أخبار الشرق الأوسط

مقارنة بين مواقف الجيوش العربية من “الربيع العربي”

اختلفت الطرق التي تعاملت بها الجيوش العربية مع ما يُعرف بـ”الربيع العربي” والذي امتد منذ عام 2011 وحتى عام 2019، بدأ بتونس ليصل إلى السودان مؤخرا، نستعرض المواقف التي اتخذتها الجيوش العربية خلال الثورات التي شهدتها تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والسودان والجزائر. نرصد لكم في هذا التقرير مقارنة بين مواقف الجوش العربية في تلك…

Published

on

اختلفت الطرق التي تعاملت بها الجيوش العربية مع ما يُعرف بـ”الربيع العربي” والذي امتد منذ عام 2011 وحتى عام 2019، بدأ بتونس ليصل إلى السودان مؤخرا، نستعرض المواقف التي اتخذتها الجيوش العربية خلال الثورات التي شهدتها تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والسودان والجزائر. نرصد لكم في هذا التقرير مقارنة بين مواقف الجوش العربية في تلك البلدان بداية في تونس، حيث رفض الجيش إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ما دفع بن علي لإعفاء قائد الجيش، رشيد بن عمار، قبل وقت قصير من هروبه وتشير معلومات غير رسمية إلى أن الجيش ساهم بشكل كبير في تنحية بن علي. أما مصر فقد اختار جيشها الوقوف إلى جانب الشعب إبان ثورة يناير، ولم تحدث صدامات تذكر بين القوات المسلحة والمحتجين المطالبين بإسقاط نظام مبارك، كما أن القوات المسلحة قادت المرحلة الانتقالية في مصر بعد رحيل مبارك. وفي ليبيا وقفت القوات المسلحة في ذلك البلد بداية الثورة إلى جانب نظام معمر القذافي لكن انقساما حدث بعدها، إثر انشقاق عدد من الضباط وتكوينهم مجموعات مسلحة ساهمت في إسقاط القذافي. وبالنسبة لسوريا، هذا البلد الذي لازال يعاني آثار سبع سنوات عجاف من الحرب والدمار، وقف الجيش السوري إلى جانب نظام بشار الأسد، وكان الضامن الرئيس لبقاء الأسد بالحكم بمساعدة إيران وروسيا والقوات الرديفة، واستخدم الجيش السوري وسائل عدة في التصدي للمحتجين في البداية ثم فصائل المعارضة المسلحة لاحقا، ومنها القصف الجوي والمدفعي ما خلف مئات آلاف القتلى بين مدنيين ومسلحين في الحرب السورية. وفي اليمن التزم الجيش في بداية الثورة بحماية حكم علي عبدالله صالح، لكن بعد تنحي صالح حدث انقسام في صفوف الجيش، إذ تبعه عدد من ألوية الحرس الجمهوري بعد تحالفه مع الحوثيين في حين بقي قسم آخر من القوات المسلحة تحت إمرة الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي. الجزائر، هذا البلد الذي شهد مؤخراً تغيرات سياسية تاريخية تمخض عنها تنحي عبد العزيز بوتفليقة عن سدة الحكم، التزم جيشه الحياد في بداية الثورة ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة لكنه اختار لاحقا الوقوف إلى جانب المحتجين ولم يقابل الاحتجاجات بالرصاص بل ساهم في تسريع تنحي بوتفليقة وفقا للمادة 102 من الدستور الجزائري. آخر تلك البلدان كان السودان، إذ لم يكن موقف الجيش السوداني جلياً من الثورة ضد حكم البشير بل كان يرى البعض أنه يميل لحماية نظام الرئيس الأسبق ولكن المعطيات انقلبت في 6 إبريل/ نيسان حين توسطت آليات تابعة للجيش الاحتجاجات أمام مقر القوات المسلحة يتولى الجيش في السودان قيادة المرحلة الانتقالية بعد تنحية البشير واعتقاله.

Exit mobile version