أخبار متفرقة

شرح الرموز الغريبة في قلب يسوع الأقدس. ما معنى النيران وأشعة النور والأسهم وإكليل الشوك والصليب؟

أمريكا/أليتيا(aleteia.org/ar)إن القلب الأقدس من أكثر الصور الكاثوليكيّة انتشاراً وعبادةً لكن رمزيتها قد تكون غريبة بعض الشيء. ومع احتفالنا بقلب يسوع هذا الشهر فلنركز على معنى مكونات هذه الصورة.   النيران. يُذكرنا القلب الأقدس بآلام المسيح على الصليب وعادةً ما نجد اكليل الشوك والصليب فوق القلب والجرح الناتج عن شك الرمح في جنب يسوع. لكن لماذا دائماً ما يُصوّر…

Published

on

أمريكا/أليتيا(aleteia.org/ar)إن القلب الأقدس من أكثر الصور الكاثوليكيّة انتشاراً وعبادةً لكن رمزيتها قد تكون غريبة بعض الشيء. ومع احتفالنا بقلب يسوع هذا الشهر فلنركز على معنى مكونات هذه الصورة.

 

النيران. يُذكرنا القلب الأقدس بآلام المسيح على الصليب وعادةً ما نجد اكليل الشوك والصليب فوق القلب والجرح الناتج عن شك الرمح في جنب يسوع. لكن لماذا دائماً ما يُصوّر قلب يسوع وكأنه يحترق؟ فهذا ودون أدنى شك لم يحصل لحظة الصلب.

 

ثلاثة أسباب تعلل ذلك. أولاً، علينا ان نتذكر ان بذل يسوع لذاته على الصليب كانت اللحظة التي جسدت اتمام كلّ تضحيات العهد القديم. ويتضمن ذلك الذبائح المحروقة التي كانت أسمى أشكال التضحيات المقدمة في اسرائيل القديمة بحسب الموسوعة اليهوديّة. ومن أولى أشكال هذه التضحيات كانت ما قرر ابراهيم القيام به مع اسحاق وبالتالي الخشب الذي كان ابنه قد جمعه مسبقاً.

ثانياً، دائماً ما يُربط النار بجوهر الألوهيّة في العهد القديم. فلنفكر بالأعشاب المحترقة التي تحدثت مع موسى وسحابة النار التي استقرت على سيناء والنيران الآتيّة من فوق والتي امتصت ذبيحة ايليا. ويتماشى هذا التفسير مع ما رواه الإنجيل عن حادثة الصلب حيث ان طعن جنب يسوع كشف عن قلبه تزامناً مع انشقاق حجاب الهيكل ليكشف قدس الأقداس حيث اللّه موجود.

وأخيراً، صورة النيران المرتبطة بالقلب ترمز الى محبة يسوع المُتقدة لنا. وكانت الصورة الفرنسيّة للقلب الأقدس التي ترقى الى القرن التاسع عشر تُظهر العبارة التاليّة فوق القلب: “هذا هو القلب الذي لطالما أحب البشر”. وهذا ما يرويه الإنجيل وحصل مع التلاميذ وهم في طريقهم الى عماوس حيث أدركوا ان قلوبهم “تحترق” بعد لقائهم بيسوع.

 

أشعة النور. فلننظر بتمعن أكثر في صورة القلب الأقدس. فهناك أمر آخر يحده إضافةً الى النيران. أشعة النور. في يوحنا ٨: ١٢، يعلن يسوع انه نور العالم. وفي سفر الرؤيا ٢١: ٢٣، يُذكر ان في أرشليم الجديدة وفي نهاية الأزمنة لن يكون هناك نور منبعث من الشمس أو القمر لأن حمل اللّه – أي المسيح – سيكون مصدر النور. إن النور مثل النار هو رمز الألوهيّة. فلنتذكر النور القوي الذي رآه بولس على طريق دمشق. يسوع هو نور العالم وهو الذي ينيرنا لأنه نقل اللّه لنا. يشكل القلب الأقدس ذروة الوحي الإلهي الذي أظهر لنا عمق محبة اللّه لنا.

 

الأسهم. نرى في بعض الأحيان قلب يسوع مُرفق بأسهم. هذا العنصر لا نجده في الإنجيل ومن التفسيرات الممكنة ان الأسهم ترمز الى الخطيئة. وهذا ما قاله الرب في ظهور خاص للقديس ماري للقديس بطرس. وقد تُذكرنا الأسهم باستعارة رومانيّة قديمة عن الحب إذ بحسب اسطورة قديمة، كان الإله كيوبيد يرمي سهاماً تخترق قلب الأحباب.

 

اكليل الشوك. بعكس الأسهم، يتحدث الإنجيل عن اكليل الشوك. وفي الصور التقليديّة، يُحيط اكليل الشوك بالقلب المقدس في حين يشير الكتاب الى ان الاكليل وُضع على رأس يسوع.لكن احدى التفسيرات التقليديّة تشير الى التالي: “رأوا الإكليل ينتقل من رأسه الى قلبه وشعروا بأن الشوك لطالما غرز في القلب وفهموا ان الآلام هي صلب القلب.” أي وبكلمات أخرى، لف الاكليل حول القلب يؤكد ان يسوع شعر بعمق قلبه بجراحه.

 

بالإضافة الى ذلك، بعد القيامة اصبح اكليل الشوك اكليل انتصار وقال لنا يسوع ان المؤمنين المنتصرين على الخطيئة والشيطان يحصلون على “اكليل الحياة”.

وأخيراً، وبحسب القديسة مارغريت ماري ألاكوك، الراهبة الفرنسيّة التي ساهمت بإطلاق عبادة القلب الأقدس فالأشواك ترمز الى خطايا الناس بالتي تنخر في قلب يسوع. وكتبت عن الظهور الذي رأته قائلةً: “رأيت القلب المقدس على شكل اكليل من النار، اكثر وهجاً من الشمس وشفافاً من البلور. كان محاطاً باكليل من الشوك الذي يعني العذاب الذي تسببت به ذنوبنا.”

 

الصليب. يبدو الصليب مغروزاً في القلب وكما تقول القديسة مارغزيت – ذلك للإشارة الى ان كلّ حقيقة الصلب تكتنز معناها من – ولا يمكن فهمها دون – قلب يسوع. فالقلب هو الذي دائماً ما حمل ثقل الصليب وقلب يسوع وهو ما يعطي لصليبنا اليوم كلّ المعنى.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية 

Exit mobile version