أخبار متفرقة

الممثل التركي بوراك أوزجفيت يفضح الشعب اللبناني

بينما كنت أحتفل بعيد استقلال الولايات المتحدة الامريكية وأراقب ملايين البشر تزحف للاستماع الى كلمة الرئيس ترامب في واشنطن تحت المطر، لفتني خبر الاستقبال الحافل للممثل التركي بوراك أوزجفيت الذي وصل لبنان لافتتاح أحد المراكز التجارية في بيروت لماركة ثياب هو وجهها الاعلاني، وسرت أخبار أنه طالب ب 150 الف دولار للترويج للمركز التجاري في بيروت، وعاد…

Published

on

بينما كنت أحتفل بعيد استقلال الولايات المتحدة الامريكية وأراقب ملايين البشر تزحف للاستماع الى كلمة الرئيس ترامب في واشنطن تحت المطر، لفتني خبر الاستقبال الحافل للممثل التركي بوراك أوزجفيت الذي وصل لبنان لافتتاح أحد المراكز التجارية في بيروت لماركة ثياب هو وجهها الاعلاني، وسرت أخبار أنه طالب ب 150 الف دولار للترويج للمركز التجاري في بيروت، وعاد وقبل بمبلغ 50 ألف، ورغب بأن تكون سيارته التي سيتنقل فيها في لبنان من نوع لومبرغيني.

القصة هي انّه وفور وصوله الى مطار بيروت الدولي، استقبله ما يزيد عن اربعة آلاف شخص، وكادت بعض السيدات يغمى عليهن.

بمحبة، أنا لم اشاهد مسلسلاً تركياً من قبل، وأعجب من شعب مات نصفه بسبب تركيا العثمانية، وهو اليوم يعشق النرجيلة للموت، يسافر الى تركيا ويدفع مئات الدولارات ويشتم وطنه، ويستقبل ممثلاً لا اعرف من يكون ولا شك هو ابن بيئة لا تريد الاعتراف بالمجازر التي اقترفها أجدادها بحق المسيحيين والمسلميين وهم بالملايين، بيئة موّلت داعش وأخواتها، وهذا الممثل العظيم، اشترط ايضاً حماية امنية من حزب سياسي في لبنان.

لا أريد أن يعتبرني البعض عنصرياً بحق الاتراك، فايماني المسيحي يفرض عليّ محبة الأعداء كما قال يسوع “احبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم”، ولكن أردت بسردي الصغير في الأسطر السابقة أن اسأل الشعب اللبناني، أو بعضاً من الشعب الذي أنتمي اليه، ما بالكم تتظاهرون لاستقبال شخص مهما علا شأنه، ولا تتظاهرون من أجل لقمة عيش أولادكم؟

لست أوّل من علّق عن هذا الأمر، بل كثيرين من النقّاد كتبوا وتساءلوا ولا جواب.

ولكن، وأنا بعيد واقف وسط آلاف الأمريكيين أحتفل معهم بذكرى استقلال بلادهم، أتت هذه الحادثة في لبنان لتؤكّد انّنا بحاجة الى مئات السنين الضوئية لنبني وطناً، ولا يحق لنا بعد اليوم لوم السياسيين الذين يعملون لصالح دول أجنبية، هذا لأنّ هناك من تصيبه الغيبوبة اذا رأى ممثلاً تركياً في الوقت الذي لم يحرّك ساكناً اذا مات طفل على الطريق بسبب الفقر والجوع أو النفايات.

لبنان، اشتقت اليك كثيراً، الى جمالك الذي لا يضاهى، الى كنائسك وجوامعك، الى ختيار الضيعة وراهبة المدرسة، ولكن ماذا بقي منك؟ لماذا وصلنا الى هذا الانحطاط؟ هل سئم الرب منّا أم نحن تركنا الله؟ على الارجح كلما ابتعد شعب عن الله زاد فيه أهل السوء وتركوا الفقر يأكلهم لاخذ صورة مع زعيم أم ممثل أم صنم.

Exit mobile version