كافر، لأنّي لست أبشّر بنبيّ جديد، ولست ممّن يدّعون النبوءة، إنّما تعمّدت إستعمال هذه العبارة لأنّها ذات دلالات عميقة، بخاصّة في اللاهوت المسيحيّ: فللمؤتمن على رعاية شعب الله دورٌ نبويٌّ تعليميّ، عليه من خلاله أن يذكّر رعاياه بأهميّة مشيئة الله وضرورة العمل بها.

ولعلّ أبلغ ما يعبّر عن ماهيّة الصوت النبويّ، وعن المسؤليّة الّتي تقع على ناقله وعلى متلقّيه، نجده  في كلام الربّ إلى النبيّ حزقيال (3 / 17-21 ): “يا ا‏بنَ البشَرِ، جعَلتُكَ رقيـبا على بـيتِ إسرائيلَ، فا‏سمَعْ كلامي وأنذِرْهُم عنِّي .فإنْ قُلتُ أنا للشِّرِّيرِ: موتا تموتُ، وما أنذرتَهُ أنتَ ولا نَبَّهتَهُ حتّى يُغيِّرَ طريقَهُ ليـبقى حيًّا، فذلِكَ الشِّرِّيرُ يموتُ في إثمِهِ، لكنْ أُطالبُكَ أنتَ بِدَمِهِ. أمَّا إذا أنذَرتَ الشِّرِّيرَ وما تابَ مِنْ شَرِّهِ ومِنْ طَريقِهِ الرَّديءِ، فهوَ يموتُ في إثمِهِ، لكنَّكَ تكونُ خَلَّصتَ نفْسَكَ. وإذا رجَعَ البارُّ عَنْ بِرِّهِ وا‏رتكَبَ إثما فأنا أرميهِ في الخطرِ فيموتُ. لأنَّكَ لم تُنذِرْهُ يموتُ في خطيئتِهِ وأنا لا أذكُرُ ما عَمِلَهُ مِن البِرِّ، لكنِّي أطالِبُكَ أنتَ بِدَمِهِ أمَّا إذا أنذَرتَ البارَّ أنْ لا يَخطَأَ وما أخطأَ، فهوَ يحيا لأنَّكَ أنذَرتَهُ، وأنتَ تكونُ خلَّصتَ نفْسَكَ”.

في الواقع، إن هذه الوثيقة تنطلق من الإيمان بالله، نقرأ في مقدّمتها : ” يحملُ الإيمانُ المؤمنَ على أن يَرَى في الآخَر أخًا له، عليه أن يُؤازرَه ويُحبَّه. وانطلاقًا من الإيمان بالله الذي خَلَقَ الناسَ جميعًا وخَلَقَ الكونَ والخلائقَ وساوَى بينَهم برحمتِه”. من الطيبعيّ بالتالي أن يتوخّى كاتبها، لا بل كتّابها التذكير بمشيئة الله. فهم جميعهم – وعلى  رأسههم قداسة البابا فرنسيس، وفضيلة شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب – مؤتمنين على رعاية شعب الله.

من الواضح أن كلًّا منهم قام بذلك إنطلاقًا من موقعه، إن في المسيحيّة وإن في الإسلام، مستلهمين معًا القيم المشتركة بين الديانتين، وهي ليست بقليلة: الأخوّة الإنسانيّة، المساواة بين البشر، الخير، المحبّة، السلام، …….

فمسؤولو الديانتين يتوخّون من ذلك أن يؤدّوا دورهم النبويّ وأن يذكّروا رعاياهم بأنّ عيش هذه القيم جزء لا يتجزّأ من تتميم مشيئة الله، وبالتالي جزء من إيمانهم. لقد قاموا بدورهم كمنذرين، وأوضحوا مشيئة الله، عبر وثيقةٍ / صوت نبويّ، لكنّه يبقى على السامع أن يتلقّى هذا الصوت النبويّ، ويعمل به.

 

العودة إلى الصفحة الرئيسية

Exit mobile version