أخبار مباشرة
وزير التربية: التعددية اللغويّة في لبنان تراجعت؟
رعى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي حفل إطلاق المبادرة الفرنكوفونية لتدريب الاساتذة من بعد (FADEM) الموجهة إلى معلمي اللغة الفرنسية، والذي أقيم في قاعة المسرح في وزارة التربية، في حضور مدير التعليم الأساسي جورج داوود، مديرة الإرشاد والتوجيه الدكتورة هيلدا الخوري، مديرة مكتب الوزير رمزة جابر، المستشارة في السفارة الفرنسية لشؤون التعاون الثقافي سابين سورتينو، مستشار الوزير الحلبي لشؤون التعليم العالي الدكتور نادر حديفة، المستشار الإعلامي ألبير شمعون، ورؤساء الوحدات في الوزارة والمركز التربوي ومديري دور المعلمين والمعلمات ومراكز التدريب والمسؤولين في جهاز الإرشاد والتوجيه.
بعد النشيد الوطني وترحيب من المسؤولة في الوكالة الجامعية الفرنكوفونية ميراند خلف، تحدثت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق فقالت: “نجتمع اليوم لإطلاق المبادرة الفرنكوفونية لتدريب المعلمين من بعد، الموجهة إلى معلمي اللغة الفرنسية من الأول إلى الرابع الأساسي”.
اضافت: “إن رقمنة الكتيبات التي نحتفل بإطلاقها اليوم، تجسد طموح ورسالة المركز التربوي للبحوث والإنماء لتوفير تدريب عالي الجودة لأعضاء هيئة التدريس، ليكونوا إلى جانبهم ودعمهم في البناء التدريجي لمهاراتهم”.
واشارت الى انه “تم تصميم نموذج التدريب لتعزيز التعلم الذاتي، مدعومًا بمراقبة المدربين المصرح لهم بتنظيم مجموعات من بعد عن طريق كتيب ودعم المجموعات التي يتحملون مسؤوليتها على التوالي من خلال لعب دور الميسرين ولكن أيضًا دور الوسطاء، مما يؤدي إلى تبلور ظاهرة التعلم مع ومن خلال الأقران. وأود أن أضيف هنا أن تجربة كتيبات IFADEM دفعت المركز التربوي إلى إعطاء مجال أكبر للتدريب المختلط: وتتبع وحدات أخرى، وأذكر كمثال CRDPro الذي يوسع إطار IFADEM لمعلمي الحلقة الثالثة”.
واوضحت ان “هذه المبادرة، التي تلبي متطلبات الرؤية الجديدة للمناهج والتطوير المهني للمعلمين، رأت النور في البداية بفضل المنظمة الدولية للفرانكفونية والوكالة الجامعية للفرانكفونية، ونتوجه إليهما بالشكر الجزيل. وتتم استضافة الكتيبات الرقمية على منصة IFADEM الدولية. ونحن نشكر بحرارة أصحابها. لذا أدعو مدربينا إلى العمل بالاحترافية والتفاني اللذين أظهراهما دائمًا. وأنا أدعو معلمينا للاستفادة من هذه الفرصة لإيجاد مكان لهم في ممارسة التدريس في القرن الحادي والعشرين والحصول على الاستقلالية تدريجيًا”.
وقال المدير العام للتربية عماد الاشقر: “أود أن أشكر جميع الشركاء الذين وقفوا بجانبنا لإنجاح هذا المشروع الذي كان من المفترض أن يتم إطلاقه منذ فتره، ولكن تم تأجيله بسبب الأوضاع الاستثنانية التي مرّت على وطننا”.
