أخبار مباشرة

المطران عودة: القرار مفقودٌ لأنّ البلد بلا رأس وبلا حكومة فاعلة

Published

on

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة الهجمة وقداس الفصح في كاتدرائية القديس جاورجيوس، في حضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى عودة عظة قال فيها: “فلنصلِّ من أجل أن يسعى مسؤولو هذا البلد إلى النّقاوة كي يتسرب النور إلى عقولهم وقلوبهم، ويفضح ما عشعش فيها من فساد، ويطرده خارجاً. عندئذ، تبدأ المسيرة الحقيقيّة نحو قيامة الوطن والمواطن من الهوّة الجحيمية التي حفرت وعمقت فابتلعت الجميع. قرابة سنة مضت على انتخاب أعضاء هذا المجلس النيابي، وشهور مضت على فراغ في سدة الرئاسة أخرج البلد من دائرة الثقة العالمية، وثقة المواطنين، كما حصل بعد تفجير المرفأ، الذي دمر نصف العاصمة، وأودى بحياة أكثر من مئتين من أبنائها، من دون الوصول إلى كشف المجرم الحقيقي، لا بل شلَّ القضاء من أجل طمس الحقيقة. مسؤولو الوطن أصبحوا سبباً لموت البلاد والعباد، بعدما عاثوا الفساد في كلّ المرافق والقطاعات، لا سيّما قطاع التّعليم الذي يُقيم العقول من ظلمة الجهل، وقطاع الإستشفاء الذي يحمي الأجساد من الوصول إلى ظلمة القبر، فغرق لبنان الأخضر في سوادٍ عظيم، في ظلمة فكريّة وخوف من الموت، جعلا المواطنين لقمة سهلة يمضغها المتزعمون والمتسلطون ذوو المصالح”.

وشدد على أنّ “بلدنا بحاجة إلى تجديد، إلى إصلاح حقيقي يطال المجالات كافة. والإصلاح يقتضي وجود قرار سياسي، والقرار مفقود لأن البلد بلا رأس، وبلا حكومة فاعلة. أمّا المجلس النيابي فقد انقضت ربع ولايته وما زال مشوشاً، مشتتاً، وبلا قرار. حتّى أبسط واجباته لم يُنجزها، وأوّلها انتخاب رئيسٍ للبلاد. أمّا دورُه في المراقبة والمحاسبة فشبه غائب، وفي التّشريع لم يتوصّل بعد إلى إقرار القوانين الإصلاحيّة الضروريّة لوقف التدهوُر وإنهاض البلد”، سائلاً: “هل الدّيمقراطية شعارات نتغنى بها ولا نُطبقها؟ أليس المجلس النيابيّ صمام الأمان للبلد؟ أليس من واجبه حماية الدستور وتطبيقه؟ هل يتساءل النّوّاب عمّا فعلوه خلال السنة المنصرمة؟ هل يدركون المخاطر المحدقة بنا جرّاء استباحة أرضنا؟ وجرّاء تضاعف أعداد غير اللبنانيين، التي ستفوق قريبا أعداد اللبنانيّين؟ هل يُحاسبون أنفسهم على عدم القيام بواجبهم وعدم احترام المهل الدستوريّة وتجاهل الإستحقاقات؟ هل هُم مطمئنون إلى عدم انتخاب رئيس؟ وهل يحتاج المجلس إلى أشهر للانتخاب؟ أهذا ما ينصّ عليه الدستور؟ في الماضي كان النّوّاب يُنجزون واجبهم في انتخاب رئيس الجمهوريّة في ساعات، لأنهم كانوا يحترمون أنفسهم، ويحترمون المهل الدستوريّة، ويحترمون واجبهم وشعبهم. ليت نوابنا يقرأون دستور البلاد جيّداً، وليتهم يستعملون عقلهم وحسّهم الوطنيّ عوض الغرائز الطائفيّة والمذهبيّة، والمصالح والولاءات. ليتهم يكفّون عن تبادُل الإتّهامات، وعن التّكاذب، والتّحايل على الدستور، ويُقرّرون دخول قاعة المجلس وعدم الخروج منها قبل إتمام عملية الإنتخاب. ليتهم يعملون فقط من أجل مصلحة لبنان”.

وختم عودة: “في هذه الأوقات الحرجة من تاريخ بلدنا، جميعنا مدعوّون إلى التّعالي على الأنانيّات والصغائر، والإرتقاء إلى مستوى إنقاذ البلد. عالمنا يرزحُ تحت ثقلِ أهواء قاتلة، وأنانيّة وظلم يتحكّمان بمصائر البشر في بلدنا، وفي أرض المسيح فلسطين، وفي العالم أجمع. مأساة الإنسانيّة هي في المطامع الناتجة من عبادة المال والسلطة، وهي تستهدف جذور الإنسان الخيرة وتقضي على حرّيته وكرامته وسلامه. لذا نُصلّي من أجل أن يسودَ سلام المسيح العالم أجمع. نصلي من أجل أن تعم المحبة والعدل والحق، وأن يشرق المسيح القائم نوره القيامي على وطننا، فيشفيه من الأمراض التي أصابه بها من تولّوا مسؤولية العناية به. صلاتنا أن يزرع إلهنا القائم بذور الرجاء في قلوبنا، وأن يبلسم جراحنا، ويشفي مرضانا، ويعيد أسرانا، وعلى رأسهم أخوينا المطرانين بولس ويوحنا. نصلي من أجل أن يقوم لبنان من كبوته، ببركة قيامة الرب الخلاصية، لكي نصرخ فرحين: المسيح قام، وأقامنا معه منتصرين على الموت والفساد، آمين”.

 

نداء الوطن

Exit mobile version