أخبار متفرقة

شجرة التفاح في لبنان “مارونية” …وين الدولة؟

لبنان/ أليتيا (aleteia.org/ar) اعتاش الماروني في لبنان من الأرض، وكانت شجرة التفّاح وما زالت مصدر رزق لكثيرين، علّمت تلاميذ الطائفة في لبنان وخارجه، ومن لديه حقل تفّاح كبير يعتبر نفسه صاحب ثروة. صحيح هذا القول “لي بينام عل أرض ما بيوقع”، بمعنى آخر، من لديه عقارات كبيرة لا يمكن أن يفتقر، والمحافظة على الأرض ضرورة في…

Published

on

لبنان/ أليتيا (aleteia.org/ar) اعتاش الماروني في لبنان من الأرض، وكانت شجرة التفّاح وما زالت مصدر رزق لكثيرين، علّمت تلاميذ الطائفة في لبنان وخارجه، ومن لديه حقل تفّاح كبير يعتبر نفسه صاحب ثروة.

صحيح هذا القول “لي بينام عل أرض ما بيوقع”، بمعنى آخر، من لديه عقارات كبيرة لا يمكن أن يفتقر، والمحافظة على الأرض ضرورة في وطن صغير يخاف فيه المسيحيون على وجودهم.

يعاني مسيحيو لبنان اليوم من كثرة اللاجئين الذي يهددون لقمة العيش، ولطالما رفعت بكركي الصوت طالبة بعودة آمنة للاجئين الى بلدانهم. المشكلة ليست فقط سياسية أو أمنية، المشكلة أنّ اللاجئين سيما السوريين منهم يفضّلون بمعظمهم لبنان على سوريا لأنه مورد رزقهم، فيه يعملون ويعتاشون.

حافظ المسيحي في لبنان على أرضه، وعندما ارتفعت أسعار العقارات، بدأ البعض منهم ببيع عقاراته، البعض استخدم المال للهجرة أو التخصص خارجاً، البعض الآخر لـ”طقّ الحنك”.

تبقى الكنيسة في لبنان المالك الأكبر للأراضي، وبحفاظها على هذه الأرض، تحافظ على الوجود المسيحي في بلد صغير يعاني من مشكلة اقتصادية كبيرة.

وبالعودة الى شجرة التفاح، زراعتها تواجه عوامل المناخ التي قد تقضي على الزهور في فصل الربيع، ناهيك عن تصدير التفاح حيث ما زالت الدولة “مقصّرة” تجاه تصريف انتاج التفاح.

في الخمسينيات، وفي عهد الرئيس كميل شمعون، رفضت الولايات المتحدة الاميركية استيراد موسم التفاح من لبنان. فما كان من شمعون الاّ ان استدعى السفير السوفياتي في بيروت، ملمّحاً إلى إمكان شراء لبنان أسلحة سوفياتية. وكان ذلك في عزّ الحرب الباردة بين اميركا والاتحاد السوفياتي. خطوة، اجبرت الاميركيين على شراء موسم التفاح بأكمله ودفع ثمنه كاملا، ورميه في البحر.

وبعيداً عن تلك الحادثة وعمل بعض السياسيين على تصريف انتاج التفاح، وهذه واجباتهم تجاه الذين انتخبوهم، يسأل البعض لماذا لا يقوم الماروني في لبنان بقفزة نوعية، وهذه القفزة تكون بتغيير نمط الموارنة في الصمود. بمعنى آخر، وكي لا يستعمل البعض التفاحة عامل ضغط على الموارنة ورزقهم، على الشباب الماروني الاهتمام بالارض طبعاً، لكن لا بد من تغيير جذري في الاتكال على التفاحة فقط، وتطوير أفكار جديدة تساعد على الصمود وانماء القرى.

عرفت ايرلندا أنها دولة صغيرة واقتصادها ضعيف يعتمد على تربية المواشي، فقامت الدولة وبخطة ناجحة ومنذ سنوات، بتوجيه شبابها الى الاستثمار في عالم التكنولوجيا والانترنت، فأصبح “الدماغ” الايرلندي مطلوباً من شركات التكنولوجيا والانترنت، وأصبح الشباب وهو في بيته يعتاش من وظيفة محترمة جديدة، في الوقت نفسه يهتم بما تركه الأجداد من مراعٍ وأغنام.

في بشرّي مثلاً، المعروف أنّ هناك مجموعة من الشباب الماروني تعيش في قريتها، وتعمل من منزلها لصالح شركات البرمجمة والتكنولوجيا الحديثة العالمية، وهذه الخطوة يجب أن تعمّم على الشباب الماروني في لبنان.

فبدل أن نبكي كل عام على عدم تصدير التفاح، على شبابنا أن يعمل في مجال التكنولوجيا والبرمجة والانترنت من منزله في القرية، فيبقى بذلك مقيماً في قريته، ينمّي اقتصادها، يحافظ على وجوده، ولا يعتمد على التفاحة فقط في تأمين لقمة عيشه ويصبح حراً من براثن الاقطاع السياسي في لبنان.

إنها رسالة من ماروني مغترب الى أهله في لبنان، علّنا نبدأ بثورة اصلاح ذاتية ووعي لحاضرنا ومستقبلنا.

 

العودة إلى الصفحة الرئيسية

 

Exit mobile version