اضاف: “إنّ لبنان من الدول التي لطالما تميزت بالتعددية اللغوية، وبإتقان المتعلمين للغتين أجنبيتين على الأقل إضافة إلى اللغة الأم “اللغة العربية”؛ غير أنه في السنوات الأخيرة لاحظنا من خلال نتائج الامتحانات الرسمية وتقييم مستوى التحصيل الأكاديمي في المدارس الرسمية أن هناك تراجعاً في اكتساب كفايات اللغة الأجنبية؛ لذلك كان من الضروري التعاون مع شركاء لإعادة العمل على تحسين مستوى اللغتين الفرنسية والانكليزية. ومن المعروف بأن لبنان في توأمة دائمة مع دولة فرنسا في ميادين عدة أهمها التربوية والثقافية، وهنا تكمن أهمية مشروع IFADEM؛ هذا المشروع الذي يعدّ جزءاً من مشروع كبير للشرق الأوسط سيتم من خلاله تعزيز الفرنكفونيه وتطوير قدرات ومهارات المعلمين في المدارس الرسمية في لبنان”.
وتابع: “اننا في وزارة التربية والتعليم العالي نواجه عقبات عديدة منها اللوجستي ومنها المادي التي قد تحول دون تنفيذ بعض المهمات الملقاة على عاتقنا، ولكننا نحاول دائماً إيجاد الحلول المناسبة وتحويل كل صعوبة إلى نجاح خصوصاً مع الدعم الدائم الذي نتلقاه من قبل العديد من الدول والمنظمات الصديقة لا سيّما الوكالة الجامعية الفرنكوفونية التي طالما وقفت إلى جانبنا في مختلف المشاريع، وتعطي أهمية خاصة للمدارس الرسمية في لبنان، وتحاول بشتّى الوسائل مد يد العون للمتعلمين والمعلمين لإنجاح العملية التعليمية، ورفع مستوى التحصيل الأكاديمي في المدارس الرسمية”.
واردف: “في الواقع، إن تنفيذ هذا المشروع سينطلق مع بداية العام الدراسي 2023-2024، حيث سيقوم المركز التربوي للبحوث والإنماء بتدريب 1000 معلم من القطاع العام على دفعتين في جميع المناطق اللبنانيه، وسيقوم جهاز الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية من خلال مرشدي اللغة الفرنسية بمتابعه المعلمين في مدارسهم لمساعدتهم ودعمهم على تطبيق ما تدربوا عليه. ويشمل المشروع التدريب على خمسة كتيبات تم إعدادها من قبل مركز الأبحاث والتطوير التربوي (CRDP) ، وهي تعتمد على المقاربة بالكفايات وتركز على تطوير كفايات التواصل باللغة الفرنسية (التعبير الكتابي والتعبير الشفوي، وتعلم القراءة…) والكفايات الخاصة بالمعلم (أخلاقيات المهنة، الإدارة الصفية، والطرق المتبعة لإعداد حصة تربوية، والتقييم والدعم المدرسي)”
وقال: “يعتبر المعلم والمتعلم الفئة المستهدفة من هذا المشروع، إذ يشكلان معاً المحور الأساس في العملية التربوية؛ فمن جهة، يقدم البرنامج للمعلمين طرائق جديدة وسهلة تتناسب مع محتوى مناهجنا اللبنانية وكتبنا الرسمية، ومن جهة أخرى يقدم للمتعلمين أدوات تعلم ممتعة تفتح أمامهم آفاق واسعة وتحثّهم على التحليل وعلى تعلم استعمال اللغة الفرنسية بشكل أفضل وأسرع، وسيكون تطبيق (IFADEM) في صفوف الحلقة الأولى بالإضافة الى الصف الأساسي الرابع. ولا بدّ هنا من التأكيد بأن تنفيذ البرنامج في هذه الصفوف سيشكل منعطفاً مهماً في عالم التربية لأن هذه الصفوف تعتبر أساسا بالنسبة لعملية التعلم، وهي النواة الصلبة التي ينطلق منها المتعلمون نحو الصفوف الأعلى”.
وختم: “نحن على يقين تام بأن هذا المشروع سيشكل نقطة تحوّل في النظام التعليمي في المدارس الرسمية وبشكل خاص في تطوير مهارات اللغة الفرنسية”.
ثم تحدث ممثل المنظمة الدولية للفرنكوفونية ليفون اميرجانيان، فقال: “إنه لمن دواعي سروري أن أشارك في هذا الحفل لإطلاق مبادرة تفعيل المبادرة الفرنكوفونية لتدريب المعلمين من بعد.”
اضاف: “إن تعزيز اللغة الفرنسية والتنوع اللغوي والثقافي، فضلا عن دعم التعليم والتدريب في صميم مهمتها، تعلق المنظمة الدولية للفرانكوفونية أهمية خاصة على إنشاء IFADEM في لبنان”، مشيرا الى ان المنظمة الدولية للفرانكوفونية تساهم، من خلال معهدها الفرنكفوني للتعليم والتدريب، وفي شراكة وثيقة مع الوكالة الجامعية للفرانكوفونية، في الجهود الوطنية الرامية إلى تحسين تدريس اللغة الفرنسية والفرنسية كجزء من هذا المشروع، وتقدم الدعم في مجال التعليم والتدريب، وتحديد الاستراتيجيات الوطنية للتدريب المستمر للمعلمين في المرحلة الابتدائية”.
واكد انه “بعد مرور عام تقريباً على توقيع اتفاقية الشراكة لتطوير IFADEM في لبنان، أنا سعيد بالإطلاق الفعلي لهذا المشروع، الذي تأخر بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية التي ضربت نظام التعليم اللبناني بشدة، من بين أمور أخرى”، وقال: “إن تنفيذ هذه المبادرة هو مثال للتعاون بين السلطات اللبنانية والجهات الفاعلة والمشغلين الناطقين بالفرنسية: لذلك أود أن أحيي بحرارة وأشكر بحرارة الوزير وفريق وزارة التربية والتعليم وكذلك رئيسة المركز التربوي وفريقها، على عملهم الرائع والجهود المبذولة في ظروف صعبة للغاية من أجل الإطلاق الفعال في بداية العام الدراسي. أود أيضًا أن أشكر مدير المكتب الإقليمي للوكالة الجامعية للفرنكفونية وفريقه على التعاون والدعم في هذا المشروع، الذي تم إنجازه بصبر وبشكل يومي”.
وختم: “تم إنشاء الممثلية الإقليمية للمنظمة الدولية للفرانكفونية في الشرق الأوسط في بيروت في بداية هذا العام، وبدأت في نشر أنشطتها في لبنان والدول الخاضعة لولايتها. وآمل بصدق أن تعطي هذه المؤسسة زخماً جديداً لجهودنا المشتركة الحالية والمستقبلية، الرامية إلى تعزيز مكانة القيم الفرنسية والفرنكوفونية في لبنان. وأتمنى لهذه المبادرة كل النجاح”.
وقال المدير الإقليمي للوكالة الجامعية للفرنكوفونية جان نويل: “يجب أن يسهم النظام التربوي في تحديث وتكيّف البرامج التدريبية التي يوفرها للطلاب والشباب لتمكينهم من تطوير مهارات التفكير النقدي، والتكيّف مع التغيير، والعيش بطريقة أفضل معاً والتعلّم في شكل مستمر، كما أنه يضمن جودة التعليم ويوفّر للمعلّمين والأساتذة تدريبا أولّيا ومستمرا عالي الجودة. من خلال المبادرة الفرنكوفونية لتدريب الأساتذة من بعد IFADEM تعتزم المنظمة الدولية للفرنكوفونية والوكالة الجامعية للفرنكوفونية المساهمة في تحقيق هذا الهدف”.
اضاف: “يُقال أحياناً أن جودة نظام التعليم تكون بجودة معلّميه، وفي الواقع هذا الأمر يتطلّب المزيد من الدقة ولكن في جميع الأحوال، يشكّل التدريب المستمر للاساتذة وتعزيز قدرات المشرفين التربويين والمدربين، الذين يمثلون الهياكل الوطنية المعنية بتدريب المعلمين، الركيزة الأساسية لتطوير وتحسين مستوى التعليم. ومن واجب الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، وكل الذين يحرصون على مصلحة لبنان، دعم القطاع العام والعمل بمَ يتناسق مع جهود الوزارة”.
واوضح ان برنامج IFADEM يشكل مبادرة فرنكوفونية لدعم لبنان بهدف تطوير التربية وضمان جودة التعليم العام. ويًعتبر البعد الاقليمي لهذه المبادرة التي انتشرت في كافة أنحاء البلاد انجازاً بحد ذاته ويكمن التحدي الحالي في تدريب ألف استاذ لغة فرنسية في المدارس الابتدائية على كافة الأراضي اللبنانية، في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد. وتحرص مبادرة IFADEM إلى مواجهة بعض التحديات التي تفرضها الظروف العامة على المؤسسات التربوية في لبنان، والمساهمة في المحافظة على نوعية ومستوى التعليم في ظل أزمة طويلة الأمد وتعزيز الجهود التي تبذلها وزارة التربية في لبنان من أجل رفع مستوى الكفايات المهنية في المجال التربوي باللغة الفرنسية وتعزيز استخدام التقنيات الجديدة وتحديث الطرائق التربوية في قطاع التعليم الرسمي الابتدائي”.
اضاف: “ان السلطات التربوية في لبنان مدعوة إلى تبني برنامج IFADEM وضمان ادراج الأنشطة التي يوفرها هذا البرنامج في الاستراتيجية الوطنية للتدريب المستمر”.
ثم تحدث راعي الحفل الوزير الحلبي فقال : “تحت شعار “التطوير المستمر” الذي تعمل وزارة التربية والتعليم العالي جاهدة على تحقيقه في مختلف المدارس الرسمية في لبنان، يسعدني ويشرفني أن نطلق اليوم معاً مشروع المبادرة الفرنكوفونية لتدريب المعلمين من بعد (IFADEM)؛ هذا المشروع الذي يندرج تحت إطار الميثاق اللغوي الذي يهدف إلى تحسين وتعزيز اكتساب اللغة الفرنسية”.
اضاف: “إن مبادرة IFADEM التي تتضافر فيها جهود جميع الشركاء من الوكالة الجامعية الفرنكوفونية إلى المنظمة الدولية الفرنكوفونية، ستسهم في ضمان تعليم نوعي لجميع المتعليمن في صفوف المرحلة الابتدائية مع الاستعانة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك من خلال تدريب ألف 1000 أستاذ يستخدمون اللغة الفرنسية في المدارس الرسمية من المناطق اللبنانية كافة . ويهدف هذا التدريب إلى تحسين الكفايات المهنية لدى المعلمين سواء من حيث تحضير الحصص التعليمية، أم اختيار الأساليب التربوية الفضلى لتعليم القراءة والأنشطة الداعمة لفهم اللغة الفرنسية والطرائق الأمثل للكتابة والقراءة بهذه اللغة”.
وتابع: “في الواقع، إن مبادرة ( IFADEM ) هي إحدى المشاريع الأساسية التي تخدم التربية في لبنان والتي تعمل عليها وزارة التربية والتعليم العالي لإعادة الاستقرار للعملية التربوية والتعليمية بعد سنوات عدة مليئة بالمستجدات والأزمات الاقتصادية والصحية التي انعكست في شكل سلبي على المدارس الرسمية. ويكمن تنفيذ هذه المبادرة وإنجاحها في التعاون ما بين كل من مديرية التعليم الابتدائي وجهاز الإرشاد والتوجيه والمركز التربوي للبحوث والإنماء بكل أقسامه، إذ قامت مديرية التعليم الابتدائي مشكورة بتحديد المدارس والمعلمين المعنيين في العملية التدريبية، وستُيّسر في مرحلة لاحقة عملية المتابعة في المدارس التي سيتولاها بدوره جهاز الإرشاد والتوجيه من خلال مرشدي اللغة الفرنسية الذين سيتابعون على الأرض أثر التدريب المنفّذ من جانب مكتب الإعداد والتدريب في المركز التربوي للبحوث والإنماء”.
وختم: “نأمل أن تكون هذه المبادرة خطوة داعمة لتأمين تعليم رسمي ذي جودة عالية في بيئة تتسم بالتعدديّة اللّغوية، وأودّ أن أشكر جميع الشركاء وخصوصاً الوكالة الجامعية الفرنكوفونية، والمنظمة الدولية الفرنكوفونية على دعمهم إضافة إلى كل من أسهم وسيسهم في تنفيذ هذا المشروع وإنجاحه والعمل على تعميم فائدته على كل المدارس الرسمية في لبنان”.